رياضيون: مؤتمر دبي يلامس قضايا الرياضة الإماراتية والخليجية

جلسة «التحكيم في كرة القدم» حظيت باهتمام الحضور في مؤتمر دبي بحضور الحكمين الموندياليين السابقين كولينا وعلي بوجسيم. تصوير: باتريك كاستيلو

 أكد رياضيون أن مؤتمر دبي الرياضي الدولي العاشر، واصل مسيرة تطوير الرياضة، وكرة القدم على وجه الخصوص، مشيرين إلى أنه يلامس القضايا التي تعيشها المنطقة، ويبحث دائماً عن حلها من خلال استضافة نخبة من أفضل الخبراء على مستوى العالم، وعرض النماذج الناجحة، التي من الممكن الاستفادة منها، بما يصب في مصلحة الرياضة الإماراتية والخليجية.
وقال عضو اللجنة التنفيذية رئيس لجنة التسويق بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، د.حافظ المدلج، لـ«الإمارات اليوم» إن «مؤتمر دبي للاحتراف يلامس الواقع الذي تعيشه الكرة الإماراتية، والخليجية بصفة عامة، وعلى سبيل المثال نجد أن النسخة العاشرة من المؤتمر تعرض قضيتين في غاية الأهمية، هما التحكيم، وكيفية حفاظ نجوم اللعبة على موقعهم تحت الأضواء».
وأضاف «شاهدنا في آخر جولتين بدوري الخليج العربي، سخونة اتسمت بها المباريات، خصوصاً على مستوى التحكيم، وشكاوى الأندية من القرارات التحكيمية، والأمر نفسه حدث في الدوري السعودي، لذلك فإن وجود شخصيات كبيرة على مستوى التحكيم العالمي في المؤتمر، بقيمة الإيطالي بيرلويجي كولينا، والإماراتي علي بوجسيم، والأوزبكي رافشان إيرماتوف، فرصة مميزة للاستفادة من خبراتهم، في علاج المشكلات التي نواجهها على المستوى التحكيمي».

وأشار المدلج إلى أن «أبرز الجلسات التي يعرضها مؤتمر دبي، تلك التي تشهد حديث الإنجليزي فرانك لمبارد، والإيطالي أندريا بيرلو، عن مشوارهما مع كرة القدم، واستمرارهما في موقع النجومية، رغم أنهما على مشارف الـ40 من عمرهما، وهو ما يعد درساً لنجوم الكرة الخليجية، الذين نجد أغلبهم لا يعلمون كيفية الاستفادة من نجوميتهم، وأن يستمروا على هذه الوضعية لفترة طويلة».
وتابع: «للأسف، العديد من النجوم الخليجيين يهدرون الفرصة التي تتاح لهم، ولا يحافظون عليها لأكبر فترة ممكنة، ما يؤكد أن هناك خللاً تجب معالجته، وأن الوصول إلى النجومية يعد مسؤولية بالنسبة للاعب، وعليه أن يستفيد منها ويدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه».

لوم الاحتراف

من جهته، أكد مدير إدارة الاحتراف في النادي الأهلي، د.موسى عباس، أنه «بعد مرور 10 سنوات على انطلاق مؤتمر دبي الدولي، لم يعد مقبولاً أن نلقي باللوم على الاحتراف في ظهور بعض السلبيات، وإنما يجب أن نلوم أنفسنا لأن العيب فينا».

وقال لـ«الإمارات اليوم» إن «مؤتمر دبي الدولي يعد فرصة ممتازة للاستفادة من الشخصيات الكبيرة، والمرموقة في عالم الرياضة، لم يملكوا خبرة في هذا المجال، وبعد مرور 10 سنوات على انطلاق المؤتمر، بات علينا أن نصل إلى مرحلة متقدمة في مجال الاحتراف، تتناسب مع هذه السنوات التي مرت، ونحن نستقي هذه الخبرات».
وأضاف: «يجب ألا نلوم الاحتراف بخصوص السلبيات التي تحدث، وإنما نلوم أنفسنا نحن، كمسؤولين وقيادات، والعناصر المنتمية إلى لعبة كرة القدم، وذلك في عدم تطبيق الاحتراف كما يجب».
وتابع: «الاحتراف ليس اختراعاً جديداً وإنما هو عبارة عن عمل ومنهج وفكر يسير بدقة، ودورنا نحن يتلخص في كيفية التنفيذ، والاستفادة من مثل هذه المؤتمرات، والشخصيات الكبيرة الموجودة فيه». وأكمل: «للأسف إذا تم طرد لاعب خلال مباراة نرجع الخلل إلى الاحتراف، وأي أمور سلبية، وتخرج أصوات مؤكدة أن الأوضاع قبل الاحتراف كانت أفضل، وأننا لم نستفِد من الاحتراف بالصورة المطلوبة».

وتحدث عباس عن أهمية الدور الذي يقع على عاتق المسؤولين في تنفيذ الاحتراف كما ينبغي، مشيراً إلى أن الندوات والمؤتمرات، التي يتم عقدها بهذا الخصوص، يجب أن نخرج منها باستفادة كاملة، خصوصاً أمام التحديات الكبيرة التي تنتظرنا على الأصعدة كافة.
وعن الأزمة التحكيمية وشكوى الأندية هذا الموسم من التحكيم، أقيمت ندوة عن التحكيم بحضور الحكم المونديالي، علي بوجسيم، وأفضل حكم في العالم الإيطالي بيرلويجي كولينا، وأفضل حكم في آسيا الأوزبكي رافشان إيرماتوف، وكيفية الاستفادة من هذا الحضور التحكيمي المميز، قال: «أعتقد أن وجود عمالقة التحكيم، على مستوى العالم، يحتم على مسؤولي الصافرة الإماراتية في الدولة حضور المؤتمر، والاستفادة من هذه الآراء التي تمثل النخبة، ويجب أن نعلم أنه حتى في ظل تنظيم العديد من الندوات والمؤتمرات الخاصة بمجال التحكيم، لا نستطيع أن نمنع وقوع أخطاء الحكام، وفي الوقت نفسه لا نطالب بذلك، وإنما نحاول التقليل من هذه الأخطاء، حتى لا تقلل من متعة لعبة كرة القدم».

إضافة كبيرة

بدوره، قال مسؤول الاحتراف وقطاع الناشئين بالنادي الأهلي، عضو اللجنة الفنية لاتحاد الكرة، محمد مطر غراب، إن «مؤتمر دبي الدولي أضاف الكثير للكرة الإماراتية، وأنه بات علامة تجارية لدولة الإمارات وإمارة دبي، ويخدم تطبيق الاحتراف في شتى الجوانب».

وأضاف لـ«الإمارات اليوم»: «إننا أصبحنا مرتبطين بإقامة مؤتمر دبي الدولي في كل موسم، خصوصاً مع وجود شخصيات لها باع كبير في مجال الاحتراف، ومع السنوات المتتالية للمؤتمر خطت الإمارات خطوات عملاقة في مجال الاحتراف، ولاشك أن الوضع الحالي بات أفضل من الماضي».

وعن الشكوى المتكررة من العديد من الأندية بخصوص التحكيم في الموسم الجاري، وإقامة ندوة بحضور كولينا، وعلي بوجسيم، ورافشان إيرماتوف، وكيفية الاستفادة من خبراتهم، قال: «الاستفادة من هذه الشخصيات، والحلول للمشكلات التحكيمية، يجب أن تأتي من داخل بيت التحكيم، ومعرفة المشكلات التي يواجهها التحكيم من جميع النواحي، سواء الضغط الجماهيري أو الأندية، ومن الملاعب التي تقام فيها المباريات، ودراسة هذه المشكلات».

وأضاف: «هناك العديد من المشكلات غير المعلنة بالنسبة للحكام، لذلك الحل يأتي من داخل القائمين على المجال نفسه، إذ يجب أن يكونوا شفافين في التعامل مع المشكلات، حتى نصل إلى المستوى المطلوب الذي ينتظره الجميع».

تويتر