عقب انتكاسات وخسائر فادحة على أيدي «طالبان» العام الماضي

الأمن الأفغاني غير مستعد بعد انسحاب القوات الأجنبية

جندي أفغاني يبدو عليه التعب خلال دورية في منطقة مزار شريف. أرشيفية

بعد الانتكاسات والخسائر الفادحة على أيدي حركة «طالبان» العام الماضي، يقول مسؤولون أفغان وآخرون غربيون، إن قوات الأمن الأفغانية حققت هذا العام أهدافاً متواضعة نسبياً، أهمها الثبات حتى نهاية موسم القتال من دون انهيارات كبيرة، لكن مع أشهر من القتال العنيف قد يكون هذا العام أسوأ بالنسبة للجيش الأفغاني والشرطة الوطنية، حتى مع مشاورات الرئيس الأميركي باراك أوباما، بشأن متابعة الانسحاب الكامل للبعثة العسكرية الأميركية في 2016.

وتبدو القوات الأفغانية في ورطة حقيقية، لأنها لا تستطيع أن تتسلم مئات المدن بعد انسحاب قوات التحالف منها. ووصف العديد من الضباط الأفغان الانسحاب على هذا النحو بأنه مشكلة كبيرة بالنسبة للجنود وعناصر الشرطة في بعض المناطق الحرجة. يذكر أن الكثير من العاملين في قوات الأمن منعوا من العودة إلى ديارهم لقضاء الإجازات مع عائلاتهم وظلوا على الخطوط الأمامية أشهراً متتالية.

ويعد معدل الإصابات في العام الماضي كبيراً مقارنة بالأعوام التي سبقت، وتشير أرقام هذا العام إلى أن الوضع أسوأ بكثير مما توقعه المسؤولون في كابول، فعدد الإصابات في النصف الأول من 2015 ارتفع 50% مقارنة بالأشهر الستة الأولى من العام الماضي. وتقول مصادر في قوات التحالف إن 4100 جندي وضابط شرطة أفغان قتلوا وأصيب نحو 7800 آخرون بجروح.

وأشارت مقابلات مع قادة في الجيش والشرطة ومسؤولين حكوميين في المناطق المهمة في ساحة المعركة، إلى أنه على الرغم من أن القوات الأفغانية تواجدت في الكثير من المدن، إلا أنها لم تتمكن من صد هجمات «طالبان»، كما أن قوات الأمن تمتنع عن تسيير دوريات في المناطق الساخنة، ولا تستطيع استعادة أراضي احتلها مسلحون. وفي الوقت نفسه، يقول هؤلاء إن نفوذ المتمردين تزايد في العديد من المناطق حتى قرب المدن، الأمر الذي منحهم القدرة على التحرك بحرية وشن هجمات مكثفة على القوات الافغانية.

 

تويتر