التبادلات التجارية بين الإمارات والصين 54.8 مليار دولار في 2014

صينيون يفضلون الإمارات للأعمال والسياحة

صورة

شهدت العلاقات بين الإمارات والصين تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، وعرفت التبادلات التجارية والرحلات بين البلدين ازدهاراً مستمراً، بفضل نمو حركة النقل الجوي. ومن المتوقع أن تنمو هذه التبادلات في السنوات المقبلة، خصوصاً في مجال الطاقة والإنشاءات والصناعة. ويقول المستشار الاقتصادي والتجاري في السفارة الصينية بأبوظبي، هي سونغ، إن العديد من شركات الطاقة الصينية موجود بالفعل في الإمارات، وينفذ العديد من المشروعات هنا. ويتوقع سونغ أن يدخل المزيد من الشركات الصينية في سوق الدولة مع اقتراب «إكسبو 2020». وتجري حالياً مفاوضات تجارية مكثفة بين شنغهاي ودبي.

وقد بلغت قيمة التبادلات التجارية بين الإمارات والصين 54.8 مليار دولار في 2014، كما وصلت قيمة التجارة البينية، خلال الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة، 36.4 مليار دولار، وذلك بسبب تراجع أسعار النفط.

ويذكر أن شركة «طيران الإمارات» بدأت بتشغيل طائرات الإيرباص العملاقة، في الرحلات التي تربط بكين بمدينة دبي مروراً بشنغهاي وهونغ كونغ، منذ عام 2011، الأمر الذي يجسد أهمية السوق الصينية. وقال خبراء اقتصاديون في بكين، إن الصين ستصبح أكثر أهمية في استراتيجية التنمية العالمية للشركة، حيث يحتل عدد الركاب الصينيين أكثر من 40% من إجمالي الركاب لـ«طيران الإمارات».

وتعتبر الإمارات الشريك الثاني في المنطقة بالنسبة للصين، في حين تعد الأكبر من حيث استيراد المنتجات الصينية.

وتستحوذ السوق الإماراتية على اهتمام كبير من قبل المستثمرين الصينيين. وقد ارتفع عدد الصينيين المقيمين في الدولة بشكل لافت، خلال السنوات الأخيرة. ويتركز معظمهم في دبي والعاصمة أبوظبي. وفي حين ينتمي أغلب الوافدين الصينيين إلى الطبقة العاملة، أطلق العديد من المشروعات المشتركة بين هؤلاء والمواطنين الإماراتيين. وتقول تقديرات غير رسمية، إن عدد الصينيين في الدولة تجاوز 200 ألف.

ووفقاً لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، فإن الإمارة تستقبل المزيد من السياح الصينيين كل عام، ففي 2012، زار أكثر من 193 ألف سائح مدن الدولة. في وقت ارتفع فيه عدد الزوار الصينيين إلى دبي بهدف السياحة والتسوق بنحو 28% في العامين الماضيين.

وأظهرت بيانات صينية أن عدد السياح الصينيين إلى خارج البلاد تجاوز 57 مليون شخص، في 2010، حيث توجه نحو 150 ألفاً منهم إلى دبي، وبذلك تصبح الصين ثامن أكبر مصدر للسياح إلى دبي.

ومع الازدهار الذي شهدته الصين في السنوات الأخيرة، تحسنت ظروف الآلاف من الطبقة المتوسطة والفقيرة. وبتغير نمط الحياة، أصبح الكثير من الصينيين يسافرون إلى الخارج. وباتت دبي وأبوظبي من الوجهات المفضلة بالنسبة للآلاف منهم. ووفقاً لتقارير غربية، فإن الإمارات باتت تستقطب المزيد من السياح الصينيين خلال السنوات الخمس الماضية. وقد أطلقت سلسلة فنادق جميرا برامج ترفيه خاصة للسياح الصينيين. ويقول المسؤول في السلسلة، جيرالد لولس، «نتوقع أن يصل عدد الصينيين في الخارج إلى 100 مليون بحلول 2020»، مضيفاً أنه يجب استغلال هذه الفرصة الاستثمارية الجيدة. ووفقاً لخبراء اقتصاديين، فإن تحول دبي وأبوظبي إلى وجهتين مفضلتين لدى الصينيين يعود لعاملين أساسيين، أولهما ارتفاع قيمة العملة الصينية الـ(يوان) مقابل الدولار، الأمر الذي يعزز القدرة الشرائية للسياح في الدولة. والعامل الثاني يتمثل في النمو المتسارع للاقتصاد الصيني، وارتفاع الإيرادات الذي يحفز التوجه الاستهلاكي. وتشهد الصين، حالياً، إنشاء العديد من المطارات الجديدة لتسهيل السفر لمواطنيها من أجل استكشاف العالم.

حماسة الصينيين للسفر إلى الإمارات ما هي إلا نافذة يمكننا من خلالها أن نرى التطور السريع لصناعة السياحة الصينية.

اليوم، يوجد الصينيون في جميع أنحاء العالم، ويدل ذلك أيضاً على تعزيز القوة الاقتصادية في البلاد، وتحسين حياة الفلاحين بشكل خاص.

تويتر