تصاعُد حدة المعارك مع رفض المتمردين لمقترحات الحل الأممي

استكمال ترتيبات دمج مقاومة تعز في الجيش لبدء تحرير المحافظة بالتنسيق مع التحالف

مقاتلون من مقاومة تعز أعلى دبابة استولوا عليها من الميليشيات. أرشيفية

قال مصدر عسكري رفيع بقوات الشرعية اليمنية في محافظة تعز، إنه تم استكمال الترتيبات والإجراءات اللازمة لتوحيد المقاومة وقوات الجيش ودمجهما في إطار واحد، لبدء تحرير المحافظة من الميليشيات بالتنسيق مع قوات التحالف العربي، فيما تصاعدت حدة المعارك في جبهات القتال المختلفة من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، عقب رفض وفدها مقترحات الأمم المتحدة لحل الأزمة المقدمة إلى مشاورات الكويت، بينما شنت مقاتلات التحالف غارات جديدة على مواقع الميليشيات.

وفي التفاصيل، كشف مصدر عسكري رفيع في قوات الشرعية بمحافظة تعز لـ«الإمارات اليوم»، أن الترتيبات الأخيرة في تعز، اللازمة لتوحيد المقاومة وقوات الجيش ودمجهما في إطار واحد، كانت ضمن ملف كامل سلم إلى قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية التي تكفلت بعملية دمج المقاومة والجيش في كيان واحد، وتعهدت بتقديم السلاح والدعم المادي الذي سيساعد في تحرير المحافظة من الميليشيات.

وأضاف المصدر «الأيام القليلة المقبلة ستكون كفيلة بتوضيح الأمور بهذا المجال بشكل أكبر»، مشيراً إلى أن أخبار جيدة وبشارات كبرى ستشهدها تعز قريباً.

وفي حين شهدت جبهات القتال في المدينة هدوءاً نسبياً، واصلت الميليشيات قصفها الأحياء السكنية في وسط المدينة، وأطرافها الشمالية والغربية، بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا، من مواقع تمركزها في شارعي الخمسين والستين، وكذلك منطقة الحوبان بشرق المدينة.

وأكدت مصادر في المقاومة سقوط أربعة شهداء من المدنيين والمقاومة، بينهم امرأة وطفلة، في تجدد القصف المدفعي والصاروخي من قبل الميليشيات على الأحياء السكنية ومنازل المدنيين في مناطق مختلفة من مدينة تعز.

وفي جبهات ضواحي المدينة، تمكنت قوات الجيش والمقاومة في منطقة المدرب بمديرية الوازعية من صد هجوم واسع للميليشيات على المنطقة، وكبدتهم خسائر كبيرة.

وفي جبهة الاعبوس ـ حيفان، جنوب المحافظة، شهدت مناطق «بني علي وتبة الجب وجبل الممطار وكلبين» مواجهات عنيفة بين الجانبين، خلفت العديد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات.

وأكد مصدر محلي لـ«الإمارات اليوم» تمكنت قوات الجيش والمقاومة في بني علي من شن هجوم مباغت على موقع للميليشيات في جبل كلبين، وقتلت سبعة من الميليشيات وأصابت عدداً آخر، كما دمرت عدداً من الآليات التي كانت في الموقع قبل انسحابها إلى مواقعها.

وفي جبهة ذباب، الواقعة على الساحل الغربي للمدينة، تمكنت قوات الجيش والمقاومة في معسكر العمري من التصدي لهجوم واسع شنته الميليشيات أسفل السلسلة الجبلية لمنطقة العمري، وكبدتها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح ودمرت مدرعتين وثلاثة عربات عسكرية.

من جهة أخرى، شهدت المناطق المحيطة بمقر اللواء 22 حرس جمهوري، الموالي للمخلوع صالح، في منطقة الحوبان شرق تعز، اشتباكات عنيفة بين منتسبي اللواء وميليشيا الحوثي، أسفر عن مصرع اثنين من مرافقي العميد حميد دهمش، قائد اللواء، وأصيب ستة آخرون، على خلفية سرقة أسلحة من مقر اللواء.

وذكر شهود عيان بالمنطقة أن عناصر اللواء تفرض حصاراً على ميليشيا الحوثي في مدينة الصالح السكنية، التي تتمركز فيها منذ عام، وأن المنطقة تشهد توتراً كبيراً بين الجانبين ينذر بمواجهات، خصوصاً أن قوات المخلوع صالح تهدد باقتحام المدينة السكنية بالقوة لتفتيشها، حيث تتوقع وجود الأسلحة المسروقة فيها.

وفي العاصمة صنعاء، تواصلت المعارك العنيفة في مناطق جبل المدفون وبني بارق وتبة الفتح في بران والحول وملح، في ظل توقف تام للحياة في تلك المناطق، التي نزح سكانها هرباً من نيران القصف.

ووفقاً لمصادر في المقاومة، فإن المعارك زادت ضراوتها عقب إعلان الميليشيات رفضها للحل الأممي المقدم لمشاورات الكويت، وأن الميليشيات قامت بقصف مواقع الجيش والمقاومة في تلك المناطق بشكل مكثف ما دفع المقاومة والجيش للرد على تلك النيران.

وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات فجرت الأوضاع عسكرياً، وأن الهدنة ووقف إطلاق باتا من الماضي، في ظل كثافة النيران وعشوائية القصف الذي طال منطقة مسورة أيضاً.

في الأثناء، شهدت العاصمة حملة اعتقالات واسعة نفذتها عناصر الميليشيات بحي الريان في منطقة نقم، شرق المدينة، عقب رفض الأهالي ما قامت به الميليشيات من ممارسات في الحي، طالت المساجد والأسواق والأحياء، من خلال نشر عناصرهم بشكل كثيف في مداخل المنطقة.

شهود عيان بالمنطقة أكدوا أن الميليشيات أرادت فرض طوق أمني بالمنطقة لتأمينها، والقيام بعمليات نقل أسلحة من أحد مخازن جبل نقم التابعة للجيش، ونقلها إلى عمران وصعدة عبر قاطرات مدنية تحمل شعارات بضائع وسلع استهلاكية للتمويه، حتى لا تستهدف من قبل مقاتلات التحالف، لكن أهالي الحي رفضوا السماح لهم القيام بذلك.

وكانت مقاتلات التحالف حلّقت في سماء المدينة بشكل مكثف امتد لساعات، فيما شنت غارات على مواقع الميليشيات في منطقة العقبة في محافظة الجوف استهدفت تعزيزات عسكرية للميلشيات كانت في طريقها إلى منطقة صبرين في خب والشعف.

وفي لحج، قامت الميليشيات بعمليات مداهمة واقتحام لمنازل المواطنين في منطقة الكعبين بمديرية القبيطة، واعتدت على عدد من النساء والأطفال، وصادرت ممتلكاتهم الثمينة والحلي والمجوهرات، وقامت بعملية تهشيم للنوافذ والأبواب والأدوات المنزلية بطريقة همجية.

وفي إب، تشهد مناطق متعددة من ضواحي مدينة إب مركز المحافظة، انهياراً كاملاً للأمن، وانتشاراً كبيراً للعصابات وقطّاع الطرق والمسلحين من أصحاب السوابق الإجرامية، وذلك بعد أن تم الإفراج عنهم من سجون المحافظة أخيراً من قبل سلطات الميليشيات.

وكانت الميليشيات أفرجت، أخيراً، عن 70 سجيناً في إب، بينهم 40 محكوماً عليهم بالإعدام، لقيامهم بارتكاب جرائم قتل عمد وممارسة الحرابة.

في الأثناء، نشب خلاف حاد في أوساط الميليشيات بمحافظة ذمار، على خلفية تحصيل مبالغ الزكاة من التجار والأهالي وتوزيعها، وصل إلى حد التهديدات باستخدام السلاح للاستحواذ على المبالغ التي تم جمعها بطريقة غير شرعية.

وفي حجة، نفذت المقاومة في إقليم تهامة عملية نوعية استهدفت نقطة تفتيش تابعة للميليشيات في منطقة الأمان بمديرية نجرة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

في الأثناء، تواصلت الاشتباكات وتبادل القصف المدفعي والصاروخي على امتداد الجبهات بين حرض وميدي الحدوديتين مع السعودية، بين قوات الجيش والميليشيات، ما أدى إلى توقف الحركة على امتداد الطرق بين عبس وميدي.

مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الخامسة، أكدت تمكن قوات اللواء 105، التابع للشرعية، من الانتشار على طول المناطق المحيطة بميدي من جهة المزارع الخضراء، وصولاً إلى منطقة نسيم على الطريق الرابط بين ميدي وحرض.

تويتر