مرافقون في كأس آسيا تحت ‬19 سنة يقارنون بين فريق الإمارات ومنــــتخبات آسيا

منتخب الشباب مدلّـل ولديـــــه عمال لحمل الحقائب

لاعب أسترالي يحمل معداته. الإمارات اليوم

عدّ مرافقون للمنتخبات المشاركة في كأس آسيا تحت ‬19 سنة لكرة القدم التي اقيمت في إمارتي رأس الخيمة والفجيرة أخيراً، أن تمتع منتخب الامارات بوجود عمال مهمات يحملون حقائب اللاعبين والكرات ومعدات التدريب، هو نوع من الدلال لا يترك اي انطباعات إيجابية لدى عناصر المنتخب الذي خسر وخرج من الدور الاول، مثله كمثل المنتخبات الخليجية التي لاقت المصير نفسه وتمتعت بالميزة ذاتها، وهي السعودية والكويت وقطر.

وكشف المرافقون الذين خصصتهم اللجنة المنظمة لبطولة آسيا، لمتابعة البعثات المشاركة في البطولة، لـ«الإمارات اليوم» عن ملاحظات جديرة بالاهتمام للمنتخات التي رافقوها مثل اليابان وكوريا الشمالية والجنوبية واستراليا، وقارنوها بالمنتخب الاماراتي ليتضح أن هنالك فرقا كبيرا في طريقة التعامل الاداري مع اللاعبين، ما يعزز سلوك الانضباط والاعتماد على النفس بدفعهم إلى حمل امتعتهم وكراتهم، كما «يخلق نوعاً من تحمل المسؤولية، ويساعد على عدم الغرور والتكبر». وأكدوا أنه بالتواصل مع المسؤولين عن هذه المنتخبات وجدوا أن هذا السلوك نابع من حب واحترام اللاعبين لزملائهم وتحملهم المسؤولية، بينما لاعبو الامارات والخليج لديهم ما يسمى عمال مهمات ويعاملون بدلال ورفاهية. وشهدت البطولة تأهل المنتخبات الاربعة التي بلغت الدور نصف النهائي الى مونديال تركيا ‬2013، هي كوريا الجنوبية التي نالت اللقب، والعراق الوصيف ثم اوزبكستان واستراليا.

وأجمع كل المرافقين والمنظمين على دهشتهم من غياب عامل المهمات مع منتخبات شرق القارة جميعها، وهي كوريا الشمالية واليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام وأستراليا، مؤكدين أن اللاعبين يقومون بهذا الدور الذي لا غنى عنه في فرقنا الخليجية، مؤكدين أنهم شاهدوا اللاعبين «يتبادلون في ما بينهم جدول حمل معدات التدريب والمياه والكرات والملابس، فمن يحمل أثناء الذهاب يتغير أثناء العودة دون وجود أي عامل يقوم معهم ويساعدهم في هذه المهمة الحيوية والمهمة في فرقنا الخليجية». وقال مرافق المنتخب الكوري أحمد المطروشي «غالبا ما نجد من خمسة إلى سبعة عمال مهمات مع كل فريق لدينا، ويكون هناك ثلاثة عمال او عاملان أثناء السفر لحمل الحقائب والمعدات ومستلزمات اللاعبين، لكن مع منتخبات شرق القارة لا يوجد هذا الاختراع الذي يوجد من أجل رفاهية لاعبينا فقط».

إشادة اللجنة المنظمة

أكد المدير التنفيذي لنادي الإمارات والمنسق العام لمجموعة رأس الخيمة يحيى الشامسي، أن مشهد اعتماد لاعبي شرق آسيا على أنفسهم «نال إشادة اللجنة المنظمة بأكملها التي أكدت مدى الاحترام والتواضع عند هذه المنتخبات التي تؤكد على مدى الحب والاحترام في ما بينها، كما أن هذه المنتخبات تسلم الملعب بعد التدريب أنظف مما تسلموه دون ان يجدوا في ذلك عيبا أو خجلا».

وقال «إيماناً من نادي الإمارات بهذه الفكرة فقد تم تطبيقها بالفعل في فرق المراحل السنية حتى فريق ‬17 عاماً عن طريق منع عمال المهمام من التواجد في التدريب يومين في الاسبوع، يعتمد فيها اللاعبون على أنفسهم في نظافة المكان والتعامل مع معدات التدريب».

وأكد أن ذلك يعمل على خلق نوع من تحمل المسؤولية وعدم الغرور لدى اللاعبين في التعامل مع أشياء تعودوا دائما أن يقوم بها عمال مهمات في النادي».

 

عامل مهمات واحد

وأكد مدير منتخب الإمارات للشباب جمال بوهندي، أن المنتخب به عامل مهمات واحد فقط يساعد اللاعبين، مشيراً إلى أن عدم وجود عامل المهمات أمر إيجابي، لكن غير مؤثر في نتيجة المنتخبات، وقال «يوجد عامل مهمات في السعودية وقطر والكويت وخرجت هذه المنتخبات من البطولة، وهذا أمر غير مؤثر».

وأضاف «عدم وجود عامل المهمات ربما يؤتي ثماره إذا تم مع منتخبات الناشئين والأشبال، إذ يجعلهم يعتمدون على أنفسهم ويتحملون المسؤوليه، أما منتخبات الشباب والأولمبي والأول فمن الصعب تطبيقه، فمن غير المعقول أن أطلب من اللاعبين جمع الكرات وزجاجات المياه الفارغة بعد التدريب». وأشار إلى أنه يسمح للمنتخب خلال المعسكر بالخروج في المولات برفقة الجهازين الفني والإداري كل يومين أو ثلاثة لكسر حالة الملل، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج منظم من أجل تجهيز المنتخب نفسيا ومعنويا، لافتا الى أن «دور مدير المنتخب أو الإداري هو تأهيل اللاعبين نفسيا ومعنويا قبل التواجد داخل الملعب، وتأمين احتياجات اللاعبين وتجهيزها من كل الجوانب، ولا يتدخل إطلاقاً في الجانب الفني داخل الملعب».

احترام اليابان للوقت

وقال رئيس لجنة العلاقات العامة والاستقبال، علي أحمد الظهوري «من خلال وجودي مع منتخبي اليابان وكوريا الشمالية لاحظت عليهم الاهتمام بعامل الوقت بشكل يفوق الخيال، ولا يقتصر ذلك على اللاعبين فقط وإنما ايضا الجهازان الفني والإداري».

وأضاف الظهوري وهو أمين السر العام بنادي التعاون «ليس معنى ذلك تقديم الموعد، فعلى سبيل المثال إذا كان التحرك بالحافلة الساعة السابعة نجد المنتخبات موجودة في بهو الفندق الساعة ‬50:‬6، ولا يركبون الحافلة إلا في السابعة بالضبط، وعلى مدار أسبوعين هما عمر وجود هذه المنتخبات، لم نجد أي لاعب تأخر عن هذا الموعد».

وأشار إلى أن عامل الوقت مقدس لهذه المنتخبات حتى في أوقات تناول الطعام ونهايته والتواجد في الغرف، دون مراقب نهائياً، بل ان ذلك نابع من داخل هؤلاء اللاعبين وشعورهم بالمسؤولية.

الاهتمام بالنظافة

أكد مرافق المنتخب الياباني سعود الطنيجي أن المنتخب الياباني أبهره بتصرفاته، وسهل من مهمته كثيراً، كونها هي الأولى له في هذا المجال، لكنه شعر بالفخر بالتواجد مع هذا المنتخب، وقال «يتميز المنتخب الياباني بالعديد من الصفات الرائعة، يأتي في مقدمتها الاهتمام بالنظافة، فهم يسلمون المكان المتواجدين فيه أفضل مما كان، وهذا ينطبق عليهم داخل الملعب وخارجه وفي الفندق».

وأضاف «يحرص اللاعبون على جمع المهملات بعد التدريب الناتجة عن تناول العصائر والمياه والمستلزمات الطبية من أرضية الملعب، وجمعها في المكان المخصص لذلك، ولا يقتصر ذلك على لاعب واحد بل كل اللاعبين».

وقال «في أحد التدريبات وجد أحد اللاعبين مكان رش المياه بالملعب مفتوحاً وهو خارج حدود الملعب، فذهب وأغلقه بنفسه ثم عاد ليكمل التدريب في واقعة لم أشاهدها من قبل تحدث في ملاعبنا».

كما أشار الطنيجي إلى أنه عقب خروج المنتخب الياباني كان من الطبيعي أن ينتهي عمله بالبطولة، لكن تم استدعاؤه من قبل اللجنة المنظمة للتواجد مع أحد المنتخبات، ولم يتردد في قبول المهمة وذلك لشعوره بالمسؤولية والفخر لمرافقة مثل هذه المنتخبات».

التعامل مع الإعلام

أكد عضو اللجنة المنظمة خالد النقبي، أنه لاحظ على منتخبات شرق القارة التي أقيمت مبارياتها في ملعب الإمارات احترافية التعامل مع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.

وقال بحكم وجوده في المنطقة الإعلامية «تميز المنتخب الياباني على وجه الخصوص بوجود مكثف من رجال الإعلام سواء المرئية أو المسموعة في التدريبات أو المباريات، وعقب كل تدريب تجري وسائل الإعلام لقاءات مع اللاعبين والجهاز الفني، فنجد اللاعبين بعد التدريب يتوجهون للمنطقة المخصصة للإعلام ويتحـدثون مع الإعلاميين، ثم يعودون للفريق أو يتوجهون إلى الباص في موعـد محدد وثابت».

وأضاف «تعاني قنواتنا الرياضية في الحصول على حوار من لاعب أو مسؤول عقب المباريات، خصوصاً إذا كان الفريق مهزوماً، وهذا لم اجده مع هذه المنتخبات، وبالتأكيد هذا لا ينطبق على كل فرقنا، ولكن في العديد منها».

تويتر
log/pix