مواجهات مع الانقلابيين عند المدخل الشمالي للعاصمة

ترتيبات عسكرية لتسليم صنــعاء إلى قوات الشرعية دون قتال

مقاتلون من قوات الشرعية في محافظة مأرب. رويترز

كشفت مصادر عسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء، عن ترتيبات تجري حالياً برعاية الأمم المتحدة وبحضور قيادات من التحالف العربي الداعم للشرعية في العاصمة العمانية مسقط لتسليم صنعاء إلى قوات الشرعية من دون قتال، فيما استمرت المواجهات عند المدخل الشمالي للعاصمة بين قوات الشرعية والمقاومة الشعبية من جهة وقوات المخلوع علي عبدالله صالح والانقلابيين من جهة ثانية، في حين شهدت تعز الجوف ومأرب وحجة معارك بين الجانبين في اطار عملية التحرير الجارية في اليمن.

وقالت مصادر عسكرية في العاصمة صنعاء، إن لجنة أمنية رفيعة، تضم ضباطاً من جهازي الأمن القومي والسياسي غادرت مطار صنعاء على متن طائرة عسكرية تتبع سلاح الجو السلطاني في ظروف غامضة، غير أن مصادر سياسية رجحت أن تعقد اللجنة مشاورات مع مسؤولين عسكريين من قوات التحالف حول ترتيبات أمنية، بشأن تسليم العاصمة صنعاء.

وضم الوفد الحليف القوي للرئيس المخلوع والقيادي البارز في حزب المؤتمر يحيى دويد، الذي يعتقد انه موفد خاص من صالح لإجراء ترتيبات عسكرية وسياسية بشأن العاصمة بعيداً عن الانقلابيين الحوثيين، الذين تزايدت أخيراً الخلافات بينهم وصالح الذي يعتقد انه يفضل تجنيب العاصمة صنعاء الدمار وسيسعى الى تسليمها من دون قتال.

وأكدت المصادر العسكرية لـ «الإمارات اليوم»، أن المباحثات التي تجري حالياً في مسقط، تأتي بعد الحديث عن قيام قوات التحالف العربي وقوات الشرعية اليمنية بمساندة المقاومة ورجال القبائل الذين انضموا اليها أخيراً في محيط العاصمة، بترتيبات بفتح اكثر من جبهة على مشارف صنعاء واقتحامها من جهات عدة، ومع توارد أنباء عن وصول قوات كبيرة تابعة للشرعية تقدر بـ 10 ألوية عسكرية مدربة مع عتادها الى محاور القتال المحيطة بصنعاء قادمة من مأرب، فضلاً عن إعلان قبائل كبرى تقطن محيط العاصمة مساندتها لقوات الشرعية والمقاومة في عملية اقتحام العاصمة.

من جهتها، واصلت مقاتلات التحالف العربي دك معسكرات الانقلابيين في العاصمة والمناطق المجاورة لها بغارات ذات طابع مختلف من حيث الأسلحة التي تستخدمها وشدة انفجاراتها وفقاً لمواطنين.

واستهدفت الغارات ألوية الحماية الرئاسية في منطقة النهدين المحيطة بدار الرئاسة جنوب العاصمة، ومعاقل الرئيس المخلوع في مديرية سنحان جنوب شرق صنعاء، وتجمعاتهم في نقيل ابن غيلان بنهم والتي بدأت قوات الشرعية عمليات عسكرية للسيطرة عليها باعتبارها منطقة استراتيجية مهمة تطلع على مشارف العاصمة اليمنية صنعاء من الجهة الشمالية مباشرة.

كما استهدفت الغارات مواقع للانقلابيين وقوات المخلوع صالح في مناطق بيت عجل وعزلة بني السياغ ومديرية الحيمة الداخلية، غرب صنعاء، واستهدفت الضربات الجوية مخازن المؤسسة الاقتصادية في شارع الستين، بينما استهدفت غارتان مواقع في جبل عطان جنوب غرب العاصمة.

يأتي ذلك، مع استمرار المعارك العنيفة بين الجانبين في مناطق واقعة بين مديريتي نهم وأرحب عند المدخل الشمالي للعاصمة اليمنية صنعاء، الذي زرعه الانقلابيون بمئات الألغام في سبيل إعاقة تقدم قوات الشرعية والمقاومة نحو مشارف العاصمة.

وعلى جبهة مأرب شمال اليمن، والمرتبطة بالعاصمة صنعاء، تمكنت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية من قتل أكثر من 20 انقلابياً حوثياً وأسر 15 آخرين في عملية نوعية لها بمنطقة المشجح ومركز مديرية صرواح غرب المحافظة.

وذكر مركز «سبأ» الإعلامي التابع للمقاومة، أن المعارك تقترب من مركز مديرية صرواح آخر معاقل الانقلابيين في المحافظة، وأن المعارك محتدمة بالمنطقة، فيما تمكنت غارات لمقاتلات التحالف من تدمير مخزن أسلحة للانقلابيين في المنطقة. وأكد المركز تمكن قوات الشرعية والمقاومة من السيطرة على احدى التباب بمحيط صرواح وأصبحت تضيق الخناق على الانقلابيين في مركز المديرية.

وفي محافظة حجة على شمال غرب اليمن، تمكنت قوات التحالف والشرعية اليمنية من إفشال هجوم واسع شنته ميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع صالح على محيط مديرية ميدي الاستراتيجية في محاولة منها لاستعادة المواقع والمناطق التي خسرتها.

وأكد مصدر في المنطقة، شن الانقلابيين هجمات مباغتة غير ان قوات التحالف والجيش والمقاومة دحروهم بعد معارك عنيفة استخدمت فيها مختلف انواع الأسلحة. وقال إن قوات الجيش الوطني قصفت بالمدفعية تمركزات الانقلابيين وإن مروحيات الأباتشي شاركت في صد الهجوم.

 

وقال مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الخامسة لـ «الإمارات اليوم»، إنهم في منطقة ميدي يعانون قلة الإمدادات العسكرية في ظل هجوم عنيف وشرس من قبل الانقلابيين الذين دفعوا الى المنطقة بتعزيزات ضخمة من قوات الحرس الجمهوري في سبيل استعادة طريق الإمداد الرابط بين ميدي وحرض والقادم من عبس، بغية فك الحصار عن انصارهم في حرض واستعادة الطريق الاستراتيجي.

 

وفي محافظة شبوة جنوب شرق اليمن، بدأت المقاومة الشعبية بمساندة قوات الجيش الوطني، عملياتها العسكرية ضد تجمعات الانقلابيين وقوات المخلوع في منطقة بيحان، بعد فشل الوساطة القبلية بشأن خروج تلك الميليشيات من المنطقة من دون سلاح.

وذكر مصدر محلي في المنطقة لـ «الإمارات اليوم»، أن قوات الشرعية والمقاومة الشعبية بدأت عملياتها العسكرية في بيحان ضد تجمعات الانقلابيين، وقامت بمهاجمة اولى نقاطهم العسكرية في المنطقة واستولت عليها وقتلت ثلاثة من المرابطين فيها وأسرت آخرين، في عملية نوعية لها. وواصلت زحفها باتجاه البوابة الرئيسة لـ «اللواء 19» مشاة في مدينة بيحان. وكان اتفاق فشل بين ابناء بيحان والحوثيين ينص على انسحاب مسلحي الحوثي من مناطقهم.

وفي محافظة البيضاء وسط اليمن، ذكرت مصادر محلية في منطقة ذي ناعم، أن ضابطاً كبيراً في قوات المخلوع صالح لقي حتفه في كمين نصبته عناصر تتبع المقاومة الشعبية في المنطقة.

وقال متحدث باسم المقاومة الشعبية في مديرية ذي ناعم، إن العقيد ركن ناجي السريحي وهو ضابط في قوات الحرس الجمهوري، لقي مصرعه في الكمين الذي نفذته المقاومة الشعبية واستهدف سيارته التي كانت تمر في منطقة الحسينية، ما أسفر عن مقتله وستة من مرافقيه. كما قتل أربعة من عناصر الميليشيات بمنطقة عزة بمدينة البيضاء بعد تفجير طقمهم من قبل أبطال المقاومة بالبيضاء.

في الأثناء، شن طيران التحالف سلسلة غارات على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع، مستهدفاً آليات عسكرية ومدرعات بين مديريتي ذي ناعم والطفة.

وفي محافظة تعز جنوب اليمن، تمكنت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية في منطقة المسراخ بصبر جنوب غرب المدينة، من تطهير سوق المديرية والسيطرة على مبنى المحكمة والنيابة.

وفي المدينة قصفت ميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع مناطق صينة وجبل المرور وتبة البحث الجنائي بمدافع الهوزر ذات التدمير الكبير، وسط استمرار المعارك في المنطقة الواقعة غرب المدينة بين الجانبين.

وفي الجبهة الشرقية للمدينة استمرت المواجهات بين الجانبين في جولة القصر باتجاه الحوبان، عقب تمكن المقاومة والجيش الوطني من صد هجوم للانقلابيين على الجحملية في محاولة جديدة منهم لاستعادة قصر المخلوع صالح في المنطقة.

وكانت مقاتلات التحالف قصفت مناطق العبدلي، العمري، والحنيشية، وجبال كهبوب، شرقي مديرية ذوباب الاستراتيجية الممتدة الى مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.

كما قصفت ميليشيا الانقلاب المتمركزة في منطقة الكدرة بدمنة خدير شرق تعز، مناطق في الصلو والمسراخ وحيفان المطلة على المنطقة من الجهة الغربية بصواريخ الكاتيوشا مستهدفة القرى في تلك المناطق التي سيطرت عليها المقاومة وقوات الشرعية أخيراً.

تويتر