الأكاديميات «الأزمة والحل» لمشكلات الكرة الإماراتية (3-5)

الإمارات الشماليــة تنـتــج مــواهب.. والأندية الكبيرة «المستفــيد»

صورة

أفرزت أكاديميات كرة القدم في أندية الإمارات الشمالية العديد من نجوم الكرة المتميزين في الملاعب الإماراتية، الذين يشكلون عصب المنتخب الوطني الأول، هؤلاء اللاعبون كانت بدايتهم في أكاديميات أندية صغيرة من حيث الإمكانات، لكنهم لم يستمروا طويلاً في أنديتهم التي تعلموا من خلالها ممارسة كرة القدم، لأسباب كثيرة، وانتقلوا إلى أندية كبيرة تمتلك الكثير من القدرات المادية وعناصر الأغراء، وباتوا نجوماً تقدر أسعارهم بالملايين، من دون أن تستفيد منهم أنديتهم التي قدمتهم للساحة الرياضية، باستثناء الحصول على مبالغ زهيدة جراء انتقالهم إلى أندية كبيرة.

العوضي: أكاديمية الفجيرة رافد للمنتخبات الوطنية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/8ae6c6c54aa0819a014dd9995b45b2e10%20(1).jpg

أكد نائب رئيس مجلس إدارة نادي الفجيرة شريف العوضي، أن أكاديمية نادي الفجيرة تضم العديد من المواهب، ودائماً تغذي المنتخبات الوطنية والفرق الكبرى باللاعبين المميزين، مشيراً إلى أن «هدف فريق الفجيرة كان خلال الفترة الماضية هو الصعود إلى دوري الأضواء، وقد تحقق هذا الأمر، وحالياً نبحث عن الوجود في المراكز الأولى وهذا لن يتحقق إلا بأبناء النادي».

وقال العوضي: «بالفعل فقدنا العديد من اللاعبين الموهوبين بسبب ظروف مختلفة، منها التعليم، أو الإهمال من جانب اللاعبين، ولكن تغيرت الصورة بشكل كامل الآن مع اهتمام مجلس إدارة النادي بمدرسة الكرة وأكاديمية النادي، وتفعيل دورهما المهم في تغذية الفريق الأول باللاعبين المميزين، وبالفعل شهد الموسم الماضي عدداً كبيراً من اللاعبين الصغار أبناء الأكاديمية الذين انضموا للفريق الأول وظهروا بمستوى متميز».

ونفي العوضي أن يكون لأكاديمية نادي الجزيرة، التي توجد في إمارة الفجيرة، أي تأثير في النادي أو على إنتاج المواهب فيه، إذ يزخر النادي بالمواهب الشابة، وستشهد المواسم المقبلة نتائج أفضل بعد أن أصبح اهتمام مجلس الإدارة في مصلحة الدفع بأبناء النادي.

الحوسني: الصورة ليست قاتمة في عجمان

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/8ae6c6c54aa0819a014dd9995b45b2e10%20(2).jpg

أكد عضو مجلس إدارة نادي عجمان مشرف فرق المراحل السنية ومساعد مدرب منتخب الشباب، خالد الحوسني، أن أكاديمية الكرة في أي نادٍ مسؤولة عن إنتاج المواهب، وصقل مواهبها فقط، ومحاولة إيصال أكبر عدد من اللاعبين إلى الفريق الأول، وهذا دليل نجاح أي أكاديمية، بينما مسؤولية الحفاظ على اللاعبين وتوقيع عقود معهم، أمر إداري تتم مناقشته مع مجلس الإدارة واللجنة الفنية المسؤولة عن ذلك.

وقال الحوسني لـ«الإمارات اليوم»: «نجحت أكاديمية كرة القدم بنادي عجمان في تقديم العديد من المواهب، سواء للمنتخبات الوطنية أو للفريق الأول، وعلى مدار سنوات كانت الأكاديمية منتجاً دائماً للاعبين، لكن دائماً ما يكون لاعب كرة القدم في بداية حياته متعطشاً للعب، ويريد الوجود بسرعة في الفريق الأول، وهذه المسألة ليست متعلقة بأكاديمية الكرة، لكن بمدرب الفريق الأول».

وأضاف: «دائماً ما تغذي أكاديمية النادي الفريق الأول والمنتخبات بالعديد من اللاعبين بداية من لاعب فريق عجمان والعين السابق، سالم جوهر، وحتى الآن، ومنهم لاعب النصر أحمد إبراهيم، ولاعب عجمان والجزيرة صالح بشير، وغيرهم».

وعدد خالد الحوسني كم المواهب الموجودة في أكاديمية النادي حالياً، مشيراً إلى أن الصورة ليست قاتمة في عجمان، رغم هبوط الفريق الأول إلى دوري الدرجة الأولى، إلا أن النادي يضم عدداً كبيراً من اللاعبين المميزين القادرين على قيادة الفريق خلال السنوات المقبلة لو تم الحفاظ عليهم وإعطاؤهم فرصة الوجود بين الكبار، مثل بدر جاسم، وعبدالله عبدالعزيز، وحميد جمال، ومحمد الحمادي، وعبدالله أحمد راكان.

وأشار إلى أن عدداً من خريجي الأكاديمية موجودون حالياً مع الفريق الأول، مثل علي خميس، وجاسم علي، ومحمد يعقوب، إضافة إلى لاعب الوحدة الحالي عبدالله الجمحي، وهو من خريجي أكاديمية نادي عجمان، وخلفان مبارك، كابتن منتخب الإمارات الأولمبي ولاعب الأهلي والجزيرة، وهو أيضاً من خريجي أكاديمية النادي.

وكانت إحصائية «الإمارات اليوم»، قد كشفت عن وجود 18 لاعباً من أكاديميات أندية الإمارات الشمالية في قوائم المنتخبات الوطنية، بداية من منتخب الناشئين وحتى المنتخب الأولمبي، بجانب وجود عدد كبير من أبناء أكاديميات الإمارات الشمالية، في صفوف المنتخب الأول.

ويأتي نادي الشعب في مقدمة هذه الأندية المغذية للمنتخبات، بواقع خمسة لاعبين، اثنان منهم في منتخب الناشئين مواليد 98، ولاعب في منتخب الناشئين مواليد 2000، ولاعبان في منتخب الشباب مواليد 95، ويأتي في المركز الثاني اتحاد كلباء بأربعة لاعبين، بواقع لاعب في منتخب 98 ولاعبين في منتخب 2000 ولاعب في منتخب الشباب 97.

وتأتي أندية عجمان والفجيرة في المركز الثالث، بواقع ثلاثة لاعبين في المنتخبات الوطنية، ثم نادي الإمارات بلاعبين فقط، ثم رأس الخيمة بلاعب، إضافة إلى وجود لاعب من نادي الظفرة في المنتخب الأولمبي، كما يملك نادي دبي ثلاثة لاعبين في المنتخبات الوطنية أيضاً.

وبالنظر إلى المنتخب الأول نجد أنه يضم أكثر من لاعب من خريجي هذه الأكاديميات، بداية من حارس الأهلي ماجد ناصر، ابن نادي الفجيرة، وحارس الجزيرة علي خصيف، القادم من الفجيرة أيضاً، ولاعب الجزيرة خميس إسماعيل، من فريق الإمارات، ولاعب الجزيرة عبدالله موسى، القادم من الفجيرة، ولاعب العين محمد فوزي، من خريجي نادي كلباء، وغيرهم.

والكثير من لاعبي الكرة الذين تخرجوا في هذه الأكاديميات تركوا أنديتهم، وانتقلوا لأندية أخرى لأسباب كثيرة، وهو الأمر الذي حرم هذه الأكاديميات من المواهب التي وجدت طريقها نحو الانتقال إلى الأندية الأكثر جماهيرية، التي تمتلك قدرات مالية كبيرة وإغراءات متنوعة.

وأكد مشرف أكاديمية نادي اتحاد كلباء، حسين فرج، أن أندية الإمارات الشمالية بشكل عام، ونادي اتحاد كلباء بشكل خاص، تعاني مشكلة عدم توافر الجامعات أو الكليات، وهو الأمر الذي يسهم في انتقال اللاعبين لأندية كبيرة، حتى يجمعوا بين الدراسة واستكمال التعليم، وتعد هذه المشكلة السبب الرئيس لترك اللاعبين لأنديتهم، ويجب أن يكون لاتحاد الكرة دور أكبر في حماية هؤلاء اللاعبين وضمان استمرارهم في أنديتهم من خلال توفير أهم الاحتياجات الخاصة بهم.

وقال حسين فرج، لـ «الإمارات اليوم»: «قد يكون هناك لاعب متميز في النادي، وأنهى دراسته الثانوية، ويبحث عن تكملة مشواره التعليمي خارج الدولة أو في إمارة أخرى، وهنا يأتي ولي أمر اللاعب إلى النادي ويقول ماذا توفرون من أجل اللاعب، وهل بإمكان النادي أن يوفر له جامعة قريبة، وفي الغالب يبحث ولي الأمر عن سفر ابنه إلى الخارج لاستكمال مشواره التعليمي وهنا يخسر النادي والمنتخب لاعباً مميزاً».

وأضاف: «يجب على اتحاد الكرة أن يخاطب أولياء أمور اللاعبين المميزين، والموجودين في المنتخبات الوطنية، من أجل أن يوفر للاعب مبالغ مالية تساعده في استكمال دراسته، وتعد هذه المشكلة أكثر العقبات التي تقف أمام الأندية بشكل عام».

وتابع: «أنجب اتحاد كلباء العديد من المواهب الموجودين حالياً في الملاعب الإماراتية، ومعظمهم تركوا النادي من أجل التوجه لنادي أكبر يؤمّن لهم مستقبلهم الدراسي والرياضي، مثل لاعبي الوصل علي سالمين، ويوسف عبدالله، ولاعب العين محمد فوزي، ولاعبي الوحدة أحمد راشد، وسلطان سيف، إضافة إلى عبدالله راشد، الذي انتقل إلى الجزيرة، وغيرهم من المواهب الكثير».

وقال: «نسعى للحفاظ على اللاعبين المميزين في الأكاديميات، والموجودين في المنتخبات الوطنية، من خلال المكافآت، قبل أن يصلوا إلى سن توقيع العقود الرسمية عند 18 عاماً، وقد كان ذلك يمثل عبئاً مالياً على النادي في الفترة الماضية، ولكن بدأ مجلس الإدارة توفير متطلبات اللاعبين المتميزين الموجودين في فرق المراحل السنية من أجل ضمان استمرارهم، وبدأنا بالفعل مع هداف المنتخب أحمد عامر، وحارس المنتخب أيضاً محمد حسين فرج، وماجد راشد، محمد علي، وأكثر من لاعب مميز في منتخب 12 سنة». وأضاف: «نحتاج إلى إمكانات من أجل الحفاظ على هذا الكم من المواهب حتى لا ينتقلوا إلى أندية أخرى».

وليد الشامسي: الفجيرة واتحاد كلباء أكثر الأندية بيعاً للمواهب

أشار وكيل اللاعبين المعتمد، وليد الشامسي، إلى أن مسألة بيع اللاعبين من الأكاديميات إلى الأندية التي تمتلك قدرات مالية كبيرة، أمر نسبي يختلف من نادٍ إلى آخر، لكن يبقى عدد من الأندية مصدراً للمواهب الإماراتية، وتهدف دائماً إلى بيع اللاعبين من أجل الإنفاق على الفريق الأول، ويأتي في مقدمة هذه الأندية الفجيرة واتحاد كلباء ثم الإمارات، وهذه الأندية صدّرت الفترة الأخيرة عدداً كبيراً من اللاعبين الموهوبين للمنتخبات الوطنية.

وقال الشامسي: «هناك أندية تنتج لاعبين من أجل بيعهم والاستفادة من العائد المادي في الصرف على اللاعبين الأجانب والفريق الأول، وتنجح الأندية في ذلك على مستوى الدرجة الأولى بشكل كبير، وتتمكن من الصعود إلى دوري المحترفين، ولكن لا تستطيع الاستمرار، فتعود مرة أخرى إلى الهواة، ونادي اتحاد كلباء أكبر مثل في هذا الجزء من حيث إنتاج اللاعبين وبيعهم».

وأكد الشامسي أنه طلب من دبا الفجيرة شراء أبرز لاعبين لديه، خلال الفترة الأخيرة، لأحد الأندية، مقابل مليوني درهم، لكن النادي رفض، كما أشار إلى أن هناك عدداً من الأندية تشتري لاعبين وتنهي مستقبلهم بعدم الدفع بهم في الفريق الأول.

وحدد الشامسي أسعار بعض نجوم كرة القدم في السوق المحلية، الذين انتقلوا من الإمارات الشمالية إلى أندية كبيرة، مثل لاعب الجزيرة عبدالله موسى الذي تخرج في أكاديمية الفجيرة، ويقدر ثمنه الحالي بثلاثة ملايين درهم، ولاعب الأهلي وليد عنبر بدأ في فريق الإمارات واشتراه الأهلي بـ10 ملايين درهم، وأحمد خميس الذي انتقل من الفجيرة إلى الأهلي ثم الشارقة بثمانية ملايين درهم، ومحمد فوزي الذي انتقل من اتحاد كلباء إلى بني ياس ثم العين بـ10 ملايين درهم، وماجد ناصر من الفجيرة إلى الوصل ثم الأهلي بـ20 مليون درهم، وخميس إسماعيل من الإمارات إلى الجزيرة بـ16 مليون درهم، وعلي خصيف من الفجيرة إلى الجزيرة بـ25 مليون درهم، ومانع محمد من دبا الفجيرة إلى الشباب، ويقدر ثمنه الحالي بثلاثة ملايين درهم، وهلال سعيد من الفجيرة إلى العين بسبعة ملايين درهم ثم من العين إلى النصر بـ2.5 مليون، ومحمد البيرق من اتحاد كلباء إلى العين بـ14 مليون درهم.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر