الإعلام تحمّس لهيلاري دون أسباب قوية

عدد كبير من نخبة وسائل الإعلام الليبرالية أجمع على أن هيلاري كلينتون، هي التي ستفوز بهذه الانتخابات، وعندها أصبح المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مثل الضيف غير المدعو إلى حفل تتويج الملكة الديمقراطية. وكان العديد من الكتّاب في الصحف والمجلات الليبرالية على يقين، وظلوا كذلك حتى الآن، أن ترامب لم تعد له فرصة في الفوز، إثر المناظرات، وبعد الكشف عن تهربه من الضرائب. وفي كل يوم كانت صحيفة «نيويورك تايمز» تقدم رسماً بيانياً يظهر حتى قبل بضعة أيام أن فرص كلينتون في الفوز تصل على 92%، ومن النادر أن تقدم المعلومات الصحافية مثل هذه النسبة.

ولكن الأمر الذي أغفله الجميع، أنه كان هناك القليل من الحماسة والأسباب المقنعة لدعم كلينتون، في حين أنه كان هناك الكثير من الأسباب الجيدة لدعم ترامب. وأظهرت المناظرات للعالم أجمع أن ثمة أسباب كثيرة تدعو للخوف من ترامب، اذ إنه قدم برنامجاً مناوئاً للديمقراطية بفخر وبصراحة تامة مثل أي حاكم مستبد لا يقيم أي اعتبار للقانون أو الكرامة الإنسانية. فقد أعلن ترامب أنه سيزج بهيلاري في السجن، وقال انه سيشيد جداراً على الحدود مع المكسيك، وإنه سيقلل من الضرائب، وإنه لا يثق بالسود والمسلمين واللاتينيين، والأقليات الأخرى، وإنه سيعين قضاة يمينيين متطرفين في المحكمة العليا، وإنه سيلغي اتفاقية باريس للحفاظ على البيئة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن منطق من سينتخب ترامب في الدولة التي لايزال كثيرين فيها يعانون الأزمة الاقتصادية التي حدثت عام 2008، مثل منطق رجل سرق منزله وسيارته، لكنه في الوقت ذاته يعمد إلى دعوة اللص إلى العشاء، كي يقوم هذا الأخير بسرقة الطاولة والكراسي التي يجلسون عليها أيضاً.

 

تويتر