الكنديون الأصليون يستعرضون عضلاتهم الانتخابية للمرة الأولى

احتجاجات السكان الأصليين على أوضاعهم المعيشية. أرشيفية

تعيش الكندية تانيا كاميرون في منطقة انتخابية تضم محميات السكان الأصليين، التي تفتقر لمياه الشرب. وتقدم المدارس المكتظة بالطلاب والبنى التحتية المتداعية، صورة عن الأمراض الاجتماعية التي تسيطر على حياة السكان الأصليين في كندا. وتقول تانيا «لدينا عدد من الأشخاص المفقودين، اضافة إلى الكثير من النساء المقتولات، والكثير من العائلات لا تدري ما الذي حدث لعدد من أفرادها».

وحتى فترة قريبة كانت انتخابات السكان الأصليين تشير الى وجود عجز 20 نقطة مما يمكن أن يحققوه في حال تصويت كل السكان، وذلك منذ أن حصلوا على حق الانتخاب قبل 55 عاماً. ولكن ذلك تغير الأسبوع الماضي، حيث قام مجتمع السكان الأصليين بما يشبه الثورة، اذ يرفض افراد هذا المجتمع كثيراً من السلبيات في مجتمعهم، وأهمها تفشي الجريمة، ونجم عن ذلك وعي عام لدى السكان الأصليين.

والآن يرى العديد من السكان الأصليين أن الانخراط في عالم السياسة طريق نحو الحصول على ظروف وفرص أفضل لمجتمعهم. وأدى ذلك الى تضاعف عدد الناخبين في بعض المحميات القبلية للسكان الأصليين ثلاثة أضعاف على الأقل، وأدى ذلك إلى انتخاب عدد غير مسبوق في البرلمان من السكان الأصليين. وتقول السيدة تانيا «لم نشهد هذا الانخراط في السياسة من قبل».

وكان اهتمام السكان الأصليين في الانتخابات قد بدأ في عام 2012 عشية بروز قضيتين مهمتين، نجم عنهما زيادة تعقيدات حياتهم. ففي البرلمان قامت حكومة رئيس الوزراء السابق ستيفن هاربر بإصدار قانون يقضي بعدم تفحص الأنابيب التي تنقل النفط، بما فيها تلك التي تمر من مناطق السكان الأصليين. وفي الوقت ذاته، أعلنت حكومة محمية اتاوابسكات النائية، التي لا يمكن الوصول إليها إلا بالطائرة، حالة الطوارئ على ظروف الإسكان السيئة مع اقتراب فصل الشتاء. وكان كثير من كبار السن والأطفال يعيشون في خيم دون ماء او كهرباء منذ سنوات. ولكن هذه الأزمة أدت إلى لفت انتباه الدولة برمتها إلى هذه المشكلة هناك، اضافة إلى المحميات الأخرى في جميع انحاء كندا، التي يفتقر 40% منها لمياه الشرب النظيفة.

وفي أواخر عام 2012 اثار قانون الأنابيب وأزمة السكن، احتجاجات صغيرة تم تنظيمها على موقع «فيس بوك»، وتحمل عنوان «لن نتحمل اكثر من ذلك»، وانتشرت هذه الجملة في شتى انحاء الدولة.

 

تويتر