كيري يبحث في الرياض إقرار «هدنة إنسانية» في اليمن لتسهيل وصول المساعدات الإغاثية

احتدام معارك عدن.. ومقتـــل 40 نازحاً باستهداف حوثي لقاربهم

نازحون يمنيون يحاولون الفرار من القتال الدائر في عدن عن طريق البحر أمس. أ.ف.ب

قتل قائد القوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي، أمس، بعد ان أصيب برصاص قناص، فيما قتل 40 مدنياً في قصف طال نازحين في المدينة الجنوبية، فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، خلال زيارته إلى جيبوتي، إنه سيبحث في السعودية إقرار «هدنة إنسانية» في العمليات العسكرية في اليمن من أجل تسهيل وصول المساعدات الانسانية.

وتفصيلاً، قال مصدر عسكري يمني، إن اللواء الركن علي ناصر هادي (لا تربطه علاقة قرابة بالرئيس)، قتل بينما كان ينظم صفوف المقاومة الشعبية المناهضة للحوثيين في حي التواهي بوسط عدن الذي يتعرض لهجوم من قبل الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وكان هذا الضابط الكبير عين قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة التي تضم محافظات عدن ولحج وأبين من قبل الرئيس هادي، بعد لجوئه إلى الرياض في مارس الماضي مع بدء العملية العسكرية ضد الحوثيين.

وأصدر الرئيس عبدربه منصور هادي، أمس، قراراً جمهورياً بتعيين اللواء الركن سيف صالح قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة بمحافظة عدن، خلفاً للواء علي ناصر هادي.

وقتل سبعة من المقاتلين الموالين لهادي وأصيب 95 بجروح في المعارك التي دارت خلال الساعات الـ24 الأخيرة في عدن.

وأفادت مصادر عسكرية بأن المعارك والغارات أسفرت عن مقتل 17 شخصاً في معسكر الحوثيين وحلفائهم، إضافة إلى مقتل خمسة مقاتلين إضافيين في محافظة الضالع الجنوبية شمال عدن.

وذكر شهود أن العديد من سكان عدن يحاولون الهرب من القتال ويستخدمون زوارق صغيرة للهروب عبر البحر، وأن عدداً من السكان لقوا حتفهم بعد ان أصيب مركبهم برصاص.

وقتل 40 شخصاً كانوا يحاولون الهرب عبر البحر من القتال المستعر في عدن عندما أصابت قذائف عوامة ورصيفاً في ميناء للصيد في المدينة، حسب ما أفادت مصادر طبية.

وذكر مسؤول طبي أن «40 شخصاً قتلوا وأصيب اكثر من 67 جريحاً في قصف تعرض له النازحون لدى محاولتهم الهروب من القتال الدائر في حي التواهي إلى منطقة البريقا»، في الجهة المقابلة من الخليج، كما حمّل المسؤول المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح مسؤولية هذا القصف.

وأشار المصدر إلى أنه تم نقل الضحايا إلى مستشفى باصهيب العسكري ومستشفى مصفاة عدن ومايو والنقيب والوالي.

من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، أنه سيبحث في السعودية إقرار «هدنة انسانية» في العمليات العسكرية في اليمن من أجل تسهيل وصول المساعدات الانسانية.

وقال كيري أمام صحافيين في جيبوتي، حيث يختتم جولة إفريقية «سأكون في السعودية هذا المساء، وسنتباحث في طبيعة الهدنة وكيفية تطبيقها»، معرباً عن «القلق الشديد حيال الوضع الانساني في اليمن». وأضاف «أنا واثق برغبتها في إقرار هدنة»، في إشارة إلى السلطات السعودية التي تقود التحالف ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.

وقال «نأمل أن ينضم التحالف إلى الأمم المتحدة والاسرة الدولية لإيجاد سبل من أجل إيصال المساعدات». ومضى يقول «في الوقت الحالي الازمة الطارئة هي الوضع الإنساني»، معلناً في الوقت نفسه عن مساعدة إنسانية بقيمة 68 مليون دولار إلى اليمن.

وكان تحالف عربي بقيادة السعودية بدأ في أواخر مارس بشن غارات على المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق شاسعة من اليمن بما فيها العاصمة صنعاء.

من جهتها، أعلنت السلطات السعودية، أمس، مقتل ثلاثة أشخاص بينهم رجل وزوجته جراء سقوط قذائف هاون وصواريخ كاتيوشا أطلقها المتمردون الحوثيون أول من أمس، من اليمن على منطقة نجران الحدودية جنوب غرب المملكة.

وجرى القصف أثناء قمة لدول مجلس التعاون الخليجي، عقدت أول من أمس في الرياض بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وأشارت وزارة الداخلية السعودية على موقع «تويتر» إلى «مقتل ثلاثة أشخاص، نتيجة تعرض منطقة نجران، على الحدود مع اليمن، لقذائف هاون وصواريخ كاتيوشا عشوائية، أطلقتها عناصر ميليشيا الحوثي من الأراضي اليمنية».

وكان المتحدث باسم التحالف العميد الركن السعودي أحمد عسيري، أعلن أول من أمس، أن منازل ومستشفيات ومدارس «أصيبت» في القصف على نجران (جنوب غرب السعودية). وحذر عسيري «نواصل التصدي لاعتداءات الحوثيين، وعمل اليوم لن يمر من دون رد».

وبعد الهجوم، أعلنت السلطات السعودية إغلاق مدارس في نجران، كما قررت شركة الخطوط الجوية الوطنية تعليق رحلاتها الداخلية إلى المدينة الحدودية «حتى إشعار آخر».

وقال بيان لمنتدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية في اليمن، إن الصراع أعاق الواردات في اليمن الذي أصبح نحو 20 مليون شخص فيه، أي 80% من سكانه، جوعى أو يعانون من «انعدام الأمن الغذائي». وأصاب نقص الوقود في اليمن المستشفيات وإمدادات الغذاء بالشلل خلال الأسابيع القليلة الماضية، وقال برنامج الأغذية العالمي إن احتياجاته الشهرية من الوقود قفزت من 40 ألف لتر إلى مليون لتر.

وقال إدوارد سانتياغو المدير الإقليمي لهيئة إنقاذ الطفولة في اليمن، في البيان، «ملايين الأرواح في خطر، خصوصاً الأطفال، وقريباً لن نتمكن من الاستجابة».

يأتي ذلك في وقت أكد مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي، أن اليمن حظيت منذ انضمامها للمجلس ومكتبه التنفيذي عام 2003 بدعم فني ومالي من دول الخليج العربي للارتقاء بمستوى الخدمات الصحية في اليمن، والمساعدة في تمويل البنية التحتية لذلك القطاع من خلال بناء منشآت طبية حديثة تلبي احتياجات الشعب اليمني كافة، كمدينة الملك عبدالله الطبية التي تكفلت المملكة العربية السعودية بإنشائها في صنعاء بمبلغ 230 مليون ريال.

وأوضح تقرير للمجلس أصدره أمس، أن الإمارات موّلت إنشاء مستشفى مركزي في جزيرة سُقطرى اليمنية، ومستشفى زايد للأمومة والطفولة بصنعاء، بينما مولت السعودية مدينة الملك عبدالله الطبية، وإنشاء مستشفى عدن العام، ومشروع مكافحة الملاريا، وإنشاء المدينة الطبية في مدينة الحديده بكلفة 50 مليون دولار بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية، علاوة على إتاحة الفرصة لعلاج المرضى اليمنيين في المستشفيات المتخصصة في المملكة، وتأهيل وتدريب الكوادر الطبية اليمنية فيها.

وقال إن الكويت خصصت ميزانية سنوية لأجور وحاجات العاملين والمتطلبات في مستشفى الكويت بجامعة صنعاء، وأنشأت وأقامت العديد من المشروعات التمويلية وتسليمها هدية للحكومة اليمنية. وأضاف خوجة أن قطر قدمت تمويلاً لإنشاء مدينة حمد الطبية بمدينة تعز بكلفة 280 مليون دولار، علاوة على مشاركات تنموية أخرى كدعم برنامج القلب الدائم الذي يقام تحت شعار «إنقاذ حياه».

 

 

تويتر