95 % من سكان الدولة يثقون بالمعلومات على أغلفة المعلبات

أظهر استطلاع حديث أن 95 % من سكان الإمارات يعتمدون على ملصقات المواد الغذائية، إلا أن 11 % منهم فقط هم الذين يهتمون بالتأكد من صحة المعلومات المدونة على هذه الملصقات الغذائية.

كما أظهرت نتائج الاستبيان أيضاً أن 99% من المشاركين بالاستطلاع  ليسوا متيقنين بشأن كيفية التأكد من صحة هذه المعلومات.
 
وتضمن الاستطلاع الذي أجرته شركة "برايم سيرتيفيكيشن آند انسبيكشن"، وهي شركة تابعة لمختبر علوم التربة لفحص المواد، وتعد بمثابة المزود الرائد لحلول الجودة والامتثال على مستوى المنطقة، توجيه سؤال إلى عينة قوامها 1,000 شخصاً من سكان الإمارات والذين يشترون الأغذية المعلبة بصورة متكررة. وكان السؤال هو: "هل تثق بالمعلومات المدونة على أغلفة الأغذية المعلبة؟"، وأجاب جميعهم تقريباً (95 %) "نعم".

 ومع اكتساب حملات التوعية الصحية زخماً شعبياً متزايداً هذه الأيام، بات المزيد من الناس يهتمون بمعرفة مستوى جودة الطعام الذي يأكلونه، إلا أنه تظل هناك حالة من عدم اليقين بشأن مدى صحة المعلومات المتوفرة لهم عن هذا الطعام.

 وقال  رئيس مجلس إدارة شركة برايم سيرتيفيكيشن آند انسبيكشن عبد اللطيف عبدالله علي القرقاوي: "توضح نتائج الاستطلاع أن الناس يهتمون بجودة ما يشترونه، إلا أن هذه النتيجة يجب أن تكون بمثابة تذكير بأنه يتعين عليهم عدم التعامل مع كافة اما يرد إليهم كحقائق، ذلك أنه تظل هناك ثمة إدعاءات صحية غامضة تعتمد على رواج المنتجات".
 
 وطبقاً لنتائج الاستطلاع، فإن أكثر خمس معلومات رأها المشاركون بالاستطلاع على أغلفة المواد الغذائية المعلبة هي : "طازج"، "قليل الدسم"، "طبيعي بالكامل أو 100 طبيعي"، "خالي من السكر" و"خالي من الكافايين".
                                                                                                                      
وقال القرقاوي أنه مع اعتراف 89 % من أفراد العينة بأنهم لا يتأكدون من صحة هذه المعلومات، فإن ذلك يعني أن العديد من الناس قد يعرضون صحتهم للخطر.
 
 ويضيف القرقاوي قائلاً: "هناك أشخاص يعانون من حالات صحية معينة ومتطلبات غذائية محددة. فمثلاً يحتاج مرضى السكري إلى التحكم في كمية السكريات التي يتناولونها، وبالتالي، فهم يحتاجون إلى تناول طعام "خالي من السكر". بينما يحتاج الأشخاص الذين يعانون من خفقان القلب إلى تناول مشروبات "خالية من الكافايين" ".
 
 وأضاف القرقاوي بقوله: "إذا صدق الناس ملصقات المعلبات من دون التأكد من صحة المعلومات المدونة عليها، فقد يؤدي ذلك إلى الضرر بصحتهم. فقد يحتسون مشروبات لأنها خالية من السكر، إلا أنها في الحقيقة تحتوي على كافة السكر الضار لهم".
 
 من جانبها، حذرت أندريا جيانكولي، وهي من المهتمات بقضايا الصحة، من أكاديمية التغذية والأنظمة الغذائية بالولايات المتحدة الأمريكية، على الموقع الإلكتروني للأكاديمية، من المعلومات المضللة المدونة على ملصقات المعلبات.

 وقالت جيانكولي: "توجد أطنان من السكريات المضافة في الأغذية التي نتناولها. ونحن نعتقد أنه لمجرد وجود عبارة "عضوي" أو "طبيعي" على غلاف منتج غذائي معين، وذلك يعني أن هذا المنتج أفضل لنا ولصحتنا، إلا أن هذا ليس صحيحاً على الدوام. وسواءً أكان المنتج الغذائيٍ يحتوي شراب الذرة المضاف إليه الفركتوز بنسبة كبيرة أو سكر القصب الطبيعي، يتعين علينا الحذر من كليهما".

 وذكر الموقع الإلكتروني  للأكاديمية: "يحتوي عدد الكربوهيدرات المدونة على غلاف المنتج الغذائيٍ أيضاً على سكريات طبيعية، وربما تكون كميتها كبيرة أيضاً في أغذية كاللبن الزبادي والفاكهة". ونصح الموقع المستهلكين بمراجعة قائمة المكونات الظاهرة على ملصقات المعلبات، وطالبهم "بالبحث عن السكريات المضافة ضمن أول مكونين أو ثلاثة مكونات، بما في ذلك السكر وسكر الشعير والسكر البني وشراب الذرة، وسكر القصب، العسل ومركّز شراب الفاكهة".

 ودفع الخوف من الدهون المتحولة غالبية أغلفة المعلبات إلى الإعلان أن المغلف "صفر دهون متحولة"، وذلك لطمأنة المشتري. إلا أن هناك مشكلة في هذا الشأن، فطبقاً لتعليمات هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، يمكن لمصنعي منتج غذائي أن يضعوا على غلافه عبارة "صفر دهون متحولة" إذا  كانت كل حصة منه تحتوي على أقل من 0.5 جرام من الدهون المتحولة.      

 ولكن عندما يتناول شخص ما عدة حصص من الفيشار الذي تم تسخينه في موقد المايكروويف، فإنه يكون قد استهلك كمية قليلة من الدهون المتحولة. وينصح أخصائيو التغذية المستهلكين بمراجعة قائمة المكونات والتأكد إذا ما كان المنتج الغذائي يحتوي ولو بصورة جزئية على أي زيوت نباتية مهدرجة. وفي حالة احتوائه، فيعني ذلك احتوائه على بعض الدهون المتحولة. وبالتالي، فإن عبارة "خالي من الدهون المتحولة" على الغلاف هي أكثر مصداقية من "صفر دهون متحولة".

 وقال القرقاوي: "للمسوّقين طريقتهم في بيع البضائع، وإذا كان بوسع تلك الإدعاءات "الصحية" مساعدتهم في ترويج منتجاتهم، فإنهم سيجدون طريقة لذلك. وهنا تحديدا يتجلى دور التقنية الحديثة والتفتيش العلمي الدقيق على المنتجات".
 
وقد أكد 99% من أفراد عينة الاستطلاع أنهم لا يعلمون كيف يتأكدون من صحة الإدعاءات الواردة على أغلفة العلامات التجارية الغذائية.
 
وتقول الرئيس التنفيذي لشركة "برايم سيرتيفيكيشن آند انسبيكشن" المهندسة ماري جين ألفيرو - المهدي: "حينما يفحص المستهلكون أغلفة المنتجات الغذائية، يتعين عليهم البحث عن أساس ما يرد على تلك الأغلفة. وبجانب مراجعة قائمة المكونات،  يتعين على المستهلكين أيضاً التأكد من صحة الخصائص المفيدة لهم، وذلك للوقوف على طريقة اكتساب الشركة المنتجة للأوصاف المدونة على أغلفة منتجاتها. وسيكون من المفيد أيضاً في هذا الشأن أن تحمل المنتجات الغذائية أختام شركات ذات سمعة معروفة في مجال الفحص وإصدار شهادات الجودة ومعتمدة من جهات حكومية".
 
وختمت قائلة: "تعمل شركة برايم على تزويد الشركات بالشهادات التي تحتاجها لطمأنة المستهلكين أنهم سيحصلون على التغذية التي يحتاجونها والقيمة التي أنفقوها في شراء المنتجات الغذائية. وبالإضافة إلى ذلك، فسيساعدهم هذا على التمييز بين المنتجات الغذائية القيمة والأخرى التي تظهر على أغلفتها إدعاءات صحية مضللة".

تويتر