كل يوم

التغييرات الوزارية شأن الإمارات وقادتها..

سامي الريامي

أخبار التغييرات الوزارية في الإمارات هزت العالم، وشغلت الناس والإعلام، وملأت ساعات من البث التلفزيوني، ومساحات شاسعة من الصحف، وفجّرت نقاشات المجالس، ووسائل التواصل الاجتماعي، ليس هنا فقط، ولا في الدول العربية، بل في مختلف دول العالم، مع أن ما حدث هو شأن إماراتي خالص!

• الإمارات دولة رفضت الواقع المظلم الذي يعيشه كثيرون، واستغلت كل الفرص والإمكانات التي حباها الله بها أفضل استغلال لمصلحة الشعب والناس.

إشادات واسعة من كثيرين، محللين ومتخصصين، وإعلاميين، منهم من أدرك الهدف من التغيير، وأعجب بعبقرية وجرأة صاحب التغيير، فسطر كلمات الإعجاب والمحبة والاقتناع بمسببات التغيير والهدف منه، وكثيرون أيضاً أعجبوا لكن من باب الحسرة على الأوضاع العربية بشكل عام، حيث اعتبر النموذج الإماراتي هو نموذج المستقبل، وهو النقطة المضيئة في منطقة حالكة الظلام، وهناك أيضاً من أشاد بقوة وبصوت عالٍ، لكن ليس من باب الإعجاب وحب الفكرة، بل من باب الضرب في حكومة ومسؤولي بلاده.

وفي المقابل، هناك من انتقد حباً للانتقاد، أو بدافع الكره المبطن بالحقد على كل نجاح مطبوع عليه علامة «صنع في الإمارات»، أو ممن سئم وتعب من النجاحات المتوالية، والتميز المتواصل، والثقة العالية التي يتمتع بها النموذج الإماراتي، ما خلق لديه ردة فعل عكسية مع كل نجاح جديد، وأخيراً من أصحاب الأجندات المكشوفين تماماً من قبل الإماراتيين بشكل خاص، والعالم بشكل عام.

لكل هؤلاء، من أشاد ومدح لأهداف مبطنة ومغلفة وليس حباً فينا، ولمن انتقد كرهاً وحقداً علينا، داخل الوطن العربي وخارجه، نقول إن ما حدث من تغييرات هيكلية في حكومة دولة الإمارات هو شأن إماراتي خالص، موجّه لمستقبل الإمارات وأبنائها، وهو فكر قادة أخلصوا لله ولوطنهم ولشعبهم، تعبوا واجتهدوا لرسم السعادة على وجوه جميع أفراد الدولة، مواطنين ومقيمين وزواراً، وهو ترجمة حقيقية لرؤية شاملة بعيدة المدى، لم تنظر يوماً تحت قدميها، بل تضع الاستراتيجيات طويلة المدى لضمان بقاء السعادة هنا أطول فترة ممكنة.

الإمارات دولة رفضت الواقع المظلم الذي يعيشه كثيرون، واستغلت كل الفرص والإمكانات التي حباها الله بها أفضل استغلال لمصلحة الشعب والناس، سارت على نهج تطوير الإنسان، وتمكين المواطنين، وبناء الدولة الحديثة، بمكوناتها المختلفة، إذ إنها لم تبدأ من حيث بدأ الآخرون، بل من حيث انتهى العالم، ووضعت لنفسها سياسة واضحة قوامها التطوير والتغيير والتنمية المستمرة.

قادتها جزء من الشعب يعملون لأجله، ولأجل مستقبل الأجيال المقبلة، وشعبها في مقابل ذلك يعشق الثورات، لكن بمفهومها الجميل، الثورة على الجهل والاتكالية، والثورة على مصطلح ومعنى الثورة التي دمرت الأوطان وشتتت الشعوب، فالتحموا أكثر مع قادتهم، وأخلصوا لوطنهم، ومستعدون للتضحية بكل شيء من أجل بقاء القادة واستقرار الوطن.

ومن أجل ذلك حدث التغيير، للمستقبل فقط، ليس موجهاً لأحد، ولا ضد أحد، ليس من أجل الشهرة والدعاية، ولا من أجل المقارنات، إنه لمستقبل الإماراتيين وحدهم، لأن تحديات المستقبل تختلف عن الحاضر، ولأن الرؤية الحكيمة ترى أبعد بكثير مما يراه البقية، لذلك لم تترك مجالاً للحظ، ولا للمصادفة، فاستعدت من الآن لذلك اليوم الذي سيغادرنا فيه آخر برميل نفط، ذلك اليوم الذي يراه كثيرون بعيداً، ويراه قادتنا قريباً، ومع ذلك فهم لن يخشوه، لأنهم استعدوا له، بل هم جاهزون بنسبة عالية لاستقباله، والاحتفال به، فلا خوف عليهم ولا على شعبهم، ولا هم يحزنون.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر