الأرجنتين تعاني حرباً كيماوية على البلدات الصغيرة

رش المبيدات يسمم حياة السكان القريبين من الحقول. أرشيفية

تتزايد المقاومة لنمط الصناعة الزراعية في عدد من البلدات الصغيرة في الأرجنتين نتيجة رش المبيدات الحشرية التي تؤذي السكان وتسبب لهم الأمراض وتسمم حياتهم. وتقول المعلمة راكيل التي تعيش في بلدة إيلورتوندو «أنا هنا لأنه يتعين علي دفن أربعة من أقاربي، هم الدي وابن عمي وأحد أشقاء والدي الذي يعمل في رش المبيد، وشقيقي الذي يعمل في مدرسة ريفية». وإيلورتوندو بلدة صغيرة يعيش فيها 6000 شخص، وتقع على بعد 300 كيلومتر إلى جنوب مدينة سانتافي، حيث تنتشر الأمراض نتيجة رش المبيدات.

وتحمل راكيل ملفاً كبيراً يحوي أعمال فحص طلابها من الصف السابع، الذين يبلغ أعمار معظمهم 13 عاماً. وتم إجراء مسح شامل ومكثف لهؤلاء الطلاب، للوقوف على الظروف الصحية التي يعيشونها. وتقع المدرسة على جانب سكة حديد وأمام صوامع تجفيف حب الصويا. ويدرك جميع الأطفال الذين تم فحصهم وجيرانهم وأقاربهم، المشكلات الطبية التي يسببها رش المبيدات. وتقول المعلمة راكيل موضحة «للوصول إلى المدرسة يجب المرور بالقرب من الصوامع ولا تستطيع التنفس، والأطفال الذين يخرجون إلى الشوارع حين يتم تجفيف حبوب الصويا تصبح ملابسهم بيضاء تماماً، بسبب الغبار الصادر عن صوامع التجفيف، الذي يمتد إلى المدرسة وعبر البلدة برمتها». وتدعو راكيل إلى إقامة مشروع يطلق عليه «قل لي ما تتنفس.. أقل لك من أنت»، يهدف إلى التخفيف من ضرر المبيدات، لكن السلطات منعت المضي قدماً في المشروع لأنه يتعامل مع قضية «مثيرة للجدل».

وتشعر راكيل بالأسى وتتحدث بصوت منخفض عن وصفها عدم مبالاة السكان الذين يمكن أن يشاركوا في الدفاع عن الصحة العامة. وفي البلدات عادة ما يكون رئيس البلدية ومدير المدرسة على علاقة طيبة بمزارعي فول الصويا. وتقول راكيل «أنا هنا لأننا نريد تشكيل مجموعة صغيرة في هذه البلدة، لكي نجعل صوتنا مسموعاً»، ولهذا الغرض قامت بتدشين حملة بعنوان «توقفوا عن رشنا»، وتنقلت إلى العديد من الأماكن.

ويوجد في الأرجنتين نحو 28 هكتاراً تتم زراعتها بالقطن وفول الصويا، والتي يتم رشها بنحو 300 مليون لتر من مادة غليفوسات سنوياً، والتي تُستخدم أيضاً على الأشجار المثمرة، وبذور عباد الشمس، وأشجار السرو والحنطة.

 

تويتر