كوريا الشمالية قوة نووية لابد من التعايش معها

زعيم كوريا الشمالية لا يفكر في التخلي عن القنبلة النووية. أرشيفية

ما الذي يمكن أن تفعله واشنطن وحلفاؤها حول موضوع كوريا الشمالية؟ في يناير الماضي قامت بيونغ يانغ باختبار تجربتها النووية الرابعة، وقامت بإطلاق قمر اصطناعي في فبراير لجمع معلومات إضافية من أجل تطوير صواريخ بالستية عابرة للقارات. وفي هذه الأثناء، يواصل المهندسون في كوريا الشمالية انتاج مواد عسكرية يمكن أن تصلح لصناعة العديد من القنابل النووية في السنوات المقبلة. ويبقى الرد العالمي على كوريا الشمالية غير فعال. وبعد اظهار الكثير من الغضب من جانب الدول التي تشعر بالقلق، رد مجلس الأمن الدولي، أخيراً، على الجولة الأخيرة من اختبارات الأسلحة النووية، حيث فرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ. وتعد العقوبات بوقف حركة التهريب عن طريق مراقبة الحركة التجارية الداخلة والخارجة من كوريا الشمالية، حيث تحظر تصدير الطائرات ووقود الصواريخ إلى بيونغ يانغ، وتمنع كذلك قدرتها على تنفيذ عقود مالية دولية، وتحظر تصدير الفحم الحجري والمعادن الخام إليها، ولكن هذه العقوبات ليست كافية. وحتى لو اجتمعت هذه العقوبات مع أخرى سابقة، فإنها لن تمنع كوريا الشمالية من إبعاد توجهها نحو القنبلة النووية، لأنه وببساطة فقد فات الأوان على ذلك.

ولا يصدق أحد أن زعيم كوريا الشمالية، كيم يونغ اون، سيتخلى عن القنبلة النووية، التي تضع بلده في نادي النخبة العالمية التي تمتلك السلاح النووي. وقد استثمرت بيونغ يانغ الكثير من أجل انضاج برنامج نووي يمنحها الردع النووي، ووسيلة دب الرعب في قلوب أعدائها. كما ان التاريخ يثبت مراراً وتكراراً، أن العقوبات ليست كافية لتركيع كوريا الشمالية، وبات يتعين على واشنطن وحلفائها الآن أن يدركوا بأنه حان الوقت لتعديل سياستهم.

ويبدو أن هذا التعديل قد بدأ الان، فقد تعهدت كوريا الجنوبية بزيادة ميزانيتها العسكرية لسنوات عدة، وتحديث أسلحتها التقليدية. وبدأت بنشر صواريخ ذات مدى أطول، أرض-أرض، وطلبت طائرات مقاتلة من طراز «ف35» من الولايات المتحدة. وتتحدث سيؤول الآن مع واشنطن حول نشر صواريخ حديثة جداً طراز «ثاد».

وعلى الرغم من ذلك، فإن كثيرين في كوريا الجنوبية، لايزالون يشعرون بالخوف من ان تكديس الاسلحة لدى سيؤول لن يفي بالغرض. ودعا بعض البرلمانيين المحافظين، وآخرون من داخل الحكومة وخارجها، الدولة لأن تصبح نووية.

تويتر