ألمانيا تحذّر أنقرة من خطورة تصعيد العنف مع الأكراد

ديمرتاش يدعو «الكردستاني» وأنقرة إلى وقف العنف

صورة

دعا زعيم «حزب الشعوب الديمقراطي»، الموالي للأكراد في تركيا، صلاح الدين ديمرتاش، أمس، حزب العمال الكردستاني إلى «رفع إصبعه عن الزناد»، وحثّ الحكومة على وقف تصاعد العنف بإطلاق محادثات، في وقت حذرت ألمانيا أنقرة من استمرار تصعيد العنف في تركيا على عملية السلام مع الأكراد.

وقال ديمرتاش للصحافيين في مدينة فان في إقليم شرناق القريب من الحدود التركية مع سورية والعراق، «ندعو حزب العمال الكردستاني إلى أن يرفع إصبعه فوراً عن الزناد، ويعلن التزامه بوقف إطلاق النار»، وأضاف أن الحكومة يجب أن توقف العمليات الأمنية، وتعلن استعدادها للحوار.

وأدلى ديمرتاش بالتصريحات بعد يوم من مقتل ستة أشخاص في اشتباكات بين قوات الأمن ومقاتلين في إقليم شرناق شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية.

وقال ديمرتاش في تصريحات موجهة لرئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، «قد يتشكل ائتلاف، وقد لا يتشكل، لكن السلام مهم، يا أيها السيد داود أوغلو، لا نطلب هذا منك، فأنت ملزم به».

وأعلن حزب العمال الكردستاني في منتصف يوليو تصعيد هجماته، بسبب ما يصفها بأنها انتهاكات تقوم بها القوات التركية لوقف لإطلاق النار. وانهارت هدنة كان يلتزمها الطرفان منذ 2013، في نزاع أوقع أكثر من 40 ألف قتيل في 30 عاماً.

وتوترت العلاقة بين الأكراد والحكومة التركية أواخر الشهر الماضي، بعد تفجير استهدف تجمعاً للشباب المؤيد للأكراد في بلدة سروج جنوب شرقي تركيا، ما أسفر عن مقتل 32 شخصاً. وحمّلت السلطات التركية تنظيم «داعش» مسؤولية شنّ الهجوم، وبعد إقدام عناصر حزب العمال الكردستاني على قتل اثنين من رجال الشرطة التركية في سروج، شنت الحكومة غارات جوية عدة، مستهدفة «داعش» في شمال سورية، وكذلك حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وسمحت أنقرة لتحالف تقوده الولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية لقصف المتطرفين.

وفي برلين، حذّر وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير من استمرار تصعيد العنف في تركيا.

وقال في تصريحات لصحيفة «راينيشه بوست» الألمانية الصادرة، أمس، إنه «سيكون خطراً بالنسبة لتركيا والمنطقة، إذا أدت الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط إلى الضرب بعملية السلام الداخلية مع الأكراد عرض الحائط»، مشيداً في الوقت نفسه بالحكومة التركية الحالية، بوصفها «أول حكومة توسّع بحذر من نطاق حقوق الأكراد، وتضع المحادثات على الطريق من أجل تسوية الصراع المستمر عبر سنوات طويلة».

وأضاف «فقط عبر طريق المفاوضات يمكن تفادي العودة إلى الاشتباكات العنيفة في التسعينات»، محذراً من أن «مثل هذه العودة في ظل الوضع المتأزم الجاري ستكون لها عواقب غير محسوبة بالنسبة للمنطقة بأسرها». ووصف شتاينماير الأكراد بأنهم صوت سياسي يجب أن يؤخذ مأخذ الجد في طيف الأحزاب التركي. وقال «أرى أنه ليس من الذكاء استبعاد مثل هذا الصوت من العملية السياسية، من خلال استثناءات إدارية وقانونية».

تويتر