سالم عبدالرحمن: اتحاد الشطرنج كافأني على إنجازاتي بتقليص راتبي إلى 2000 درهم

كشف لاعب الشطرنج الدولي، سالم عبدالرحمن، عن أنه يعاني مشكلات عدة، قبل مشاركته في بطولة العالم للشطرنج السريع والخاطف، التي ستقام في قطر الشهر المقبل.

وقال اللاعب، لـ«الإمارات اليوم»، إنه يتدرب حالياً من دون مدرب للمنتخب الوطني، أو معسكر تحضيري لتلك البطولة، التي يطمح فيها إلى الحصول على مركز متقدم بين أذكياء العالم.

وشدد البطل الإماراتي على ندمه لترك دراسته في كلية الهندسة، من أجل تحقيق إنجازات عالمية للرياضة الإماراتية في المحافل الدولية، لافتاً إلى أن تلك التضحيات قوبلت بعدم تقدير مادي على حد قوله، معتبراً أن تقليص راتبه الشهري إلى 2000 درهم قتل الطموح بداخله، ليس من أجل المال، وإنما للتقدير الذي يفترض أن يحظى به، بعدما بات أول لاعب محلي يدخل ضمن قائمة أفضل 100 لاعب عالمياً.

وتحدث سالم عبدالرحمن عن غيره من الموضوعات الأخرى.. وتالياً نص الحوار:

■ما تحضيراتك لبطولة العالم في قطر الشهر المقبل؟

تحضيرات عادية بالتأكيد، كنت أتمنى أن تكون أفضل مما هي عليه، لكنني سأحاول على الأقل تحقيق النتائج نفسها التي حققتها في بطولة العالم الأخيرة، حينما كنت ضمن أفضل 20 لاعباً، رغم أن طموحي كان أكثر من ذلك.

■هل من مشكلات اعترضت تحضيراتك لتلك البطولة؟

- مشكلات عدة، أبرزها أن المنتخب الوطني بلا مدرب حالياً منذ أربعة أشهر، وقد طلب مني مسؤولون في اتحاد الشطرنج، ترشيح مدرب لتولي المهمة، وبالفعل أقنعت مدرب روسي عالمي بتولي المسؤولية بالامتيازات نفسها التي طلبها الاتحاد، لكنهم في الأخير لم يتعاقدوا معه، فضلاً عن أن الاتحاد لم يوفر لي المعسكر الذي طلبته مع المصنف الثاني عالمياً، الهنغاري ليكوبتر، واليوم أتدرب بشكل منفرد، ومن دون أي دعم سوى من نادي الشارقة.

■هل لك مشكلات مع اتحاد الشطرنج؟

- لا توجد لي أي مشكلات على الصعيد الشخصي، لكنها أمور متعلقة بسياسة العمل، والتي أرى أنها تعوق طموحاتي، وما ضحيت به من أجل اللعبة ورفع علم الدولة، لقد ضحيت بسنتين دراسيتين من عمري، كي أواصل مسيرتي مع لعبة الشطرنج، إذ انتقلت من دراسة الهندسة إلى كلية التقنية، واليوم أنا ضمن أفضل 100 لاعب في العالم، وحققت إنجازات لم يحققها لاعب غيري، واليوم أجد الاتحاد بعد كل هذه الإنجازات يُعطيني ظهره.

■اكشف لنا ما حدث؟

- لقد منحوني في البداية 10 آلاف درهم راتباً شهرياً، مع الوعد بأن هذا المبلغ سيكون مبدئياً، وبتوفير راعٍ لمشاركاتي الدولية، وراعٍ لدراستي، لكنهم لم يوفوا بالوعدين الأخيرين، وحتى الراتب الذي كنت أتلقاه تم تقليصه إلى 2000 درهم فقط، لا أعلم لماذا خفضوا المبلغ بهذا الشكل؟ أنا لو عملت بشهادة الثانوية كنت سأتقضى أكثر من 15 ألفاً، ولو انتظرت حتى أنهي دراستي الجامعية فسيزيد راتبي على 30 ألفاً.

■هل أنت نادم على ترك دراسة الهندسة، بعد كل الصعوبات التي واجهتها؟

- حينما فكرت في ترك دراسة الهندسة كان القرار عن قناعة، رغم معارضة الأسرة لتلك الخطوة، كنت أفكر في أمر واحد فقط هو رفع علم الدولة في المحافل الدولية، إضافة للوعود التي قدمها لي الاتحاد في عام 2014، وقد شعرت حينما حصلت على لقب بطولة آسيا، العام الماضي، بأن قراري كان صائباً، واليوم بعدما قلصوا راتبي تمنيت أن يعود بي الزمان لأستكمل دراستي في كلية الهندسة لتأمين مستقبلي، أنا في النهاية شاب، وسأقدم في يوم من الأيام على الزواج، وسيكون لي أسرة تحتاج إلى مورد رزق مناسب.

■إذن أنت تصرف على لعبة الشطرنج من جيبك الخاص؟

- بالتأكيد فرغم كل الإنجازات التي حققتها قارياً وعربياً ودولياً أيضاً، مازلت أصرف على اللعبة من جيبي الخاص، مثلاً هناك بطولات أحصل فيها على 115 درهماً في اليوم بدل تغذية، هذا المبلغ بالتأكيد لا يكفي في دول كثيرة مثل سويسرا، فأضطر إلى أن أكمل ثمن الوجبة من جيبي، أيضاً أشتري أجهزة كمبيوتر محمول وفق أحدث التقنيات، لأن تدريباتي دائماً تكون مرتبطة بها، وغيرها من الأمور التي لا أريد أن يفسرها أحد على أني لي مطالب مالية، أو أنني أشكو قلة المادة رغم أهميتها، لكني للأسف أعيش صعوبات كثيرة ولا أجد من يسمعني.

■هل تواصلت مع أي مسؤول في اتحاد الشطرنج، لحل تلك المشكلات، خصوصاً المالية؟

- تواصلت فقط بخصوص الإعداد لبطولة العالم، وليس من أجل المال، والاتحاد حالياً في فترة انتخابات، والأمور لا تبدو مستقرة بعض الشيء، رغم أن اتحاد الشطرنج من الاتحادات التي تملك المال، كونه حصل على العديد من عقود الرعاية.

■ألم تتواصل مع أي من المرشحين الجدد، خصوصاً أن الانتخابات الجديدة ستكون بعد أيام؟

- لا، لأنني ببساطة لا أعلم من بالتحديد سيفوز بمقعد الرئاسة، الجميع يعلمون حجم المشكلات، وأتمنى أن يجدوا لها الحل عند توليهم المسؤولية.

■هل لك مطالب محددة، بخلاف الأمور المالية؟

- طلبي الأهم أن يتم اعتماد جدول مشاركاتي في البطولات الدولية على مدار العام، صحيح أنني في السابق كنت أختار البطولات التي أريد اللعب فيها، لكن للأسف قبل كل بطولة تظل الأمور متأرجحة بين المشاركة وعدمها، وهذا الأمر لا يتناسب مع ظروف التحضيرات لمثل هذه المشاركات، أو ظروف الدراسة.

■من المعني باعتماد هذا الجدول، الهيئة العامة للشباب والرياضة أم اتحاد الشطرنج؟

- لا يهمني الجهة التي تعتمد هذا الجدول، يهمني فقط أن تكون هناك خريطة سنوية محددة المعالم أعمل على أساسها طول العام، ليتسنى لي التحضير الجيد، على سبيل المثال أنا مرشح للمشاركة في بطولة «الجراند3»، وهذه البطولة من أعلى البطولات التي يشارك فيها أفضل 20 لاعباً على مستوى العالم، وتقام على ثلاث مراحل في أشهر فبراير ومايو ويوليو، ولا أعلم إلى الآن ما إذا كنت سأشارك فيها أم لا!