معارك عنيفة على جبهات عدة قبل ساعات من سريان الهدنة
«الشرعية» تبدأ عملية عسكرية لتطهير صحراء ميدي وتتقدم في صعدة
بدأت قوات الشرعية اليمنية من الجيش والمقاومة في جبهتي حرض وميدي بمحافظة حجة عملية عسكرية واسعة لتطهير المناطق المحيطة بالمدينتين، فيما واصلت قوات الجيش في صعدة تقدمها نحو مثلث البقع، في حين تواصلت المعارك العنيفة في صنعاء وتعز وشبوة ومأرب والجوف، أمس، قبل ساعات من سريان هدنة لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد أعلنتها الأمم المتحدة.
وفي التفاصيل، تمكنت قوات الجيش والمقاومة في جبهتي حرض وميدي بمحافظة حجة «شمال غرب اليمن» من استعادة عدد من المواقع غرب ميدي بمساندة مقاتلات التحالف العربي، في عملية عسكرية بدأتها صباح أمس، لمنع أي تحركات للميليشيات في تلك المناطق بالتزامن مع الهدنة.
وذكرت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الخامسة، أن 30 من عناصر الميليشيات لقوا مصرعهم في تلك العمليات المباغتة في غب ميدي، مشيرة إلى أنهم تقدموا ستة كيلومترات في تلك المناطق، بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف لقوات التحالف على مواقع الميليشيات في صحراء ميدي.
وأوضحت المصادر أن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من استعادة مواقع عدة وغنمت أسلحة وذخائر متنوعة من مخازن أسلحة خلفتها الميليشيات وراءها في صحراء ميدي عقب فرارها.
وكانت مقاتلات التحالف شنت ثلاث غارات على مخازن صواريخ ومركز قيادة وتعزيزات للميليشيات في محيط حرض، ودمرتها بالكامل.
وفي صعدة، معقل الميليشيات، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من السيطرة على مثلث البقع الحدودي الذي يربط الجوف وصعدة بالمملكة العربية السعودية، وسيطرت على نقاط ومواقع عسكرية صغيرة للميليشيات في المنطقة التي تضم أسلحة ومعدات عسكرية.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش والمقاومة بمساندة قوات التحالف تتجه نحو منفذ «علب» الحدودي مع السعودية لتحريرها وفتح جبهة جديدة بالمنطقة عقب تمشيطها من مقاتلات التحالف، خلال اليومين الماضيين، حيث باتت هذه القوات تحاصر المنطقة من ثلاث جهات.
في الأثناء، قصفت مقاتلات التحالف قاطرات محملة بالأسلحة وتعزيزات للميليشيات بمديرية الحشوة بصعدة ودمرتها بالكامل، فيما قتل وأصيب من كانوا على متنها ومرافقون لها من قوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح، بينهم ضباط كبار.
كما قصفت مواقع عسكرية في مديرية حيدان مسقط رأس عبدالملك الحوثي، وأخرى في مديريات منبة ورازح والظاهر والصفراء وباقم وكتاف.
وفي جبهات نهم شمال العاصمة صنعاء، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من صد هجوم للميليشيات على منطقة المقردعة شمال جبل المنارة الاستراتيجي، وقتلت منهم ستة وأصابت آخرين، وفقاً لمصادر بالمقاومة، التي أكدت انتشار جثث القتلى في المنطقة.
في الأثناء، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات في جبل نقم مستهدفة معسكر الحفاء بثلاث غارات، كما استهدفت تعزيزات للميليشيات في منطقة «الظبورة» في حراز غرب المدينة، حيث كانت في طريقها إلى الحديدة التي من المتوقع تحريرها خلال العمليات العسكرية الحالية.
إلى ذلك، اقتحمت الميليشيات قرية بيت الذفيف بمديرية همدان في صنعاء، وقامت بنهب مخازن أسلحة كان يخزنها قائد اللواء 63 حرس جمهوري، اللواء علي الذفيف، في قريته وهو أحد قتلى صالة العزاء بصنعاء، في خطوة وصفت بالاستفزازية لقبائل همدان التي رفضت التحرك والنفير، الذي أعلنت عنه الميليشيات عقب قصف صالة العزاء.
على صعيد آخر، شهدت العاصمة صنعاء عملية نزوح كبيرة لسكانها باتجاه الأرياف نتيجة تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار السلع إلى ثلاثة أضعاف، وعدم قدرة عدد كبير من الأسر على توفير لقمة العيش اليومية لأفرادها، بعد توقف صرف الرواتب من قبل الميليشيات.
ويعتمد العديد من سكان العاصمة صنعاء على راتبهم الحكومي كمصدر دخل رئيس لإعالة أسرهم، لكن راتبهم تأخر هذه المرة لفترة طويلة، وهو ما جعلهم ينزحون باتجاه الأرياف، التي تقل فيها تكاليف المعيشة، مقارنة بالمدن.
وفي هذا الصدد، شهدت العاصمة تظاهرة لعدد من الناشطين والحقوقيين وموظفي المؤسسات، للمطالبة بصرف رواتبهم تحت شعار «قطع الرأس ولا قطع المعاش»، في بادرة نوعية من قبل سكان المدينة التي تخضع لتشديد أمني كبير من قبل عناصر الميليشيات المسلحة، التي تم استجلابها من صعدة والسجون.
وفي الجوف، لقي القيادي الحوثي محسن بن حسن أصنيج النوفي، مصرعه على يد أحد أبناء القبائل في سوق الاثنين في مديرية المتون على خلفية قضية ثأر قبلي.
وفي مأرب، تواصلت المعارك في جبهات صرواح ضد الميليشيات، تمركزت أشدها في وادي الربيعة، إذ تحاول الميليشيات التقدم باتجاه مواقع الجيش والمقاومة المتمركزة في المنطقة، فيما أكد مصدر ميداني مصرع ثمانية من عناصر الميليشيات في المنطقة، وإصابة آخرين.
وفي شبوة، دكّت مدفعية الجيش الوطني مواقع الميليشيات في منطقة جبل لخيضر في بيحان، ما أسفر عن مصرع وإصابة عدد من الميليشيات.
وقتل أربعة من عناصر تنظيم «القاعدة» في غارة شنتها طائرة من دون طيار على سيارتهم في مديرية عزان، ما أدى الى مقتلهم على الفور. وذكرت مصادر محلية أن القتلى هم، أنيس محسن سند وابن الجلب، وآخر يدعى ابن الكربي، والرابع يدعى الصيعري.
وفي تعز، تواصلت الاستعدادات العسكرية من قبل قوات الشرعية في مناطق عدة غرب المدينة لجميع الاحتمالات المتوقعة أثناء بدء سريان الهدنة الإنسانية المعلنة من قبل الأمم المتحدة، والتي دائماً تستغلها الميليشيات لمهاجمة جبهات تعز.
وبدأت الميليشيات عمليات بناء تحصينات ومتارس ونصب نقاط تفتيش في مواقع عدة بمحيط مدينة تعز الشرقية والشمالية والشمالية الغربية، وسط استمرارها في قصف أحياء المدينة ومناطق التماس في حي الزنوج وجبل الوعش شمال المدينة.
وأكدت مصادر في المقاومة اشتداد قصف الميليشيات، خلال الساعات التي سبقت الهدنة، على أحياء المدينة وجبهات القتال الشرقية والشمالية والغربية، وتحديداً منطقتي بيرباشا والمطار القديم، التي تساقطت فيها قذائف الهاوتزر وصواريخ الكاتيوشا بكثافة، ما أسفر عن مقتل مدني وطفل، وإصابة ثمانية آخرين.
وتمكنت قوات الجيش والمقاومة من السيطرة الكاملة على الطريق الاستراتيجي الذي يربط مدينة التربة، في جبل بيحان بالقرب من قرية الأشاعر وقرية القضاة بالأصابح التابعة إدارياً لمديرية الشمايتين، ونصبت فيها نقاط تفتيش لمراقبة تحركات الميليشيات.
وفي جبهة ذباب على الساحل الغربي، تبادل الجانبان القصف المدفعي والصاروخي عقب محاولة الميليشيات التقدم باتجاه منطقة الحريقية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، وتدمير عدد من الآليات العسكرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news