دخول أول قافلة مساعدات غذائية إلى مدينة داريا المحاصرة منذ 4 سنوات

«قوات سورية الديمقراطية» تحاصر منبج وتقطع طرق الإمداد لـ «داعش»

صورة

حاصرت «قوات سورية الديمقراطية»، المدعومة من الولايات المتحدة، أمس، مدينة منبج، التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، في ريف حلب شمال سورية قرب الحدود مع تركيا، وقطعت جميع طرق الإمداد للتنظيم. في حين دخلت قافلة مساعدات، تحمل مواد غذائية إلى مدينة داريا بريف دمشق للمرة الأولى، منذ بدء حصارها في عام 2012، من قبل النظام السوري.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «قوات سورية الديمقراطية»، المؤلفة من تحالف عربي - كردي، معظمه من «وحدات حماية الشعب» الكردية، قطعت طرق الإمداد الرئيسة لتنظيم «داعش» بين سورية وتركيا، وباتت تطوق مدينة منبج بالكامل.

وأكد مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أن «قوات سورية الديمقراطية»، المدعومة من واشنطن، تمكنت من تحقيق تقدم استراتيجي، ومحاصرة مدينة منبج بشكل كامل، بعد سيطرتها نارياً على طريق منبج - الغندورة، شمال غرب المدينة. وذكر أن القوات سيطرت على الطريق السريع الأخير إلى منبج.

وقال عبدالرحمن إنه «لم يعد هناك أي طريق متبقٍ، وإن كل الطرق قطعت». وأشار إلى أن نحو 160 من مقاتلي التنظيم، قتلوا في المعارك حول منبج. وأضاف أن أكثر من 20 من «قوات سورية الديمقراطية» قتلوا.

ولايزال التنظيم يسيطر على شريط حدودي، وطرق فرعية مؤدية إلى تركيا، لكنها أكثر خطورة وصعوبة، بحسب المرصد.

وتمكنت «قوات سورية الديمقراطية»، التي تحظى بغطاء جوي من التحالف الدولي، في الأيام الأخيرة من قطع الطريق، الذي يربط منبج بمعبر جرابلس (شمال)، والمستخدم لعبور العديد والأسلحة والتمويل إلى التنظيم.

كما قطعت هذه القوات طريق منبج - الرقة (شرق)، أبرز معاقل التنظيم في سورية.

وأضاف عبدالرحمن «ليتنقل المتطرفون بين الرقة والحدود التركية، بات عليهم سلوك طريق أكثر خطورة بالنسبة إليهم، لأن قوات النظام السوري التي تدعمها روسيا قريبة منها».

وبدأت «قوات سورية الديمقراطية»، بدعم من التحالف، هجوماً منذ 31 مايو الماضي، لاستعادة السيطرة على منبج، وتمكنت من السيطرة على أكثر من 79 قرية ومزرعة في محيط المدينة. وتعد منبج - إلى جانب الباب وجرابلس - أبرز معاقل التنظيم في محافظة حلب.

من ناحية أخرى، قال مدير عمليات «الهلال الأحمر» السوري، تمام محرز، إن تسع شاحنات مساعدات غذائية أفرغت حمولتها في داريا، الليلة قبل الماضية، للمرة الأولى منذ بدء حصارها في عام 2012، من قبل النظام السوري، مشيراً إلى أنها «تحتوي على مأكولات جافة، وأكياس من الطحين، ومساعدات غير غذائية، بالإضافة إلى مساعدات طبية».

وأوضح أن المساعدات الغذائية تكفي لمدة «شهر»، دون تحديد عدد الأشخاص، أو الأسر التي ستستفيد منها. وأكد أن العملية نفذت بالتعاون مع الأمم المتحدة.

وقال مسؤول من برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، الذي كان يرافق القافلة، إن المساعدات شملت 480 طرداً غذائياً، يجب أن تكفي 2400 فرد، ودقيق قمح في أكياس يكفي لإطعام جميع السكان البالغ عددهم 4000 شخص لمدة شهر.

وتشكل داريا معقلاً يرتدي طابعاً رمزياً كبيراً للمعارضة، لأنها خارجة عن سلطة النظام منذ عام 2012، ومن أولى المدن التي فرض عليها حصار.

ولايزال نحو 8000 شخص يعيشون في هذه المدينة، الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات، إلى جنوب غرب العاصمة.

وفي الأول من يونيو الجاري، دخلت أول قافلة مساعدات إلى مدينة داريا، منذ عام 2012، لكن من دون أن تتضمن مواد غذائية، ما شكل خيبة أمل للسكان الذين يعانون سوء التغذية.

وأكد شاهد عيان، يدعى شادي مطر، لـ«فرانس برس»، أمس، عبر «فيس بوك»، أن «عدد السكان، الذين كانوا ينتظرون القافلة لم يكن كبيراً، لأنهم ما عادوا يصدقون الوعود».

وأضاف أنه «بسبب القصف على المدينة (من قبل النظام)، لم يعد يجرؤ الناس على الخروج والتجمع». ووفقاً لمطر، فإن «الطعام لا يكفي جميع السكان المحاصرين».

من جهته، قال رامي عبدالرحمن إن طائرات النظام السوري ألقت على داريا 12 برميلاً متفجراً، بعد بضع ساعات من تسليم المساعدات.

ويأتي دخول المساعدات الغذائية، بعيد ساعات من إعلان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، أن الحكومة السورية أبلغت الأمم المتحدة بموافقتها على دخول قوافل المساعدات الإنسانية، إلى جميع المناطق الـ19 المحاصرة بنهاية يونيو.

وهذه هي المرة الأولى، التي توافق فيها الحكومة السورية على دخول مواد غذائية إلى داريا، إذ سبق وأبدت رفضها في مناسبات سابقة عدة.

وأعرب دي ميستورا عن أمله أن تزيد قوافل المساعدات البرية، في الأسابيع المقبلة، بشكل يجعل العمليات المكلفة والخطرة لإلقاء المساعدات غير ضرورية.

والشهر الماضي، حدد أعضاء المجموعة الدولية لدعم سورية، التي تضم 20 دولة ومنظمة، الأول من يونيو موعداً نهائياً لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة عن طريق البر، وإلا ستباشر الأمم المتحدة إلقاء المساعدات جواً. إلا أن المنظمة الأممية أعلنت - يوم الجمعة الماضي - أنها مددت المهلة حتى 10 يونيو.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 600 ألف شخص، يعيشون في 19 منطقة، يحاصرها أطراف النزاع السوري، خصوصاً قوات النظام، فيما يعيش نحو أربعة ملايين في مناطق يصعب الوصول إليها.

 

 

تويتر