الإمبراطور المخدوع
ينطوي موقع إسبيرتو بامبا على شيء من الحزن والكآبة المرتبطة به، وذلك لأن الاسبان عندما شاهدوا المدينة مهجورة وفارغة من البشر أحرقوها، كما ذكر المؤرخون المعاصرون، والمؤرخون الذين عثروا على طبقات من الرماد المتعدد. وكان إمبراطور الإنكا، توباك أمارو، قد قرر النجاة إلى أقصى الغابة، وأصبح لاجئاً مع العديد من حلفائه عند بعض القبائل الهندية، معتقداً بأن الاسبان لن يجرؤوا على اختراق الغابة ليصلوا إلى الأمازون.
ولكن الكابتن الشاب مارتن دو لويولا، كان يطارد الامبراطور ويلاحقه، على الرغم من أن بقية القوات الغازية كانت في حالة استراحة. واستفاد الكابتن والرجال المرافقون له من حقيقة أن زوجة الامبراطور كانت حاملاً، وبالتالي فإنها لن تكون قادرة على الحركة سريعاً. ولكن حركتهما البطيئة مكنتهما من السفر لمسافة 150 ميلاً، وهي مسافة اعتبرها الرحالة بندكت غير عادية بالنظر الى تضاريس المنطقة الصعبة. وتقول القصة إنه عندما وصل الاثنان الى نهر هائج طلبت الزوجة من زوجها أن يستريحا قليلاً، ويمضيا ليلتهما بجانب النهر، الأمر الذي مكن الاسبان من الوصول اليهما واعتقالهما. وكان الكابتن لطيفاً في تعامله مع الامبراطور، وقال له إنه اذا قبل العيش في ظل التاج الإسباني، فإنه يمكن أن يعيش في منزله في الوادي المقدس، وفعلاً صدقه الامبراطور ووافق على ما طلبه منه.
بعد مرور بضعة أيام عاد المستكشفان إلى العاصمة القديمة كوسكو، وكانت الساحة الرئيسة تعج بالراقصين الذين يستعدون لمهرجان قويلوريتي الانديزي المقبل، والذي خطط الرجلان لحضوره. وعلى الرغم من ان الساحة كانت تضج بالموسيقى والمحتفلين، والجميع سعداء، الا انهما لم يمنعا نفسيهما من تذكر تلك الحادثة التي وقعت في عام 1572 عندما تم إحضار الامبراطور- الذي تم اعتقاله - توباك امارو إلى الساحة، وهو على ظهر بغل عجوز. وعلى الرغم من الوعود السابقة التي أعطيت له سابقاً بمنحه الأمان، إلا أنه تم إعدامه بأوامر من ممثل الملك الاسباني، الفيسكونت توليدو، أمام الحشود اليائسة، التي لم تستطع منع نفسها من البكاء بأسى لحظة قتل الامبراطور. وكانت تلك خديعة وخيانة قاسية ووحشية، أثارت غضب الكنيسة الإسبانية في حينه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news