غارات على صنعاء وشبوة.. وقتلى من المتمردين بكمائن للمقاومة

السعودية تعترض صاروخ سكود.. أطلقه الحوثيون من اليمن

عناصر من متمردي الحوثي في صنعاء ، حيث أطلقت ميليشياتهم صاروخ سكود باتجاه مدينة خميس مشيط السعودية. أرشيفية أ.ب

اعترضت القوات السعودية، صباح أمس، صاروخ سكود، أطلقه الحوثيون من شمال اليمن على أراضيها، في تصعيد جديد لهجمات المتمردين على المملكة، رداً على تكثيف الغارات الجوية التي تستهدفهم، وذلك مع دنو موعد محادثات السلام المرتقبة في جنيف.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بياناً صادراً عن قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي، الذي تقوده السعودية، جاء فيه «في الساعة 2:45 من صباح السبت، أطلقت ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح صاروخ سكود باتجاه مدينة خميس مشيط (جنوب غرب السعودية)، وتم بحمد الله اعتراضه من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي بصاروخي باتريوت».

وأضاف البيان أن «القوات الجوية للتحالف بادرت، في الحال، بتدمير منصة إطلاق الصواريخ، التي تم تحديد موقعها جنوب صعدة»، معقل الحوثيين في شمال اليمن، من دون مزيد من التفاصيل.

ويأتي إطلاق صاروخ سكود، وهو أمر نادراً ما حصل منذ بدء الضربات الجوية على اليمن، بعد بضع ساعات من إعلان الرياض أن قواتها المسلحة صدت هجوماً على جبهات عدة جنوب المملكة.

وجاء في بيان لقيادة القوات المشتركة، نشرته وكالة الأنباء السعودية في وقت سابق، «تمكنت قواتنا المسلحة السعودية من صد هجوم على محاور عدة بقطاع جيزان ونجران من الجانب اليمني اتضح أنه منسق ومخطط ومنفذ من قبل تشكيل للحرس الجمهوري، التابع لقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، وبمساندة من ميليشيا الحوثي».

وأوقعت المعارك التي تبعت الهجوم أربعة شهداء في صفوف القوات السعودية بينهم ضابطان، وعشرات القتلى في الجانب اليمني، بحسب البيان.

وأكد الحوثيون إطلاق صاروخ سكود على «قاعدة الأمير خالد الجوية خميس مشيط»، بحسب تصريح أدلى به «متحدث عسكري» لوكالة الأنباء اليمنية سبأ.

ورداً على ذلك قصفت الطائرات الحربية لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية مواقع عسكرية عدة، وكذلك مواقع للمتمردين في شمال اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء وأيضاً في الجنوب.

واستهدفت الغارات مخازن للأسلحة والذخيرة في جبل نقم وفج عطان والنهدين، وهي ثلاث تلال مطلة على صنعاء، تعرضت لهجمات مراراً في السابق، وكذلك مقر قيادة القوات الخاصة ما أدى إلى انفجارات عنيفة هزت العاصمة صنعاء، بحسب شهود عيان.

وأفاد شهود بأن طيران التحالف استأنف قصف مخازن الأسلحة التابعة لميليشيات الحوثي وصالح في معسكر الحفا جنوب شرق صنعاء، كما شوهد تحليق كثيف للطيران في سماء صنعاء.

وفي محافظة حجة بشمال اليمن، أكد مصدر في السلطة المحلية لوكالة فرانس برس، أن عشرات القتلى والجرحى من ميليشيات الحوثي وقوات صالح سقطوا في قصف طائرات التحالف لرتل عسكري في مثلث عاهم الحدودي مع السعودية بمنطقة حرض في محافظة حجة.

على صعيد موازٍ، تعرضت ثمانية مواقع عسكرية تابعة لقوات صالح وميليشيات الحوثي في منطقة عتق مركز محافظة شبوة، لغارات متتالية نفذتها مقاتلات التحالف خلال الساعات الماضية. وشملت الغارات منطقة تبة الجبل جنوب مدينة عتق في شبوة وجبل الأحمر ومركز النجدة وعدداً من مواقع تخزين الأسلحة والذخائر.

وقال شهود إن دوي الانفجارات هزّ المكان نتيجة قوة القصف، كما شوهدت ألسنة اللهب والدخان تتصاعد من المناطق المجاورة لعتق.

على صعيد آخر، قال مصدر إن المقاومة الشعبية سيطرت على مواقع جديدة للحوثيين في منطقة سناح بالضالع.

وفي تطورات ميدانية أخرى، قال مصدر إن عدداً من الحوثيين قتلوا في كمين للمقاومة الشعبية على مركبة عسكرية بطريق عدن ــ أبين.

من جهته، قال مصدر في المقاومة الشعبية لوكالة الأناضول، إن ثلاثة مسلحين حوثيين قتلوا وأصيب أربعة آخرون، في كمين مسلح بمحافظة إب وسط اليمن.

وكان مسلحان حوثيان قتلا في وقت سابق امس، في كمين للمقاومة الشعبية بواسطة قذائف آر.بي.جي، استهدف دورية يتبعان لها في محافظة تعز، بحسب شهود عيان. وأفاد شهود عيان بأن عربة الدورية احترقت بالكامل، مع انفجار كمية من الذخائر داخلها جراء الهجوم المسلح.

في سياق متصل، واصلت قوات الحوثي وقوات موالية لصالح أمس، قصف أحياء سكنية في مدينة تعز ــ أبرزها حيا الروضة والجمهوري ــ بقذائف الهاون، كما قصفت جبل جرّة المطل على المدينة، الذي يسيطر عليه مقاتلو المقاومة الشعبية.

وتأتي هذه التطورات العسكرية في وقت وافق الحوثيون، الجمعة الماضي، على المشاركة في محادثات مع الحكومة في جنيف، بمبادرة الأمم المتحدة، في مسعى لإنهاء الحرب في اليمن. ولم يحدد أي موعد رسمي لهذه المحادثات، لكن بحسب دبلوماسيين في نيويورك فإنها ستبدأ في 14 يونيو. والهدف منها، كما قال هؤلاء الدبلوماسيون، هو وقف إطلاق النار، ووضع خطة انسحاب للمتمردين من المناطق التي سيطروا عليها، وزيادة المساعدة الإنسانية.

تويتر