بسبب حاجتها إلى العمل
العمالة الأجنبية تتعرض للاستغلال في أميركا أكثر من أي وقت
الاتجار بالعمالة منتشر في كل مكان من أميركا، فعلى الرغم من أن مشكلة الاتجار بالبشر قد أثارت الاهتمام السياسي هناك على مدى العقد الماضي، فإن الحكومة الاميركية والجهات المدنية المعنية بالأمر تركز تقريباً على الاتجار بالجنس.
عمال في الخفاء على الرغم من أن العديد من هؤلاء العمال غير مرئيين فإنهم موجودون في منازل داخل المزارع أو في الاحياء السكنية، وهناك عدد هائل منهم يعمل على مرأى من الجميع، فهم يعملون مثلاً في تشذيب الاعشاب في مناطق التشجير، ويغسلون الأطباق في مطابخ المطاعم، ويطلون أظافر الزبائن في الصالونات، وينظفون الفنادق والحمامات، وهذا يحدث فقط في الولايات المتحدة. |
وظهر العام الماضي تقرير غير مسبوق من المعهد الحضري وجامعة نورث ايسترن، يدعم ما ذهب اليه العديد من الأكاديميين والحقوقيين من أن الاتجار بالعمالة في الولايات المتحدة هو أكثر انتشاراً من اي وقت مضى، وأنه يتشابك كثيرا بأسلوب الحياة اليومي الذي يعيشه الأميركيون. وهناك أجانب يتعرضون للخداع أو يجبرون على العمل بأجور هزيلة، في ظروف مروعة في كثير من الأحيان، في كل قطاع تقريباً من الاقتصاد الاميركي، من الزراعة والعمل المنزلي الى برمجة الكمبيوتر وتنظيم الكرنفالات.
تلقى الأخصائي في الاتجار بالبشر رينان سالغادو، الذي يعمل في ما يسمى بمركز «عدالة العمال» بنيويورك، مكالمة هاتفية من عيادة الصحة المهنية في سيراكيوز بنيويورك، تفيد بظهور مجموعة من الرجال في المركز الطبي قبل بضعة أيام، جميعهم مكسيكيون، تبدو عليهم ملامح سوء التغذية، وبدا القلق واضحاً على موظفي الصحة، وعلم سالغادو أن الرجال الخمسة يعملون لمدة 16 ساعة أو أكثر في اليوم، ويخشون من فقدان عملهم، ويشتبه في انهم ضحايا ما يطلق عليه صانعو سياسة الاتجار بالبشر، أو الاسترقاق. وظل سالغادو يومين ينسق مع ضباط إنفاذ القانون والعاملين الاجتماعيين للتعامل مع هذا الوضع.
وكشفت التحريات أن الرجال المكسيكيين غادروا بالفعل المنطقة مع خاطفيهم المزعومين، وتوجهوا إلى مدينة نيويورك، لكن السلطات تعرفت إلى مكانهم بناء على معلومات تفيد بأن هؤلاء العمال سيتم تشغيلهم في واحد من أقدم وأشهر المهرجانات الزراعية في البلاد، والذي يتم تنظيمه كل عام في سيراكيوز.
وعلى الرغم من أن العديد من هؤلاء العمال غير مرئيين، فإنهم موجودون في منازل داخل المزارع أو في الأحياء السكنية، وهناك عدد هائل منهم يعمل على مرأى من الجميع، فهم يعملون مثلاً في تشذيب الأعشاب في مناطق التشجير، ويغسلون الأطباق في مطابخ المطاعم، ويطلون أظافر الزبائن في الصالونات، وينظفون الفنادق والحمامات. وهذا يحدث فقط في الولايات المتحدة، وبنظرة على مستوى العالم، تقدر منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة ضحايا العمل القسري بنحو 21 مليون شخص.ولا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد ضحايا الاتجار بالبشر في الولايات المتحدة، طالما أن هذه «الجريمة» وفقاً لطبيعتها ليست ظاهرة للعيان. وتقدر بعض الجهات العدد من مئات الآلاف إلى الملايين من الأفراد. ومن جانبها، تقدر منظمة العمل الدولية عدد ضحايا العمل القسري في أميركا الشمالية وأوروبا بما يصل الى 1.5 مليون ضحية. أكثر البحوث الدقيقة في هذا الصدد عبارة عن دراسة عن هذه الظاهرة بمقاطعة سان دييغو بولاية كاليفورنيا، والتي أشارت إلى أن 38.500 من المهاجرين الناطقين بالإسبانية غير المسجلين، كانوا ضحايا الاتجار في تلك المنطقة التي يسكنها نحو 3.2 ملايين نسمة. ووفقاً لإحصاءات المعهد الحضري عام 2014، فإن 71% من هذه العمالة تدخل البلاد كجزء من برنامج العمالة المؤقتة الذي تنظمه الحكومة الاميركية، وهناك العديد من مثل هذه البرامج التي توفر العمالة في حالة عدم وجود مواطنين أميركيين يؤدون تلك الوظائف، ويشترط القانون أن تظل تأشيرات العمالة المؤقتة مرتبطة بالجهات التي تستخدمهم، «وهذا من شأنه أن يضع العمال في خطر كبير»، كما تقول مؤلفة تقرير المعهد الحضري، كولين أوين «لأن هؤلاء العمال قد يظلون من دون وضع قانوني بعد انتهاء تأشيراتهم، وهذا يعرضهم للاستغلال من قبل مخدوميهم». ترجمة:
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news