تكذيباً لما ادّعاه ترامب

رياضيون وعلماء وسياسيون مسلمــون أسهموا في تحقيق الحلم الأميركـي

صورة

دعا المرشح الرئاسي الجمهوري، دونالد ترامب، إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة إلى أن تتحقق السلطات الأميركية من سلوك المسلمين حيال أميركا. ويبدو أن ترامب لا يريد أن يفهم تاريخ بلاده، والكثير من الإنجازات التي صنعها الأميركيون - المسلمون - الذين يريد ترامب حرمانهم من دخول البلاد. وخلافاً لذلك هناك قائمة ببعض الأشياء التي صنعها المسلمون للولايات المتحدة، إنها ليست قائمة شاملة، لكنها تثير الاعجاب والثناء أكثر مما صنعه ترامب لوطنه.

مسلمون أسهموا في تشكيل الدولة الأميركية

أبطال رياضيون مسلمون

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/12/413247.jpg

قبل أسبوعين أرسل ترامب تغريدة قال فيها: «ذكر أوباما في كلمته أن المسلمين هم أبطالنا الرياضيين، فعن أي رياضة يتحدث؟ ومن الرياضيين الذين يتحدث عنهم؟». ونقول لك أيها السيد ترامب إن من بين هؤلاء الأبطال الرياضيين شخصاً كنت قد اجتمعت به من قبل. ظل بطلاً في ملاكمة الوزن الثقيل ثلاث مرات، لكنه غيّر اسمه عام 1965 من كاسيوس كلاي الى محمد علي كلاي. وهو الشخص نفسه، الذي التقيت به أنت في عام 2007 عندما قدم لك جائزة محمد علي، وفي مايو، قمت بنشر صورة في «فيس بوك» وبجوارك يجلس هذا البطل الرياضي العظيم، وادعيت بعد ذلك أنه كان صديقك. وكان أوباما يدلي ببيان بعد إطلاق النار في سان برناردينو، قائلاً: إن المسلمين الأميركيين هم أصدقاؤنا وجيراننا، وزملاؤنا في العمل، وأبطالنا الرياضيون. وأنهم رجالنا ونساؤنا في الجيش، الذين هم على استعداد للموت دفاعاً عن بلدنا». وهناك المزيد من أبطال الرياضة الذين ذكرهم أوباما، منهم رموز كرة السلة، شاكيل أونيل، وكريم عبدالجبار، وهذا الأخير ربما يكون أعظم نجم كرة سلة بعد مايكل جوردان، وحكيم عليوان. نعم، هناك أيضاً مايك

تايسون، الذي سجل رقماً قياسياً كأصغر ملاكم يفوز ببطولة دبليو بي سي، ودبليو بي إيه، وآي بي إف للوزن الثقيل وهو في العشرين من عمره.

ظل المسلمون جزءاً من الولايات المتحدة منذ نشأتها، ومن بين أولئك الذين خدموا تحت إمرة قائد الجيش القاري، الجنرال جورج واشنطن، في الحرب ضد الاستعمار البريطاني، بامبيت محمد، الذي قاتل من أجل ولاية فرجينيا بين عامي 1775 و1783، ويوسف بن علي، مسلم عربي من شمال إفريقيا. وقد ادعى البعض أن بيتر بكمنستر، مسلم أميركي، أطلق النار من مسدسه، وقتل الجنرال البريطاني جون بيتكيرن في معركة بنكر هيل، وبعد ذلك انضم لمعركة ساراتوجا ومعركة ستوني بوينت. وفي ما بعد غير بكمنستر اسمه إلى سالم أو سلام. وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن واشنطن، والذي أصبح في وقت لاحق أول رئيس أميركي، لم تكن لديه مشكلة مع المسلمين الذين يخدمون في جيشه. وبمنحه هؤلاء المسلمين شرف خدمة أميركا، يكون واشنطن قد أثبت بأن المواطن الأميركي الغيور على بلاده، ليس بالضرورة أن يكون منتمياً لدين معين أو خلفية عرقية معينة. ويبدو أن ترامب يريد أن يقلب هذا المبدأ الأميركي الجليل رأساً على عقب.

المساهمة في بناء المدن

كان يحتمل أن تصبح الولايات المتحدة متخلفة في مجال هندسة البناء، لو لم يكن المهندس المعماري، فضل الرحمن خان، المعروف بـ«أينشتاين الهندسة الإنشائية» أحد مواطنيها. ابتكر خان نظاماً هيكلياً جديداً يعتمد على الأنابيب، والذي أحدث ثورة في بناء ناطحات السحاب. ويتألف هذا النظام، كما وصفه هو ذات مرة، من «ثلاثة، أو أربعة هياكل، أو ربما أكثر من ذلك، في شكل جدران تشبه القفص، ترتبط في أو بالقرب من حوافها لتشكل نظاماً هيكلياً يشبه الأنبوب العمودي المرتبط بالأساس، ويستطيع مقاومة قوى الجاذبية في جميع الاتجاهات.

وكانت النتيجة جيلاً جديداً من ناطحات السحاب، خفضت الكمية المطلوبة من الحديد الصلب اللازم للبناء، وغيرت شكل المدن الأميركية. وفي حقيقة الأمر فقد دمر المتطرفون مركز التجارة العالمي، ولكن من دون ابتكار خان لهذه التقنية الجديدة، لم يكن من الممكن تشييد البرجين التوأمين في المقام الأول. ولن يكون من الممكن أيضاً تشييد برج جون هانكوك بمظهره الخارجي المميز الذي يطلق عليه (إكس بريسنغ) والذي شيّده خان، حتى برج سيرز، شيّد على مفهوم البنية الأنبوبية، في شيكاغو. وظل برج سيرز منتصباً في الفضاء منذ عام 1975، أي ما يقرب من 25 عاماً، وهو يتكون من 108 طوابق، ويبلغ طوله 442 متراً، أي كان أطول مبنى في العالم قبل برج خليفة. توفي خان في عام 1982، ولكن ابتكاراته وضعت الاساس لناطحات السحاب المستقبلية - بما في ذلك فندق ترامب انترناشيونال أوتيل آند تاور في شيكاغو، والذي بُني على هذا النمط.

محاربة الظلم

بعد أن تخلصت أميركا من العبودية، بدأ كثير من الأميركيين من أصل إفريقي الانتقال إلى المدن بأعداد كبيرة، ولكن بسبب سياسات الإسكان والعمالة المقيدة، كانت النتيجة أن العديد منهم ظلوا يعيشون في مجموعات سكانية مضطربة، وفي ظل هذه الأوضاع عاد بعض الأميركيين من أصل إفريقي الى ما يعتقدون أنه دين أجدادهم. وانجذب العديد منهم، خلال خمسينات وستينات القرن الماضي، إلى منبر رائع يتحدث فيه رجل باسم أمة الإسلام، وهو مالكولم الصغير، الذي ولد عام 1925، ولكنه أصبح مشهوراً بمالكولم إكس، واعتنق الاسلام والقى بعيداً اسمه العبودي، وحض الأميركيين من أصل إفريقي على التخلص من أغلال العنصرية «بأي وسيلة كانت»، بما في ذلك العنف، وهي رسالة مختلفة عن رسالة رفيقه ناشط الحقوق المدنية الدكتور مارتن لوثر كينغ، الذي دعا إلى العصيان المدني غير العنيف.

علاج المرضى

من دون مساعدة المسلم الأميركي، الدكتور أيوب أمية، فمن المحتمل أن يكون كثير من الناس، بعضهم أميركيون، في عداد الأموات بفعل الالم الرهيب. في عام 1963، اخترع طبيب الاعصاب الباكستاني المولد ما يسمى بنظام القسطرة داخل البطين التي يتم استخدامها لشفط السائل النخاعي أو حقن الدواء، وهي عبارة عن جهاز أنبوبي من البلاستيك، على شكل قبة لينة يتم وضعها تحت فروة الرأس.

ثم يتم توصيل هذا الجهاز الذي يسمى بـ«مستودع أمية» بالقسطرة التي يتم وضعها في الدماغ. ويتم استخدام الخزان لنقل العلاج الكيميائي مباشرة إلى موضع الورم في المخ. كما طور أمية مقياساً للغيبوبة لتصنيف إصابات الدماغ، وطور أيضاً المركز الوطني الاميركي للوقاية من الإصابات والسيطرة عليها، والذي يهتم بإصابات الدماغ، جزءاً من مهمته.

تعزيز الدبلوماسية

عملت الأميركية المسلمة فرح بانديث في مجلس الأمن القومي، في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش، كمديرة لمبادرات الشرق الأوسط، ومن ثم بوزارة الخارجية كمستشارة بشأن إشراك المسلمين في أوروبا. وفي عام 2009 أصبحت مبعوثة وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون إلى المجتمعات الإسلامية في العالم. وترى أن «داعش» يستغل أزمة هوية الشباب المسلمين من جيل الألفية، الذين ينشأون في مرحلة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، وطرحت تساؤلات حول الثقافة إزاء الدين.

تويتر