لخصت مناهج الدراسة ودعمت مريضاً في صراعه مع السرطان

«ويس سكينة» أنارت الدرب لطلبتها وزميلاتها بصفاتها الإنسانية

«سكينة» تعمل أستاذة لمادة علوم الطبيعة والحياة. من المصدر

في العام 1966 أبصرت «ويس سكينة» النور في بوتليليس، إحدى بلديات ولاية وهران، لتشق طريقها في مهنة بناء الأجيال، وهي زوجة وأم لأربع بنات، لم يمنعنها عن أداء واجبها الإنساني، ولم يسهمن إلا في زيادة إصرارها على مساعدة الآخرين، فمدت يدها المتشبعة بالعلم والمعرفة لتساعد أطفالاً هم بحاجة لدعم تربوي وتعليمي متميز.

امتهنت «سكينة» صناعة الأمل، من خلال مساعدة الطلبة عبر إعداد وتوزيع ملخصات موجزة في مادة العلوم لكل التلاميذ المقبلين على امتحان شهادة التعليم المتوسط، لتنجح في جمع المعرفة بشكل مختصر يسهل على الطلبة الخوض في تفاصيل كثيرة.

كما عملت «سكينة» على إعداد تمارين نموذجية وحلها مع التلاميذ، لضمان إكسابهم أكبر قدر من المعلومات يؤهلهم لتجاوز المرحلة التعليمية بنجاح.

وتجاوزت «سكينة» ساعات العمل الرسمية لتنفذ مراجعة عامة للمادة خارج نطاق التدريس حتى يتسنى للغائبين استدراك الدروس الضائعة التي فاتتهم نتيجة لعلة أو مرض أو ظروف قاهرة، وبما يضمن مواكبة أولئك الطلبة لأقرانهم، وألا يكون الغياب القسري سبباً في تدهور تحصيلهم العلمي.

وبعيداً عن جدران قاعات الدراسة وأسوار المدرسة، فتحت «سكينة» أبواب منزلها لتشرف على تدريس أحد الطلبة المعتل بمرض سرطان الدم، وهو المرض الخبيث الذي ألقى بظلاله على هذا الطفل المسكين وجعل مقعده شبه شاغر على مدار العام الدراسي، فالعلاج الكيميائي قد يعطيه أملاً في الحياة، ولكن بعيداً عن الكتب والعلوم، وهنا لم يفقد الطالب الرغبة في الاستمرار والكفاح، ولم تفقد معه «سكينة» سمة المعلمة والأم لتعطيه دروساً استثنائية تمكنه من قهر مرضه، وتعطيه أملاً في استكمال حياته لما بعد التعافي.

وبعيداً عن الطلبة، كانت «سكينة» أداة عون لزميلاتها الجديدات، فكل معلمة جديدة حلت في مدرستها كانت تحتاج إلى دعم نفسي ومعنوي في مهنة تتطلب صدراً متسعاً، ساعدتهن وكانت خير صديق تطوع لتثبيت الجديدات منهن في مناصبهن بجميع التخصصات الدراسية.

«سكينة» تعمل أستاذة لمادة علوم الطبيعة والحياة، بمتوسطة 19 مارس، حاملة شهادة الكفاءة في التدريس برتبة أولى عام 1988، وشهادة ليسانس في عام 2013 برتبة أولى، وإحدى المشرفات على تحدي القراءة العربي في جمهورية الجزائر في الدورة الأولى لعام 2016.

أن تكون معلماً هي شهادة كافية لتزرع الأمل مع كل شعاع نور ينبثق في صباح يوم جديد، فكيف الحال والحديث عن أم وزوجة وصديقة ومبدعة في حقل هو وحده ما يمكن أن يخرج البلاد والعباد من عتمة الجهل إلى مدارك المعرفة ونور الخير والرخاء.

تويتر