الحكومة اليمنية تبلـــــــغ الأمـم المتحدة بموافقتها على هدنة «مـشـــــروطة»

قال المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي، إن الحكومة أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، بموافقتها على هدنة مشروطة لإنهاء قتال مستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر وتأمل في إمكانية تطبيقها في الأيام المقبلة، وأضاف أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وضع «ضمانات» للهدنة تشمل إفراج الحوثيين عن سجناء وانسحابهم من أربع محافظات يقاتلون فيها مسلحين محليين، فيما شن طيران التحالف العربي، أمس، غارات استهدفت مواقع المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في مناطق مختلفة من اليمن، وأعلنت المقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي، في أبين سيطرتها على معسكر اللواء 15.

وتفصيلاً، أكد الرئيس هادي، في رسالة بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حرص الحكومة اليمنية على اتفاق حول هدنة إنسانية، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2216، معرباً عن أمله أن تلتزم الميليشيات الحوثية المتمردة باتفاق الهدنة.

وقال الوزير في الحكومة اليمنية عبدالله الصيادي، خلال لقائه الليلة قبل الماضية في مدينة نيويورك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين «إن الرئيس هادي أكد في رسالته لكي مون حرص الحكومة على إيصال المساعدات الإنسانية وفك الحصار عن المدن ووقف الانقلابيين أعمال القتل والعنف وتحقيق الأمن والاستقرار لأبناء الشعب اليمني في كل المناطق باليمن».

ميدانياً، شنت الطائرات التابعة للتحالف غارات على مواقع الحوثيين في جبل هيلان وصرواح بمحافظة مأرب، ومنطقة ذو عناش في حوث بمحافظة عمران، بالإضافة إلى استهداف مواقع عسكرية موالية لصالح والحوثيين جنوب غرب صنعاء.

وقال سكان محليون في صنعاء إن سبع غارات جوية استهدفت مخازن السلاح في جبل نقم جنوب صنعاء، ومعسكر الحفا شرق العاصمة. وأفاد السكان بأن أعمدة الدخان تصاعدت من تلك المواقع جراء الغارات، فيما سمع دوي انفجارات ناتجة عن انفجار الأسلحة داخل المخازن.

كذلك استهدفت غارات مكثفة جسور عدة ومواقع وتجمعات للحوثيين في صعدة ومنطقة الشعف بمديرية ساقين، ومنزل القيادي الحوثي إبراهيم النجم في حيدان، وإحدى المدارس التي يستخدمها الحوثيون في تخزين مواد غذائية في مديرية حيدان.

ودمر طيران التحالف مخازن للأسلحة وعربات عسكرية تابعة للحوثيين في المنطقة الحدودية بين محافظتي عدن ولحج.

وعلى صعيد المواجهات الميدانية، قتل أربعة مدنيين، وأصيب 24 آخرون في قصف عشوائي للحوثيين وقوات صالح على الأحياء السكنية في مدينة تعز، كما قتل سبعة أشخاص على الأقل، وأصيب 15 آخرون في قصف للحوثيين، استهدف أحياء سكنية في منطقة المنصورة والتقنية في عدن.

ووقعت اشتباكات بين جنود موالين لصالح وآخرين موالين للرئيس عبدربه منصور هادي داخل اللواء 23 ميكانيكي في منطقة العبر بمحافظة حضرموت على الحدود مع السعودية، فيما شنت طائرات التحالف غارات على مقر اللواء 23.

وقال مصدر عسكري إن طيران التحالف تدخل «عندما انشق عشرات الجنود، وأعلنوا التحاقهم» بالمتمردين الحوثيين أول من أمس. وقد تسبب هذا الانشقاق في مواجهات على الأرض مع القوات الموالية للرئيس هادي.

وفي العاصمة صنعاء أيضاً، ذكرت مصادر أمنية سقوط قتلى وجرحى من المدنيين في تفجير سيارة مفخخة أخرى، استهدف مسجد الروض قرب مستشفى الثورة، وسرعان ما تبنى تنظيم «داعش» هذه العملية.

وهز انفجار بسيارة مفخخة محافظة البيضاء، مستهدفاً إدارة أمن المحافظة التي يتمركز فيها الحوثيون، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم.

وأعلنت المقاومة الشعبية في تعز مقتل تسعة من ميليشيات الحوثي، وأربعة مدنيين خلال مواجهات، تعرضت خلالها أحياء المدينة إلى حملة قصف عشوائي من المتمردين.

وفي مأرب، تواصلت المواجهات في جبهتي صرواح والجدعان، وأدت الاشتباكات إلى مقتل وإصابة العشرات في صفوف الطرفين.

وأعلنت المقاومة الشعبية في أبين سيطرتها، أمس، على معسكر اللواء 15، التابع للحوثيين وصالح، وأنها تمكنت من احتجاز قائد اللواء وعدد من الضباط، كما استولت المقاومة الشعبية على معدات وآليات عسكرية. وفي تطور لافت، يؤكد إصرار قوات صالح والحوثي على رفض المساعي الأممية، أفادت مصادر محلية بأن مجموعات من المتمردين تحركت من محافظة شبوة، بهدف السيطرة على أنبوب تصدير الغاز الطبيعي، الذي يمتد من محافظة مأرب إلى ميناء بلحاف.

وفي مدينة عدن كبرى مدن جنوب اليمن، سجلت اشتباكات عنيفة بين المتمردين والقوات الموالية للرئيس هادي، حسب ما أفاد سكان. وذكرت مصادر عسكرية أن المتمردين نفذوا قصفاً بالصواريخ على أحياء سكنية ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال.

وفي الأثناء، ذكرت وكالة سبأ للأنباء، وهي تحت سيطرة الحوثيين، أن 40 سجيناً فروا من سجن بمحافظة المحويت شمال غرب صنعاء، في أعقاب غارة للتحالف على محيط السجن.

وأفادت مصادر صحافية في محافظة إب، وسط اليمن، بأن عبوة ناسفة انفجرت وسط مدينة إب. وقالت المصادر إن العبوة الناسفة استهدفت دورية أمنية، تابعة للجيش اليمني في جولة العدين، وسط إب. وأشارت المصادر إلى أن سيارات الإسعاف هرعت إلى مكان الانفجار، مضيفة أنه من المرجح سقوط قتلى وجرحى من الجنود الذين كانوا موجودين في مكان الانفجار.

من جهة أخرى، قالت المصادر نفسها إن مقاتلي المقاومة الشعبية في مديرية المخادر التابعة لمحافظة إب، استهدفوا عربة عسكرية تابعة للحوثيين في مفرق حبيش بمحافظة إب. وقالت المصادر إن العربة العسكرية كانت تحمل العديد من مسلحي الحوثيين، وكانت في طريقها إلى محافظة تعز، مضيفة أن الهجوم أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المسلحين، بالإضافة إلى تدمير العربة العسكرية بالكامل.