المرصد

إسرائيل تغضب من وصول آراء الفلسطينيين إلى وسائل الإعلام الدولية

لطالما اعتمدت إسرائيل في الدفاع عن نفسها إزاء الجرائم التي ترتكبها، على تزييف الحقائق ودعم وسائل الإعلام التي تناصرها، حتى تمكنت من تكوين رأي عام مؤيد لها بصورة متشددة في معظم العالم الغربي، باعتبارها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط والمعرضة لأخطار وجودية، بسبب جيرانها العرب.

 

وأشد ما كان يثير غضب إسرائيل وخوفها ان يسمع العالم الغربي وجهة النظر المغايرة لوسائل إعلامها، او تلك المناصرة لها، وهذا ما حصل في الأيام الأخيرة بعد اندلاع المقاومة الفلسطينية في القدس وبقية المناطق الفلسطينية المحتلة، نتيجة لاعتداء الجيش الإسرائيلي والمستوطنين على المسجد الأقصى، ومحاولتهم منع الفلسطينيين من دخوله في أوقات مخصصة لليهود المتشددين. وبدت إسرائيل غاضبة من التغطية الإعلامية لكبرى وسائل الإعلام العالمية باللغة الإنجليزية، والتي ألقت باللوم على الإسرائيليين، فيما ربطت الكثير من وسائل الإعلام بين عملية الطعن الأولى في القدس، التي نفذها الشاب مهند حلبي، وجريمة الحرق التي نفذها مستوطنون في الضفة الغربية وأودت بحياة عائلة فلسطينية بأكملها.

 

كما ربطت العديد من وسائل الإعلام بين عمليات الطعن والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة التي تستهدف القدس، وتثير غضباً واسعاً في الشارع الفلسطيني، وفي العالم العربي والإسلامي، في الوقت الذي حذرت فيه وسائل الإعلام من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة تكبد الإسرائيليين خسائر كبيرة خلال الفترة المقبلة.

ومارست إسرائيل وجماعات الضغط المؤيدة لها ضغوطاً كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية على بعض وسائل الإعلام، من أجل تغيير سياساتها، وتبني الرواية الإسرائيلية في الأحداث المتصاعدة في الضفة الغربية وغزة.

وتبذل إسرائيل جهوداً كبيرة لمنع الرواية الفلسطينية من الوصول إلى وسائل الإعلام العالمية أو تبنيها من قبل أي طرف آخر حول احتلال الأراضي الفلسطينية أو قتلها للفلسطينيين وتدمير منازلهم. وتلجأ إسرائيل إلى إلصاق تهمة معاداة السامية على كل شخص يحاول تبني الرواية الفلسطينية بشأن عدالة القضية الفلسطينية. وتعتبر كل شخص لا يتفق مع طروحاتها وآرائها معادياً للسامية، حتى انه بلغ بها الأمر إلصاق التهم حتى باليهود اليساريين الذين ينتقدون إسرائيل وإعلامها، وتعتبرهم يهوداً كارهين لأنفسهم.

 

 

تويتر