مقتل 1000 من التنظيم في المعارك.. والبدء بإزالة العبوات الناسفة والمتفجرات

القوات العراقية تحرّر مدينــة الرمادي من سيطرة «داعـش»

صورة

حرّرت القوات العراقية، أمس، مدينة الرمادي من تنظيم «داعش»، الذي كان يسيطر عليها منذ مايو الماضي، وبدأت بإزالة العبوات الناسفة والمتفجرات من شوارع وأبنية في أكبر مدن محافظة الأنبار غرب بغداد، في حين أعلن محافظ الأنبار، صهيب الراوي، مقتل 1000 من التنظيم في معارك تحرير الرمادي.

 وأعلنت قيادة الجيش العراقي، أمس، في بيان، تحرير مدينة الرمادي التي تشهد معارك منذ أشهر ضد تنظيم «داعش»، ورفعت قوات مكافحة الإرهاب العَلم العراقي وسط المدينة.

 

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، في بيان متلفز بثته قناة «العراقية» الحكومية، «نعم لقد تحررت مدينة الرمادي، ورفعت القوات المسلحة من رجال جهاز مكافحة الإرهاب الأبطال، العَلم العراقي فوق المجمع الحكومي بالأنبار».

وأضاف «يا أبناء شعبنا العراقي العزيز، إن هذه الانتصارات لم تكن إلا نتيجة لتلاحم الصفوف ووحدة الكلمة والإرادة الواثقة بقداسة الهدف وشرف المعركة».

وأكد أن «الدفاع عن التراب العراقي وإعادة الأمن والأمان إلى ربوع القرى والمدن، والقضاء على الجماعات الإرهابية، وإعادة النازحين، ستبقى هي هدفنا المقدس».

بدوره، قال رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبدالغني الأسدي، في تصريح من داخل المجمع الحكومي في الرمادي، إن «قواتنا دخلت هذا الموقع الاستراتيجي بكل عزيمة، ورفعنا العَلم على أعلى بناية في المجمع».

وأضاف «ستبقى راية العراق تخفق من أبعد نقطة من أقصى العراق إلى أدناه، وسيبقى العراق شامخاً، بجنوده الأبطال».

وعرضت قناة «العراقية» لقطات مباشرة من المجمع الحكومي، حيث قام الجنود بذبح خروفين لسلامة الجنود والضباط.

واحتفل جنود مكافحة الإرهاب بالأهازيج في باحة المجمع الحكومي، وبدت آثار الدمار في انحاء المكان.

ويمثل المجمع الحكومي المعقل الرئيس والأخير لوجود التنظيم في مدينة الرمادي.

ونفذت القوات العراقية خلال الأيام القليلة الماضية عمليات بدعم من التحالف الدولي، وسط مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، لاستعادة السيطرة على المدينة التي احتلها التنظيم منتصف مايو الماضي.

ولاتزال توجد جيوب للمتطرفين في انحاء متفرقة في المدينة، لكن الجيش العراقي أكد أنه لا يواجه أي مقاومة منذ فرار التنظيم من المجمع الحكومي.

وذكرت مصادر محلية ان عناصر التنظيم الفارين استخدموا المدنيين دروعاً بشرية اثناء هروبهم باتجاه الأطراف الشرقية من مدينة الرمادي، خصوصاً بعد ان أدركوا ان انهيار قواتهم مؤكد أمام القوات الأمنية.

وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي لـ«فرانس برس»، إن قواته تواصل اجتياح ضواحي المدينة لاحتمال وجود جيوب من المتطرفين فيها.

ولم تعلن السلطات العراقية الخسائر في صفوف القوى العسكرية والأمنية، لكن مصادر طبية افادت بأن نحو 100 جندي أصيبوا بجروح وتم نقلهم الى مستشفيات في بغداد، أول من أمس.

ورجحت مصادر طبية ان يكون هناك «شهداء» من قوات الأمن، مشيرة الى أنهم قد يكونون نقلوا الى مستشفى عسكري خاص قرب مطار بغداد.

من جهته، أعلن محافظ الأنبار، أن معارك تحرير الرمادي أدت إلى مقتل أكثر من 1000 من عناصر «داعش».

وذكر أن القوات العراقية والتحالف الدولي ستواصل ضرباتها الموجعة وملاحقة العصابات الإرهابية لتحرير جميع أراضي المحافظة، وعودة السيادة الكاملة للمحافظة.

في السياق، أثنى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على الإنجاز الذي حققته القوات العراقية باستعادة الرمادي، ولعب التحالف دوراً كبيراً في العملية من خلال تدريب وتسليح المقاتلين المحليين، وتقديم إسناد جوي نفذ خلاله نحو 600 ضربة منذ يوليو في المنطقة.

وهنأ رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، أمس، العراقيين بالانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات العراقية، بالتعاون مع ابناء الحشد العشائري، والتي «تكللت بتحرير مدينة الرمادي من دنس الإرهاب»، حسبما نقل بيان رسمي.

وقال البيان، إن «العراقيين تلقوا بشرى عظيمة بتحرير مدينة الرمادي»، مؤكداً أنه «انتصار كبير يمثل انكساراً لشوكة (داعش) الإرهابي، ونقطة انطلاق لتحرير نينوى».

ومحافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل ثاني مدن البلاد، هي أهم معاقل التنظيم في العراق.

واحتفل عراقيون، مساء أول من أمس، في شوارع مدن عدة، فيما هنأ المسؤولون القوات الأمنية على نصرهم الكبير ضد التنظيم الذي استولى على مساحات شاسعة في البلاد منذ يونيو العام الماضي.

 

ويشكل النازحون من محافظة الأنبار ثلث العدد الإجمالي للنازحين في العراق، والبالغ 3.2 ملايين، وتم تهجيرهم على اثر هجوم التنظيم في منتصف العام الماضي على مناطقهم.

 

ويقيم العديد من هؤلاء في إقليم كردستان العراق الشمالي.

ويأتي انتصار القوات العراقية وتحريرها مدينة الرمادي، بعد استعادتها مدينة بيجي (شمال بغداد) ومنطقة سنجار، معقل الأقلية الإيزيدية في شمال شرق البلاد.

واستعادت القوات الأمنية الحكومية المتمثلة في قوات مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة، الرمادي من دون مشاركة «الحشد الشعبي»، الذي تمثله فصائل مسلحة شيعية مدعومة من إيران.

وأثارت استراتيجية رئيس الوزراء حيدر العبادي، التي قضت باستثناء الفصائل الشيعية من معارك الرمادي، والاعتماد على التحالف الدولي، جدلاً وانتقادات.

ويرى الأستاذ في كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد، إحسان الشمري، ان النصر الذي تحقق في الرمادي «في كل الأحوال هو استعادة لهيبة المؤسسة العسكرية العراقية».

وأوضح أنه «للمرة الأول بعد اجتياح (داعش) يتحقق انتصار فردي من دون قوة الإسناد المتمثلة بالحشد الشعبي»، معتبراً ذلك «نجاحاً للقائد العام القوات والحكومة في جميع الأحوال».

 

 

تويتر