تشومسكي: أميركا وبريطانيا صنعتا اللاجئين ولا تريدان استقبالهم

استعاد حزب العدالة والتنمية في تركيا الأغلبية في البرلمان بعد أن خسرها قبل أشهر. ويرى الكاتب السياسي، نعوم تشومسكي، أن أوروبا تتحمل بعض المسؤولية في ما يحدث في هذا البلد. ويرى تشومسكي أن الأتراك سئموا الوعود بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. جاء ذلك من خلال حوار مطول أجرته معه صحيفة «حريات» التركية:

- ما الذي دفع إلى الاستقطاب والخلاف السياسي الحاد في تركيا؟

-- هناك عوامل عدة، أوروبا قد تكون جزءاً من المشكلة، لقد اعتقد الأتراك أن بإمكانهم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، أنا شخصياً لم أصدق يوماً أن الأوربيين جادون. أعتقد أن أوروبا عنصرية إلى أبعد الحدود. والأوروبيون لا يريدون رؤية الأتراك في شوارعهم. حتى عندما تلتزم تركيا بالشروط، فإنهم يضعون شرطاً جديداً.

- يقول حزب العدالة والتنمية إنه هو من أوجد مناخاً إصلاحياً واعداً، قبل 10 سنوات.

- - لا أعتقد ذلك، لقد قام بخطوات عدة أسهمت في تراجع القمع، وهذا أمر جيد، لكن الحركات الشعبية هي من أوجدت هذا المناخ، وهناك حراك شعبي في الطريق الصحيح.

- ذهبت أنغيلا ميركل إلى تركيا أخيراً لبحث مسألة اللاجئين، وقدمت بعض المزايا مقابل أن تلعب تركيا دور حارس الحدود الأوروبية، ما رأيك في هذه الصفقة؟

- - وضعية اللاجئين صادمة، هناك دول تستقبل اللاجئين وهناك دول تصنعهم، الولايات المتحدة وبريطانيا تعتبران مثالين للنموذج الثاني. غزو العراق أدى إلى نزوح مليوني شخص. إذن هناك دول تصنع المشكلة وتقبل باللاجئين، وهناك أخرى تتسبب في المشكلة، ولا تريد استقبال النازحين.

- من تقصد بالضبط؟

- الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا، هناك سبب لنزوح الأفارقة إلى أوروبا، لقد شهدت القارة السمراء 200 سنة من الاستعمار الوحشي، ومن الصعب محوه من الذاكرة. من السهل على أوروبا أن تستقبل اللاجئين، فهم لن يشكلوا سوى 1 أو 2% من مجموع السكان، أما في أميركا فهناك مناطق شاسعة غير مأهولة.

- الكثير في تركيا يعتقد أن الغرب وراء ظهور تنظيم «داعش» وهو من دعمه في المنطقة.

- - أعلم أن نظريات المؤامرة شائعة في المنطقة، لقد تسبب غزو العراق في تدمير العديد من الأشياء. من النتائج الفورية للغزو اشتعال صراع طائفي لم يكن موجوداً في السابق. واستفحل الصراع بسبب العنف والإرهاب، بما في ذلك الهجوم على الفلوجة وغيرها من الفظاعات. قد يكون الغرب هو المسؤول عن ظهور «داعش» لكنه لم يكن يريده.