المصير الآسيوي للزعيم في ملعبي «الدوحة» و«القطارة»

‬4 أسباب «فنية» أدت إلى خسارة العيـــن أمام الهلال

إسماعيل أحمد يقطع كرة ياسر القحطاني. أ.ف.ب

بات فريق العين في وضع صعب ربما يعرقل آماله في بلوغ الدور الثاني من دوري أبطال آسيا لكرة القدم، ضمن المجموعة الرابعة، إثر خسارته أول من أمس من مضيفه الهلال السعودي صفر/‬2، ليضع نفسه في موقف حرج قبل الجولة الأخيرة من مرحلة المجموعات، إذ سينتظر خسارة الفريق السعودي من الريان القطري، على أن يخدم نفسه أمام الاستقلال الايراني بالقطارة بفارق جيد من الأهداف، علما بأن الأخير ضمن العبور إلى الدور المقبل بفوزه في الجولة ذاتها على الفريق القطري.

وبدا واضحا أن أربعة أسباب قادت العين إلى الخسارة غير المتوقعة في ملعب الملز بالعاصمة السعودية الرياض، حيث بدا أنه اهتز أمام اللاعبين على نحو ما كانت ترجو الجماهير السعودية قبل المباراة، لدرجة أن لاعبي العين بدوا غرباء في الملعب، فلم يتمكنوا من التجاسر أمام الهلاليين، حيث تنحصر الاسباب في الأخطاء الفنية وخيارات المدرب الروماني أولاريو كوزمين والارتباك الدفاعي وغياب التركيز والفشل في استغلال الفرص التي أتيحت للاعبين أمام المرمى السعودي، خصوصا من المهاجمين، الغاني أسامواه جيان والاسترالي أليكس بروسكي، علما بأن الأخير بالذات حصل على فرصة ممتازة لالتقاط أنفاسه قبل لقاء الهلال، بغيابه عن الجولة الماضية بالدوري أمام دبي، حتى يكون في جاهزيته المطلوبة في السعودية.

كوزمين: بدايتنا أمام الهلال كانت ضعيفة

أبدى المدير الفني للعين الروماني كوزمين أولاريو في المؤتمر الصحافي الذي أعقب مباراة فريقه أمام الهلال السعودي، «أسفه وحزنه على الخسارة التي تعرض لها فريقه في العاصمة السعودية الرياض»، مشيراً إلى أن «العين المتوج بلقب دوري المحترفين قبل أربعة أيام بدا متأثراً بالفوز، الأمر الذي انعكس سلباً على مردوده في الميدان».

وتابع: «جاءت بدايتنا في المباراة ضعيفة ولم نظهر قوتنا الحقيقية، وكان هناك بعض التراخي في الأداء، ما سهل مهمة الهلال في تسجيل الهدف الأول، الذي شاهدناه أكثر من مرة، وتدربنا على الأسلوب الذي يوقف تلك الطريقة التي تقود الهلال إلى مرمى الخصوم، ولم نستطع تجميع قوانا مع مرور الوقت حتى استقبلنا الهدف الثاني».

وأضاف «في الشوط الثاني كانت هناك أفضلية نسبية للعين، غير أننا لم ننجح في استثمار الفرص التي تسنت لنا أمام مرمى أصحاب الأرضَ، ومن ثم بدت على الفريق أعراض الخسارة، وفي اعتقادي أن الهلال كان الفريق الأفضل الذي استحق الفوز بنتيجة المباراة، وأتمنى له التوفيق في المرحلة المقبلة».

وقال «لاتزال أمامنا استحقاقات مهمة خلال الفترة المتبقية من الموسم الحالي، متمثلة في المنافسة على لقب بطولة كأس رئيس الدولة، وينبغي علينا الاستفادة من تجربة اليوم رغم أنها كانت قاسية، كونها كشفت لنا جوانب مهمة، ومن المؤكد أن الفريق تنقصه بعض الأمور، وعموماً هناك عدد من اللاعبين لم يكونوا في يومهم خلال مباراتنا أمام الهلال، ولكن تلك هي كرة القدم دائماً تفرض على من يمارسها ظروفاً، ينبغي عليه تجاوزها والتعلم منها».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/04/02-27895123.jpg

وعلى الرغم أن المدرب كوزمين هو العارف الوحيد بجاهزية اللاعبين قبل المباريات، إلا أن اشراك حارس المرمى محمود الماس ضمن التشكيل الأساسي أمام الهلال رغم أن الأخير غاب عن صفوف فريقه بداعي الاصابة التي تعرض لها في لقاء الريان في الجولة الرابعة من البطولة القارية، واستعان بالحارس عبدالله سلطان، ليزج به في مباراتي اتحاد كلباء ودبي بالدوري، فكان بارعا والأقرب عمليا للمشاركة أمام الهلال استنادا إلى جاهزيته البدنية والنفسية.

كما ترك كوزمين المهام الدفاعية في منطقة الوسط لمواطنه ميريل رادوي وهذا الشيء لا يتجاوز اطار المنطق، لكن وجود اللاعب محمد عبدالرحمن والاحتفاظ بخدمات القائد العيناوي هلال سعيد على دكة البدلاء، في مواجهة من العيار الثقيل وخارج ملعب العين أمام الهلال السعودي، أمر يدعو للتساؤل عن التكتيك الذي قصده العراب العيناوي، خصوصا أن الواقع كان يفرض عليه الالتزام بتكتيك صارم أمام الهلاليين، بسبب رغبتهم في الثأر للخسارة العريضة بالقطارة في جولة الذهاب ‬1/‬3، وعدم الدخول في الحسابات المعقدة للتأهل، قبل أن يستدرك الخطأ ويستعين باللاعب سعيد في الحصة الثانية من اللقاء بدلا من إيكوكو.

غياب القائد

وربما ستكون الامور افضل لو زج كوزمين باللاعبين هلال سعيد ورادوي ومحمد عبدالرحمن في منطقة الوسط، والاحتفاظ باللاعب الإن هذا الوضع يعني سد المنافذ أمام السعوديين لتهديد مرمى الماس، على نحوما حدث في الهدف الأول، حيث اختار اللاعب سالم الدوسري الوقت والمكان للتسديد على المرمى برجله اليمنى وليست اليسرى التي يجيدها، من دون أي مضايقة تذكر على الرغم من الكثافة الكبيرة للاعبي العين، ثم حدث الشيء ذاته في الهدف الثاني عن طريق البرازيلي ويسلي الذي وجد نفسه وجها لوجه أمام الماس فركن الكرة من فوقه بسهولة من دون أي مضايقة.

وعلى المستوى الدفاعي، شاهدنا الثنائي إسماعيل أحمد وفارس جمعة، لم يحسنا الظهور الجيد في الجولة الرابعة أمام الريان القطري، ما سمح بأخطاء فادحة أدت إلى الخسارة في الوقت القاتل من اللقاء.

وفي هذا الاطار تحديدا، خالف كوزمين معظم التوقعات التي كانت تشير إلى احتمال زجه بالمدافع القوي مهند العنزي في وسط الدفاع، وأيضا فوزي فايز بدلا من محمد أحمد، الذي بدا منهكا بالمشاركات المتواصلة في المباريات الماضية، لدرجة أن السعوديين طالبوا قبل المباراة باستغلال الضعف الواضح للعين في الجهة اليمنى من الملعب وحراسة المرمى في برامج رياضية على القنوات الفضائية السعودية.

بروسكي وجيان

وفي اطار الظهور غير الجيد للاعبي العين، عدا اللاعب عمر عبدالرحمن الذي حاول كثيرا تهيئة الفرص أمام المهاجمين، بدا أن هداف الدوري المحلي برصيد ‬28 هدفا، واللاعب البارز في الجولة الماضية من الدوري أمام دبي، الغاني أسامواه جيان، خارج أجواء اللقاء، فلم يشكل أي تهديد جدي على السعوديين سوى في محاولتين خلال شوطي اللقاء واستسلم للرقابة التي فرضت عليه من المدافع ماجد المرشدي، بيـنما كـان بروسـكي نجـم لقاء الذهاب مع الهلال بالقطارة سلبيا للغاية، فأهدر فرصة لا تعـوض أمـام السديري في مستهل الشوط الثاني، حيث كان من الممكن أن يغير كثيرا في الميدان وتؤدي إلى واقع مغاير، خصوصا أن السعوديين تراجعوا كثيرا وتعرضوا لسيناريو غير متوقع إثر اصابة المهاجم الدولي ياسر القحطاني.

ويفرض الواقع الذي بدا عليه الزعيم في ملعب الملز معنى التهيئة النفسية للاعبين قبل اللقاء، إذ إن الظروف التي رافقت العين بمعنويات تتويجه باللقب كانت أدعى إلى الأداء القوي أمام الهلال وليس العكس، كما عبر عن ذلك المدرب كوزمين في المؤتمر الصحافي بعد المباراة، إذ قال إن «الفوز بالدوري ربما أثر في تركيز اللاعبين».

وبعيدا عن الواقع، الذي كان حاضرا في الرياض، وتداعياته على العين في البطولة القارية، ينبغي الأخذ في الحسبان جميع الاحتمالات التي يمكن أن تحدث في الدوحة للهلاليين، وأهمية تجاوز الأخطاء أمام الفريق الايراني الذي سيخوض لقاء القطارة دون أي ضغوط.


زالاتكو: حققنا المطلوب

أكد مدرب الهلال السعودي الكرواتي زالاتكو أن «لاعبي فريقه نجحوا في تنفيذ تعليماته الفنية على نحو دقيق، وبدأوا المواجهة بقوة، واستطاعوا أن يحرزوا هدف السبق في وقت مبكر».

وعزا زالاتكو عدم استحواذ فريقه على مجريات اللعب خلال بعض فترات المواجهة، إلى صعوبة الضغط على الخصم في ملعبه طيلة المباراة، مؤكداً أن المواجهة كانت جيدة وقوية من جانب الفريقين.

وعبر مدرب الهلال عن بالغ تقديره لجماهير النادي التي قامت بدور مؤثر في دعم الفريق خلال مواجهة العين، موضحاً أن الهلال نجح في فرض أسلوبه وحقق أهدافه المرجوة من المباراة. ورداً على سؤال حول اعتماده على ياسر القحطاني رغم عدم جاهزيته، قال «لم يكن اللاعب جاهزاً بنسبة ‬100٪ لما دفعت به أساسياً في مباراة العين المصيرية، ولن أذيع سراً إن قلت لكم إنني كنت بأمس الحاجة لياسر في المباراة لأنه المدرب المساعد داخل الملعب، كونه قائد الفريق».

وحول اعتراضه على القرارات التحكيمية خلال المباراة، رغم الأفضلية الميدانية لفريقه على الأرض، قال «لدي ثلاث سنوات بالمملكة العربية السعودية، ولم يسبق لي أن سجلت حالة خارج نطاق الروح الرياضية، ولا أملك تعليقاً على التساؤل».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/04/02-37895123.jpg

تويتر
log/pix