تفوقت على الملكة فكتوريا في جلوسها على العرش

إليزابيث.. الأطول بقاء في الحكم عبر التاريخ الإنجليزي

الملكتان إليزابيث وفكتوريا تميزتا بروح التفاؤل. أرشيفية

على الرغم من أنهما عاشتا في ظل العرش البريطاني، ولم تكونا تنويان اعتلاءه، إلا أنهما احتلتا مكاناً مميزاً في التاريخ البريطاني. وكانت المرأتان قد خالفتا التقاليد البريطانية، عندما تزوجتا أحد أبناء عمومتهما بعد الوقوع في الحب، وربتا عدداً من الأطفال، وتعاملتا مع الانتقادات العامة التي تتعلق بسلوكيهما المنعزل والمتحفظ عاطفياً، لكن من بين العديد من السمات المشتركة بين الملكتين إليزابيث وفكتوريا، والتي تتفوق على البقية، طول بقائهما على العرش.

ويوم الأربعاء الماضي، في 9 سبتمبر الجاري، تجاوزت إليزابيث الثانية فكتوريا، في البقاء على عرش المملكة المتحدة لمدة 63 عاماً و 218 يوماً، وكانت الملكة فكتوريا بقيت في الحكم منذ 1837 حتى عام 1901، حيث تميز عصرها باختلافه عن فترة حكم إليزابيث، وأنذر بتحول بريطانيا إلى قوة عظمى استعمارية وصناعية، لكنّ الملكتين اللتين أمضيتا أكثر من نصف قرن في السلطة، تتشابهان بصورة كبيرة. ويقول المعلق الملكي رافي هايديل مانكو إن الملكتين تتشابهان في المزاج، والحساسية والقيم، وهو الأمر الذي استوعبه الشعب البريطاني بسرعة.

وعلى الرغم من كونها في سن المراهقة، اعتلت فكتوريا العرش بعد عقود من الملوك السابقين، الذين تميزت عهودهم بالفضائح، وكذلك إليزابيث وصلت إلى الحكم وهي شابة متزوجة.

وأكد هايديل مانكو أن الشعب البريطاني سرعان ما صار ينظر اليهما من المنظار نفسه، وقال في مقابلة هاتفية قال: «إنهما تتمتعان بروح الأمل، على الرغم من جميع الفضائح التي فجرها أعمام فكتورويا من الملوك، والمشكلات التي شهدتها إليزابيث من الكساد الاقتصادي والحرب العالمية الثانية، وخراب الاقتصاد البريطاني في مرحلة ما بعد نهاية الاستعمار، لقد قدمت كلتاهما الأمل والتفاؤل بالمستقبل»

لكنّ الملكتين عاشتا طفولة مختلفة تماماً، حيث كانت فكتوريا تعيش حياة صارمة تحت سيطرة أم عازبة مستبدة، في حين أن إليزابيث كانت تستمتع أكثر بالحياة العائلية التقليدية، وحب الوالدين وعشق كبير من شقيقتها الأصغر منها.

لكن ذلك تغير عندما أصبحت الملكتان في العاشرة من العمر، حيث شاءت تقلبات الأقدار أن يصبح بإمكان الطفلتين الوصول إلى العرش، وأصبحت فكتوريا ولية عهد مفترضة، بعد وفاة عدد من أفراد العائلة المالكة، باعتبارها العضو الوحيد في العائلة، الذي يمكن أن يتقلد الحكم. أما الملكة إليزابيث التي لاتزال على العرش حتى الآن، فقد تقرر مصيرها بأن تصبح ملكة من قبل والدها جورج السادس، الذي وصل إلى العرش بعد أن تنازل عنه شقيقه الأكبر.

وتقول المؤرخة باربرة راش إن كلتا الملكتين أظهرت صلابة مبكرة، خصوصاً عندما تعلق الأمر بأزواجهما المستقبليين.

تويتر