هجمات باريس الأخيرة أثارت مخاوف الألمان
تزايد الضغوط على سياسة ميركل تجاه اللاجئين
أظهرت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، رباطة جأشها المعهودة، بعد إنذار بحدوث عمل إرهابي في اللحظة الأخيرة، حيث ألغت حضورها لمباراة كرة قدم دولية. وأثنت المستشارة الألمانية على أنصارها والسكان المحليين، على تحلّيهم بالهدوء عند إخلاء ملعب هانوفر قبل لحظات من بدء المباراة ليلة الثلاثاء الماضي.
ولكن ليس الجميع كانوا يشعرون بهذا التفاؤل، إذ تقوم إحدى محطات التلفزة ببث نشرة أخبار وفي خلفية الشاشة علم ألمانيا، وشعار يقول «مخاوف التفجير»، وبالنظر إلى عملية مطاردة مرتكبي هجمات باريس، يوم الجمعة الماضي، والتي انتشرت في شتى أنحاء أوروبا، فإن الإخلاء المفاجئ كان بمثابة إشارة ذكّرت الألمان بأنهم أصبحوا أيضاً هدفاً للإرهابيين، وفي الوقت ذاته الذي تقوم به المستشارة ميركل بإقناع الألمان، وبقية دول الاتحاد الأوروبي، بقبول مئات الآلاف من اللاجئين القادمين من سورية.
وتم إعلان حالة الطوارئ في فرنسا، بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية المنسقة في العاصمة باريس. وردت الحكومة بسلسلة من أعمال البحث، ورفعت من وتيرة الضربات الجوية ضد «داعش» في سورية. ويحذر كارستن نيكل، من مركز تينيو إنتلجنس للأبحاث السياسية، بأن هجمات باريس يمكن أن تزيد مخاطر «ردة فعل شعبية» ضد المستشارة ميركل.
ويسمع العديد من الألمان الانتقادات المضاعفة ضد ميركل من شركائها في الاتحاد الأوروبي، خصوصاً في أوروبا الشرقية، حيث قال وزير الدفاع البولوني، القادم إلى الحكومة حديثاً، أنتوني ماسيرفيتش، إن هجمات باريس أظهرت «مدى فداحة الخطأ المتمثل في إنشاء مجتمع ضخم من اللاجئين المسلمين في بولندا». وفي فرنسا، اتهمت وزيرة العدل المحافظة السابقة، رشيدة داتي، المستشارة ميركل بأنها «ترتكب خطأً في حكمها» بشأن اللاجئين، ودعت إلى سيطرة أفضل على الحدود الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي، وقالت: «إذا لم يكن هناك أمن فلن تكون هناك حرية».
وفي ألمانيا، وعلى المدى البعيد، فإن المستشارة ربما تعتمد على مسؤولين مقربين في الحكومة، اثر الصراعات بين المتشككين بموضوع الهجرة والليبراليين، في حكمها للحزب المسيحي الديمقراطي في ألمانيا الاتحادية، والحزب المسيحي الاجتماعي، وهو شقيق الحزب السابق في بافاريا. وربما تشهد ألمانيا انعكاساً في الانحدار الأخير للدعم الشعبي لها، نظراً إلى أن الألمان سيحتشدون حول قائدتهم في وجه التهديدات الخارجية. وإذا أدت الهجمات الأخيرة في باريس إلى إغلاق الأبواب في وجه اللاجئين، فإن بعض المناطق تخاطر بأن تصبح «طناجر ضغط»، ويقول مانفريد غولنر، رئيس وكالة فورسا للاستطلاع: «لن أكون متفاجئاً إذا أصبح هناك استقرار في الدعم للأحزاب الحاكمة، إذ إن هذا حدث سابقاً في ألمانيا، بعد أحداث 11 سبتمبر وهجمات إرهابية أخرى».
ويمكن لميركل أن تختبر المزاج العام بشأن هجمات باريسفي المؤتمر السنوي للحزب المسيحي الاجتماعي في ميونيخ. وقبل نهاية الأسبوع بدا وكأن المستشارة ذاهبة إلى عرين الأسد، وذلك عن طريق استضافتها رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي، هورست سيهوفر، الذي يقود الحملة من أجل تبنّي سياسات أكثر قسوة ضد اللاجئين.
وبعد باريس، فإن المؤتمر يمكن أن يمنح المستشارة وضعاً أفضل. وبدا ذلك عندما انتقد سيهوفر بحدة محاولة قام بها وزير المالية في بافاريا، ماركوس سودر، الذي كتب تغريدة قال فيها: «علينا ألّا نسمح بالهجرة غير الشرعية. باريس غيرت كل شيء»، فردّ عليه سيهوفر «علينا ألّا نخلط بين مسألة اللاجئين مع محاربة الإرهاب أو محاربة الجريمة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news