الكرسي الأخضر

مرحباً بالإعلام القديم

أصبح عدد كبير من جمهور وسائل الإعلام يعتمد على وسائل الاتصال الحديثة بحثاً عن الأخبار، ومتابعاً لأحوال المناخ، أو متطلعاً لمعرفة نتيجة مباراة مهمة في كرة القدم، وتحولت الإنترنت بمواقعها ووسائل تواصلها الاجتماعي إلى مصادر مهمة لمعرفة الأحداث ومتابعتها، وهو ما أثر بالتأكيد في متابعة الجمهور لوسائل الإعلام «التقليدية»، المتمثلة في قنوات التلفزيون ومحطات الإذاعة والجرائد والمجلات، وهو ما أدى، على سبيل المثال، إلى انخفاض معدلات توزيع العديد من الصحف حول العالم، وإلى إلغاء طباعة النسخة الورقية من بعض المجلات، والاكتفاء بالنسخة الإلكترونية.

• مازال جهاز التلفزيون باقياً في منازلنا بتقنياته العالية وارتباطه بالإنترنت.

والسؤال الذي يطرح نفسه أمام كل من صناع الإعلام وجمهور هو: هل آن الأوان للإعلان عن نهاية هذه الوسائل التي طالما اعتمدنا عليها وحصلنا منها على معلومات وترفيه ومضامين متنوعة؟

الإجابة يمكن أن تكون «نعم هي النهاية» في حالة واحدة فقط، وهي أن تظل هذه الوسائل بسياساتها الإعلامية نفسها، وبرامجها ومضامينها التقليدية، أما الإجابة بـ«لا هي باقية تقدم إعلاماً مختلفاً لجمهورها»، فهي إجابة تتطلب أن تبحث هذه الوسائل عن الجديد، شكلاً ومضموناً، خصوصاً أن عادات تعرض الجمهور لهذه الوسائل لم تتغير تغيراً كبيراً، فمازال جهاز التلفزيون باقياً في منازلنا بتقنياته العالية وارتباطه بالإنترنت، ومازالت الإذاعة جليساً محبباً لفئات عديدة من الجمهور، أثناء قيادة السيارة، أو في فترات الراحة والاسترخاء، حينما لا يود الجمهور بذل أي مجهود في التعرض للوسيلة سوى الاستماع، ومازالت الصحيفة الورقية تصاحب القارئ أينما ذهب، يتحكم في قراءتها ويحتفظ بها، ويحتسي قهوته الصباحية وهو يطالعها. إنها عادات مشاهدة واستماع وقراءة لا تحققها الإنترنت، ومن هنا يجب على هذه الوسائل أن تستفيد من هذه الميزة، وأن تعمل على جذب الجمهور، من خلال مضمون مختلف، يعتمد على الاستفادة من مميزات الوسيلة وخصائصها، حينها سيعود الجمهور إلى هذه الوسائل، ويرحب بما يصفه الخبراء بالإعلام القديم أو التقليدي، ليصبح إعلاماً مواكباً ومتكاملاً مع وسائل الاتصال الحديثة.

كلية الاتصال جامعة الشارقة

مبادرة المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في مركز الشارقة الإعلامي

تويتر