دراسة فنية تُرجع الظاهرة إلى قلة التركيز والانسجام بين المدافعين

أهداف «الضربات الثابتة» في الدوري فاقت مونديال البرازيل

النسخة الماضية من دوري الخليج العربي شهدت أهدافاً مؤثرة من ضربات ثابتة. الإمارات اليوم

أظهرت دراسة تحليلية فنية عن دوري الخليج العربي لكرة القدم للموسم الكروي المنصرم 2014-2015 في كتاب خاص أصدرته الإدارة الفنية في اتحاد كرة القدم، أمس، العديد من الحقائق والأرقام الفنية عن الدوري الإماراتي، من بينها نسبة الأهداف المسجلة من الكرات الثابتة في الدوري المنصرم، والتي فاقت مثيلاتها في كأس العالم، وفي الدوريات الأوروبية العام الماضي، إذ بلغت 35%، بينما في مونديال البرازيل 2014 والمسابقات الأوروبية 28%، لافتة الى أن هذا الأمر يشير إلى كثرة أخطاء المدافعين بسبب قلة التركيز والانسجام بين المدافعين، خصوصاً بالقرب من منطقة الجزاء أو في داخلها.

15 مدرباً شاركوا في الدراسة

أكد مدير الإدارة الفنية، بالحسن ملوش، لـ«الإمارات اليوم» أنهم اعتمدوا في هذه الدراسة على نموذج وآلية تحليل المباريات من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مشيراً إلى أن هناك فريق عمل ضم 15 مدرباً، من بينهم مدير إدارة التدريب والأكاديميات في اتحاد الكرة، راشد عامر، شارك في إعداد هذه الدراسة، لافتاً الى أن هذه الدراسة بدأت منذ بداية الموسم الماضي وحتى نهايته، مشيراً الى أن كل مدرب من أعضاء الفريق حُددت له مباريات معينة في الدوري يقوم بحضورها ورصدها وتحليلها وفقاً لنموذج التحليل من قبل «الفيفا».

وتناول الكتاب الموسع، الذي صدر في 131 صفحة، بالتحليل والدراسة المعمقة والنتائج والأرقام والاحصاءات، كل ما يتعلق بالموسم الماضي من دوري الخليج العربي، ونقاط الضعف والقوة في صفوف كل فريق من الفرق الـ14 المشاركة في المسابقة، بجانب احصاءات عن كل لاعب.

وأشار التحليل، الذي شارك في إعداده فريق عمل يضم 15 مدرباً، ويعد الأول من نوعه في الدوري الإماراتي، الى أن هناك انخفاضاً في نسبة التهديف عن طريق الهجمات السريعة التي تتطلب الضغط العالي على المنافس واسترجاع الكرة في مناطقه، إذ لم تبلغ سوى 11.56%، في حين أنها وصلت إلى 16% بكأس العالم الاخيرة، وأظهرت كذلك أن معدل الوقت الفعلي للمباريات في الدوري بشكل عام، ومن خلال نموذج شمل 28 مباراة، وصل إلى 49 دقيقة، أي نحو 50% من الوقت الإجمالي، بينما الاحصاءات العالمية تشير إلى معدل 60 دقيقة من مجمل توقيت المباراة، أي نحو 75% من الوقت الإجمالي، وأشارت كذلك الى أن هذا الفارق لا يعود الى عامل الطقس فقط، نظراً لكون أن شهر مايو سجل أعلى وقت فعلي بلغ 59 دقيقة، فيما شهد نوفمبر أدنى وقت «42» دقيقة.

وتضمنت الدراسة العديد من المقترحات لتطوير المستوى الفني للمسابقة، من بينها الانضباط الدفاعي والانسجام أكثر والانتباه للضربات الثانية، كون أن نسبة 34% من الاهداف نتجت عن طريق الضربات الثابتة، فضلاً عن ضرورة الاهتمام بالفئات العمرية، وتحسين دوري الدرجة الأولى، وتنمية ثقافة الاحتراف عند اللاعبين، بجانب التاكيد على ضرورة عدم اضاعة الوقت اثناء المباريات سواء من قبل اللاعبين أو المدربين أو الحكام.

وقال رئيس اتحاد الكرة، يوسف يعقوب السركال، بهذه المناسبة: «أشكر فريق العمل على هذا المجهود واستجابتهم السريعة لإعداد هذا التحليل الذي يصب في تطوير كرة القدم الإماراتية، والوصول بها إلى العالمية، حيث يمثل مثل هذا المجهود أحد الأهداف الأساسية لاستراتيجية اتحاد كرة القدم، ولبلوغ هذا الهدف وجب العمل المتواصل على تطوير جميع العناصر المتداخلة في هذه الرياضة بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية بدايةً من اللاعب والنادي والمدرب والإداري والحكم، وذلك وفقاً لأسس علمية ورياضية وفنية وتحليلية».

وأضاف في تصريحات صحافية «عملية التحليل الفني تمثل ركيزةً أساسية لتطوير كرة القدم، لهذا كان اهتمامنا بهذه الناحية كبيراً وعميقاً، لرغبتنا في قياس مدى تطور كرة القدم الإماراتية، مقارنةً بالبطولات العالمية والمسابقات القارية المهمة».

تويتر