المرصد

دونالد ترامب وحرية الصحافة

يصادف هذا الأسبوع الذكرى الـ40 لاغتيال الصحافي بصحيفة أريزونا ريببلك، دون بولس، في سيارة ملغومة في 2 يونيو 1976. وكان بولس قد عمل، على مدى سنوات، على فضح ارتباط بعض السياسيين في ولاية أريزونا بأعضاء الجريمة المنظمة، وكتب المقالات والتحقيقات الطويلة حول المؤامرات الاحتيالية لسرقة مدخرات كبار السن، وعن تورط المافيا في صناعة المراهنات والمنافسات الرياضية، وظل يعمل بلا كلل أو ملل من أجل فضح الفساد العام والموظفين الحكوميين المسؤولين عنه.

وشملت تحقيقات بولس المحتالين وعصابات الاجرام، التي يقال إن المرشح الرئاسي الأميركي، دونالد ترامب، قد جمع أموالاً طائلة من خلال الشراكة معها، لعقود من الزمن. العديد من وكالات الأنباء - بما في ذلك صحيفة نيويورك تايمز، واشنطن بوست، إيه بي سي، وأسوشيتد برس، كشفت أن مشروعات البناء التي يمتلكها ترامب، ارتبطت بشخصيات الجريمة المنظمة خلال ثمانينات القرن الماضي.

وكشف تقرير صدر عن مجلس الشيوخ الأميركي عام 1992 حول الجريمة الآسيوية المنظمة، أن موظفي كازينو ترامب التنفيذيين، تعرضوا للإعدام لتلقيهم رشا من عصابة «تريادز» الصينية.

وخلال السنوات الـ10 الماضية عقد ترامب شراكة مع «فيليكس اتش ساتر»، وهو شخص مدان قضائياً، وله علاقات مع المافيا الروسية. وقد سبق أن أدين بتهمة الابتزاز لدوره في مخطط للتلاعب بأسهم السوق المالية، وقضى أيضاً حكماً بالسجن لطعنه رجلاً في وجهه بقطعة كوب مكسور. وأصدرت شركة ترامب بطاقة أعمال لساتر مسجلاً عليها «كبير المستشارين» لترامب. وعمل ساتر مع ترامب في مشروع للشقق السكنية في مانهاتن، والذي نتجت عنه قضية احتيال مدنية. وقد تم فتح تحقيق جنائي لم يستطع ترامب إغلاقه الا بعد موافقته على تسوية القضية مدنياً.

إذا كان بولس لايزال على قيد الحياة، فما من شك في أنه سيتحقق من أنشطة ترامب، وما من شك في أن ترامب سيهاجمه كما هاجم بقية الصحافة.

وتبجّح ترامب أمام الصحافيين في مؤتمر صحافي هذا الاسبوع «أنا أحب التدقيق»، قبل أن يتهم الصحافة والصحافيين بـ«انعدام الشرف»، «وانعدام الأخلاق»، «والمثيرين للاشمئزاز» و«الأشخاص غير الجيدين» الذين «يجعلوني أبدو سيئاً للغاية». هذه الهجمات المشينة على الصحافة والصحافيين ما هي سوى أحدث هجوم في حربه على حرية الصحافة، التي شنها طوال حملته الانتخابية، والتي قال لأحد الصحافيين إنه ينوي الاستمرار فيها، حتى بعد دخوله البيت الأبيض.

تويتر