وفاة عامل إريتري أُطلق عليه النار خطأ خلال هجوم

إسرائيل تعزل بلدة العيســوية في القدس عن محيطها

صورة

عزلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، بلدة العيسوية في القدس المحتلة عن سائر الأحياء، من خلال إحاطتها بجدار أسمنتي وأسلاك شائكة، فيما دعا وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إلى «وقف العنف» وحث الطرفين على «ضبط النفس». في وقت توفي إريتري متأثراً بإصابته بعدما أطلق حارس أمن النار عليه خطأ لظنه أنه أحد منفذي هجوم، بينما ضربته مجموعة غاضبة من الإسرائيليين بعدها.

ونفذت القوات الإسرائيلية، أمس، خطة صادقت الحكومة عليها، مساء أول من أمس، لعزل بلدة العيسوية، وسط القدس، عن سائر الأحياء المقدسية، من خلال إحاطتها بسور مكون من مكعبات أسمنتية وأسلاك شائكة.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن إغلاق مداخل العيسوية تسبب في وضع سكانها في معتقل كبير، وتسبب، منذ ساعات صباح أمس، في أزمة مرورية وعرقلة حركة طلاب المدارس والمعلمين والموظفين.

وكشفت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن الخطة تتضمن إقامة عائق يفصل بين حيي صور باهر وجبل المكبر، في جنوب القدس الشرقية، و بين حي «أرمون هناتسيف» المجاور.

وكانت مصادر من الشرطة قالت إن نصب الجدار الأسمنتي، أول من أمس، بين حيي جبل المكبر و«أرمون هناتسيف» هو إجراء مؤقت «بغية منع سكان الحي العربي من إلقاء الزجاجات الحارقة والمفرقعات والحجارة باتجاه الحي اليهودي، كما حدث أخيراً».

وقارن العديد بين الجدار الجديد وبين جدار الفصل العنصري الذي بنته إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية، الذي قالت إنه يحميها من تنفيذ هجمات من الضفة الغربية، وأنجز بناء ثلثي الجدار على أن يبلغ طوله 712 كلم.

ووجه الخصوم السياسيون لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اتهامات له بتعزيز تقسيم القدس.

واعتبر حزب يسار الوسط، في بيان، أن نتنياهو «قسم رسمياً القدس اليوم»، مضيفاً «لقد فقد نتنياهو القدرة على الحفاظ على سلامة المواطنين الإسرائيليين وعلى وحدة القدس».

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في 1967 وأعلنت ضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها «الأبدية والموحدة»، في حين يرغب الفلسطينيون، وفقاً لاتفاقات السلام مع إسرائيل، في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

وقالت الصحافة الإسرائيلية إنه تمت المباشرة ببناء الجدار من دون علم نتنياهو الذي أمر بتعليق بنائه.

ورأت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن بناء هذا الجدار يمثل حالة «الهستيريا» التي تعانيها السلطات الإسرائيلية.

وتشهد الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتان، منذ أسبوعين ونصف الأسبوع، تصعيداً في المواجهات ما يثير مخاوف من اندلاع انتفاضة ثالثة.

والمواجهات يومية منذ مطلع أكتوبر بين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين، وكذلك بين الفلسطينيين والمستوطنين، على وقع موجة من الهجمات بالسكاكين يشنها شبان فلسطينيون على جنود أو عناصر في الشرطة الإسرائيلية وتنشر الذعر في صفوف الإسرائيليين.

وعلى الصعيد نفسه، اقتحمت مجموعة من المستوطنين، أمس، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي والقوات الخاصة.

ويفرض الاحتلال إجراءات مشددة أمام بوابات المسجد منذ أكثر من شهر، ويمنع الفتيان والشباب الأقل من 35 عاماً من دخول المسجد.

من ناحية أخرى، توفي إريتري متأثراً بإصابته بعدما أطلق حارس أمن النار عليه خطأ لظنه أنه أحد منفذي هجوم.

وانتشر فيديو عبر الإنترنت يظهر فيه الإريتري على الأرض بعد إطلاق النار عليه، ويتم ركله في رأسه وجسده من قبل إسرائيليين.

واعتبرت الشرطة ما حدث للإريتري أمراً «خطراً للغاية»، مشيرة إلى أن الرجل لم يكن يشكل «أي خطر».

وأمرت قيادة الشرطة بالعثور على من اعتدوا على الإريتري بالضرب. وحذر نتنياهو، أمس، الإسرائيليين من تطبيق القوانين بأيديهم، بعد مقتل الإريتري خطأ، جراء إطلاق النار عليه وضربه.

وقال مخاطباً مسؤولين في حزب الليكود اليميني، الذي يتزعمه «نحن دولة قانون، ويجب ألا يطبق أحد القانون بيديه».

وقالت الشرطة إن الإريتري يدعى هبتوم زارهوم (29 عاماً)، وكان يحاول الاختباء عندما اعتقد رجل أمن أنه منفذ الهجوم. ودولياً، طالب وزير الخارجية الأميركي، أمس، بوقف «أعمال العنف» بين إسرائيل والفلسطينيين، داعياً الطرفين إلى «ضبط النفس»، كما أكد انه سيلتقي في الأيام المقبلة رئيس الوزراء الإسرائيلي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال كيري «نريد عودة الهدوء ونريد أن يتوقف العنف».

وأعلنت مصادر دبلوماسية أن سفير فرنسا في إسرائيل «استدعي»، صباح أمس، إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، غضباً من اقتراح فرنسي حول «وجود دولي» في الحرم القدسي، واتهمت باريس «بمكافأة الإرهاب».

وبدأ مجلس الأمن النظر في مقترح فرنسي غير ملزم يدعو إلى عودة الهدوء والحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى.

وحول ذلك، قال كيري «نحن لا نسعى إلى أي تعديل جديد (لقواعد الوضع القائم) ولا نريد أن تأتي أطراف خارجية أو أخرى» إلى الموقع.

تويتر