الموسم المُنصرم شهد مشاركة ‬21 لاعباً

رياضيون: اللاعب الآسيوي عـــبء فني ومالي على أندية المحترفين

لاعب الأهلي يوسف محمد خدم الأهلي في الدفاع. تصوير: أسامة أبوغانم

دعا رياضيون، إلى إلغاء انتداب اللاعب الآسيوي للدوري الإماراتي، وتقليص عدد الأجانب من أربعة الى ثلاثة لاعبين فقط، لإرهاقه ميزانيات الأندية، من دون فائدة فنية، استخدمت الأندية الـ‬14 المشاركة في دوري المحترفين الموسم المنصرم ‬21 لاعباً آسيوياً شاركوا للمرة الأولى. وكانت لجنة دوري المحترفين قد فعلت قاعدة «‬3+‬1» الموسم قبل الماضي، بناء على قرار تم اتخاذه في الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، وهي تعني ضم النادي اربع لاعبين أجانب شرط ان يكون احدهم آسيوياً تماشياً مع قرار الاتحاد الآسيوي الذي يحث على تشجيع الاحتراف للاعبي القارة. لكنّ الرياضيين شددوا على ان اللاعب الآسيوي، لم يكن له جود مؤثر خلال الموسم المنصرم من دوري المحترفين، ما دفع بعض الأندية لطلب التغير خلال فترة الانتقالات الشتوية. واستبدلت أندية الظفرة والنصر والوصل ودبا الفجيرة وعجمان، لاعبها الآسيوي في أكثر من مناسبة، فيما تفوق الوحدة على بقية الأندية، واستبدل اللاعب الآسيوي في ثلاث مناسبات، لكن احتفظت بلاعبيها الاسيويين لفائدتهم، أندية العين «الاسترالي اليكس بروسكي» والاهلي «اللبناني يوسف محمد» والجزيرة «الكوري هيونغ مين شين» والشباب «الاوزبكي حيدروف»، فضلاً عن الشعب وبني ياس ودبي، واتحاد كلباء. وأكد الرياضيون، أن الآسيوي ليس أفضل من اللاعبين المواطنين، خصوصاً أن اللاعبين المميزين أصبحوا موجودين في شرق القارة، والتعاقد معهم أصبح باهظ التكاليف، مشددين على أن استمرار قرار الأجانب الأربعة سيضر بمصلحة المنتخب الوطني، في ظل احجام الفرصة عن النجوم المحليين، للاعبين دون المستوى على حد وصفهم.

خسائر على الأندية

تقليل الأجانب مسؤولية الأندية

أكد عضو لجنة دوري المحترفين، محمد سعيد النعيمي، أن قرار تقليل عدد اللاعبين الأجانب أمر يخص الأندية، واذا كان لها أي توجه في هذا الخصوص، فيجب أن يتم ذلك من خلال الجمعية العمومية. وقال «لجنة دوري المحترفين لا تتخذ قراراتها بشكل فردي، لكن ما يتم التصديق عليه من خلال الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، هو ما يتم تنفيذه، وبالتالي فإن قرار تقليص اللاعبين الأجانب أو الغاء اللاعب الآسيوي، ليس من صلاحيات اللجنة».

أكد مدرب العين السابق، عبدالحميد المستكي، أنه «بات من الصعوبة أن تتعاقد الأندية مع لاعب اسيوي رفيع المستوى في ظل ندرة المواهب في اسيا، أو ارتفاع تكاليف التعاقد مع لاعب جيد»، وقال «بصراحة كرة القدم الحقيقية أصبحت في شرق القارة، واللعبة قد تحولت في دول مثل كوريا الجنوبية واليابان الى صناعة محترفة، واللاعبون هناك يحصلون على رواتب أعلى مما سيحصلون عليها هنا في الامارات، وبالتالي فإنهم اذا لم يحترفو في أوروبا فالأغلبية تُفضل البقاء في دولها»، مضيفاً «في السابق كانت انديتنا تعتمد على اللاعب الايراني، باعتباره الأنسب فنياً ومالياً، لكن المشهد الآن تغير بعدما فشلت الكرة الايرانية في تقديم أسماء جديدة مميزة، فالأبرز لديهم قد تخطي الـ‬30 عاماً، وبالتالي لم تعد هناك جدوى من الانفاق على لاعبين في مراحل متقدمة من العمر». وبين «كل هذه الأمور جعلت من اللاعب الآسيوي عبئا ماليا على الأندية، فليس من المقبول أن نُرهق خزائن الأندية بكل هذه الاموال للصرف على اللاعبين الأجانب والمدربين والأجهزة الفنية والطبية، في تصوري أن الأندية ستجد نفسها بعد سنوات قليلة مضطرة الى تدبير ‬100 مليون درهم في الموسم لتغطية نفقات الفريق الأول لكرة القدم فقط، ومعظم الأندية لا تقوى على ذلك». وتابع «في تصوري اللاعب الآسيوي بات غير مفيد على الصعيد الفني، للدوري الإماراتي، والأفضل أن نمنح الفرصة للاعب المواطن للاستفادة من خلال تقليص عدد الأجانب والاكتفاء بثلاثة لاعبين فقط». وأوضح «كثرة الأجانب في تشكيلة أندية الدوري تضر باللاعبين المواطنين، وينعكس ذلك سلباً على المنتخب الوطني، فليس من المنطق أن يلعب في الدوري الإماراتي أكثر من ثلثي اللاعبين، ونتحدث عن ارتقاء مستوى الأفراد لدينا، صحيح أن الأندية التي ستلعب في اسيا قد تتضرر من خوض المسابقة بثلاثة لاعبين أجانب فقط، لكن على المدى البعيد ستكون الفائدة أكبر بعدما يكتسب لاعبونا خبرات اللعب على مستوى مُتقدم في اسيا». وأكمل عبدالحميد المستكي «للأسف لاحظنا في الموسم الماضي، أن مردود اللاعبين الأجانب، خصوصاً الآسيوي لم يكن على مستوى التطلعات، وتكبدت الأندية خسائر ليست بالقليلة بسبب سوء الاختيار، أو لأن الخيارات المعروضة عليها لم تكن بالمستوى المطلوب وكلها في النهاية خسائر على دورينا».

موقف صعب

قال عضو مجلس ادارة اتحاد الكرة السابق، والمحلل بقناة دبي الرياضية، محمد مطر غراب، ان قرار التعاقد مع اللاعب الآسيوي، أصبح إلزامياً ومفروضاً علينا من الاتحاد الآسيوي، وبالتالي فلا مفر منه، وبين «القرار بات له شقان، الأول متعلق بأمور ادارية تخص الاتحاد الآسيوي، والثاني له علاقة بالمردود الضعيف للاعب الآسيوي الذي يأتي الى دورينا، وبالتالي نحن أصبحنا أمام معادلة يجب أن نحدث لها التوازن بما لا يخلل باللوائح أو يؤثر في مستوى الدوري، وبالتالي فإن المسألة برمتها تقع على عاتق الأندية التي بيدها الاختيار». وتابع «ربما تتغير الصورة في المستقبل بعدما بدأ لاعبو أميركا الجنوبية في التحايل على اللوائح والحصول على جنسيات بعض الدول الآسيوية، هذا الأمر قد يعزز في المستقبل من حظوظ اللاعب الآسيوي، ويغير صورة وجوده في دورينا».

المواطن الأفضل

شدد لاعب المنتخب الوطني ونادي النصر السابقين، خالد اسماعيل، على ضرورة اصدار قرار يلغى استقدام اللاعب الآسيوي، ويقلل من عدد الأجانب في الدوري الإماراتي، وقال «لم يكن الموسم الماضي جيداً بالنسبة للاعب الآسيوي، وقد شاهدنا العديد من حالات التغير بسبب تراجع مستواهم، حتى من أكمل الموسم لم يكن مستواه لافتاً على الإطلاق ومثل عبئاً كبيراً على ميزانيات الأندية». وأضاف «اللاعب الاماراتي بات في مستوى أفضل من اللاعب الآسيوي أو الخليجي الذي احترف في دورينا منذ تطبيق قاعدة ‬3+‬1 وهذا ليس تحيزاً، فمن الافضل أن تتعامل الأندية بشكل أكثر واقعية وبدلاً من أن توجه الاموال إلى صفقات فاشلة عليها أن توجهها الى المواطنين أو الى قطاعات الناشئين». وأكمل «المشكلة التي نعانيها أن الكثير من الأندية تستغل اللوائح بشكل خاطئ، والمهم لديها أن تتعاقد مع أربعة لاعبين أجانب من باب الوجاهة، حتى وان لم تكن في حاجة الى كل هذا العدد أو أنها لم تجد الأفضل، لكنها تصر بشكل ليس له ما يبرره على التعاقد مع كل هذا العدد».

تويتر
log/pix