حين أمتلك فسحة من الوقت أعود بين فترة وأختها إلى برامج تلفزيونية قديمة يوم كان ذلك الجهاز السحري لا يعرف غير الأسود والأبيض. وقادني التجوال العشوائي على موقع «يوتيوب» إلى لقاء تلفزيوني نادر بين الإعلامية أماني ناشد والكاتب الكبير عباس
صورتان متقابلتان تظهران لنا أثر «السوشيال ميديا» الكبير في قلب موازين الرواية والانتشار والمقروئية تماماً، وأن التحولات التي أحدثتها في حياتنا من النواحي الاجتماعية والنفسية والثقافية مهولة جداً، وإلى حد الآن لم نستوعبها أو نقيّمها. الصورة
أصبح الاقتصاد الإبداعي أسرع القطاعات نمواً في العالم، ولأنه مورد متجدد ومستدام، توليه الدول التي تريد أن تحجز لنفسها مكاناً في المستقبل مكانة وتعطيه أولوية. وكما تراجعت الصناعات التقليدية أمام اجتياح الآلة، وحنت الآلة رأسها للتكنولوجيا،
لنتصوّر أنفسنا نحاور غسان تويني أو حبيب الصايغ أو هاني نقشبندي أو حتى محمد حسنين هيكل، رحمهم الله، لنسألهم عن آرائهم في أحداث وقعت بعد وفاتهم. مهلاً! هذا ليس خيالاً علمياً بل واقع ملموس شهدته «حديقة الذكاء الاصطناعي» المصاحبة لفعاليات «قمة
منذ أن وقف الصبي ذو الـ11 عاماً مرافقاً أباه تحت الراية الخفاقة، وعيناه تنظران بدهشة ممزوجة بالفرح إلى الشيوخ المؤسسين وهم يوقّعون وثيقة الاتحاد، منذ ذلك الزمن الذي مضى عليه أكثر من نصف قرن والمنظر بتفاصيله محفور في قلب الصبي الذي كان
مازلت أُعجَب وأَعجَب لمن يجدون لكل مقام مقالاً، يحفرون أرض السّنَع الخصبة فتُنبت لهم أقوالاً وأفعالاً. وأعتقد أن لغة الإعلام البيضاء التي تمكّنتْ من لساني لربع قرن من الحضور التلفزيوني أفسدت عليَّ سنَعي فلا ردود البحرين أتقنتُها ولا
حسناً فعل المشرفون على «الملتقى الإعلامي العربي» في دورته الـ19 الذي انعقد في الكويت الأسبوع الماضي حين اختاروا «ذكاء المستقبل» عنواناً لملتقاهم، الذي وصل هذه السنة إلى مستوى راقٍ من التنظيم وتنوع الضيوف وحيوية المواضيع المطروحة. وقد
حين دعيت لتقديم جلسة «نجيب محفوظ وشلة الحرافيش» في معرض أبوظبي الدولي للكتاب قبل أسبوع، أردتُها فرصةً للإضاءة على الثالوث الذي ارتبط بسيرة صاحب نوبل، أعني: الصداقة والمقاهي والكتابة، كما أردتها لفتةَ امتنان مني أنا التي عرفت القاهرة من
حين دعيتُ، الأسبوع الماضي، للمشاركة في «ملتقى الفجيرة الإعلامي»، لإدارة جلسة حوارية بعنوان «رواد التواصل الاجتماعي.. سفراء بلا سفارات»، لم يسعني التخلّف، لسببين: أولهما معرفتي المسبقة بجدّية هذا الملتقى وأهمية الموضوعات التي تطرح فيه،
بلغة الأرقام بلغت كميات الأمطار التي سقطت على إماراتنا الحبيبة في أربعة أيام ستة مليارات متر مكعب. وبلغة الأرقام أيضاً تُعدُّ الأمطار المتساقطة في «منخفض الهدير» الأكبر في تاريخ البلاد منذ 75 عاماً، وذلك منذ بدء تسجيل البيانات المناخية.
عيون تلمع تتطلع بتركيز إلى مساحة الضوء في المسرح الواسع، أيدٍ تلوّح متمايلة مع الإيقاع المنبعث من جميع جهات الصالة، وألسنة تصدح بكلمات أغاني مطربها القديم منها والجديد، وفنان كبير ينظر إلى جمهوره الذي يشاركه الغناء بدهشة ومحبة. وساعات
كما نحت الروائي إميل حبيبي لفظة جديدة من كلمتي المتشائم والمتفائل في عنوان روايته «المتشائل»، خطر بالبال وضع مصطلح «المُمَثِّر» للمؤثرين الذين غزوا المسلسلات الرمضانية، يجمع بين صفتي الممثل والمؤثر. والممثر هو أحد مشاهير «السوشيال ميديا»
لم يبقَ في بيتنا من يتابع المسلسلات في سهرات رمضان سوى والدتي، أما نحن جميعاً فنتابعها عبر المنصات الرقمية في أوقات نختارها، وقد تكون بعد انتهاء الموسم الرمضاني، وفي أحيان كثيرة نتابعها على شاشات هواتفنا الذكية. أعود بالذاكرة إلى ما قبل
شاءت الأقدار قبل أزيد من ربع قرن في سنة 1998 أن ألتقي الفنان الكبير أحمد زكي صدفة في بهو فندق جورج الخامس بباريس، وكنت يومها أخطو خطواتي الأولى مذيعةً ومقدمة برامج في تلفزيون البحرين، اندفعتُ بفضول الإعلامية لأسأله عن السينما المصرية
في كل موسم رمضاني كنت أحسّ بحنين كبير للأعمال التاريخية الضخمة، بعد أن أستحضر في ذاكرتي ما قدمه التوأم الفني المتميز الكاتب وحيد سيف، والمخرج حاتم علي، رحمه الله. فما تزال الثلاثية الأندلسية محفورة في ذاكرة كل من تابعها. وتابعت مسلسلات
عجيبة هذه النفس الإنسانية بعُقدها وتعقيداتها، وعجيب إلى أي حد توصل صاحبها لأجل الشهرة والمال. كتبتُ مرات عديدة عن هوس «التريند» وعن مدى التفاهة التي تغزو وسائل التواصل الاجتماعي، ولكني لحد الآن وأنا المشتغلة والمنشغلة بالإعلام لربع قرن
شكلت مجلة «نزوى» العُمانية رافداً من روافد تكويني الثقافي والنقدي، ومنبراً لنشر بعض قصائدي، وبوصلة تحدد لي وجهة الحداثة الأدبية، لذلك سعدت بالمشاركة في ندوة ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب بعنوان «مجلة نزوى ثلاثون
فلنتخيل أننا نزور مقبرة ما.. يلفتنا قبر في زاوية تظلله شجرة، قبر نظيف يبدو أن هناك من مر به قبل فترة فاعتنى به، يتملكنا الفضول فنقترب من شاهدته لنعرف من صاحبه، فلا نجد شيئاً مكتوباً عليها لا اسم الميت ولا تاريخ وفاته كما دأبت العادة،
حينما وصلتني دعوة كريمة للمشاركة في مهرجان المربد الشعري في دورته الـ35 بالبصرة في العراق، كنت سعيدة سعادة مزدوجة، أولها لحضور هذا العرس الشعري الذي انطلق قبل أزيد من نصف قرن، وشهد منبره قراءات كبار شعراء العربية من سدنة الكلاسيكية
في معرض الكتاب الأخير بالقاهرة، أهداني بعض الكتّاب مؤلفاتهم مطرّزةً بكلمات رقيقة بخطوط أيديهم. وفي لحظة تأمّل شعرت بحنين كبير لرؤية خطوط بعض أصدقائي المبدعين، بعد أن اقتصر تواصلي معهم على حروف الأجهزة المتشابهة الباردة. هل نحن مقدمون على
منذ أن أولعت بالحرف، لم أفوّت فرصة لزيارة معارض الكتاب، فهي مواسم فرح لي، ألتقي فيها بكُتّابي المفضّلين وبأصدقائي الممسوسين بهوس القراءة، وأحضر ندوات وأمسيات مع الجمهور أو على المنصّة، دون إغفال السّبب الرئيس، أي التزود بأحدث الإصدارات،
حين أنهيتُ قراءة كتاب «غائم جزئياً» للشاعرة والباحثة في التراث الإماراتي شيخة محمد الجابري، غمرني شعور مريح بالنصوص التي وصفتها صاحبتها في عنوان فرعي بـ«شبه يوميات»، فقد كانت وصفة بمقادير سليمة لوجبة مغذية للعقل منشطة للقلب، لكنها ليست
تذكرتُ وأنا أحضر تتويج الروائي الجزائري واسيني الأعرج بجائزة «نوابغ العرب» قبل أيام في متحف المستقبل، أنّه كان مسافراً فجراً بعد أول لقاء تلفزيوني لي معه، وترك لي في مكتب الاستقبال بالفندق مجموعة من كتبه، وكانت مفاجأتي السعيدة حين وجدت
حين وصلتني دعوة لحضور «قمة المليار متابع» في نسختها الثانية، التي نظّمتها أكاديمية الإعلام الجديد على مدار يومين في متحف المستقبل في دبي، ذهبت للمشاركة والتردد يتملكني، وأنا المصابة بالإحباط من الانحدار الذي وصل إليه كثير من نجوم «السوشيال
بعد أن رسّخت دبي مكانتها واحدةً من أهم الوجهات السياحية في العالم إن لم تكن أهمّها، رفعت تحدّياً آخر بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتصبح عاصمة عالمية للاقتصاد
صباح الخير أيها العام الجديد.. «كل عام وأنتم بخير». أليست هذه هي الأمنية التي ننقلها من عام إلى عام، ولست أدري هل هي من باب «تفاءلوا بالخير تجدوه»، أو سيختصرها في نهاية السنة المقبلة ما قاله علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بأن الأماني بضاعة
حكى لي صديق أنهم يوم اشتروا تلفزيوناً بجهاز تحكم عن بعد، عمل مقلباً في جدته ليمازحها، فجلس على الأريكة جنبها يتفرجان على مسلسل، ثم قال لها بهدوء إنه سخّر جنيّاً يطيعه في كل ما يأمره به. ولما أبدت عدم تصديقه قال لها انظري إلى التلفزيون،
قبل 120 سنة بتمامها كتب شاعر النيل حافظ إبراهيم قصيدته التي تناقلتها الألسنة وحوتها الكتب المدرسية «اللغة العربية تنعى حظها بين أهلها»، وسار بيت منها ذائع الصيت: أنا البحر في أحشائه الدرّ كامنٌ/فهل سألوا الغواص عن صَدَفاتي، مسير الأمثال.
«نسعد بزيارتكم لبلدكم مملكة البحرين في ضيافة المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية لتشاركونا الإلهام وحكايات الحياة»، حين تلقيت هذه الدعوة الكريمة من الدكتور مصطفى السيد أمين عام المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية لحضور منتدى المؤسسة السابع،
كانت تلميذة في الإعدادي في مدرسة السلمانية للبنات في البحرين، يكافئها اجتهادُها بأن تفوز بالمرتبة الأولى في اختبار معلومات الأمم المتحدة على مستوى العالم (كما كُتب على الشهادة الممنوحة من قبل اليونسكو)، ويستولي عليها حلم أن تصبح يوماً ما
لنتخيل صبيةً مراهقةً من بيت عبدالله بن حسين في شارع نايف بدبي مثلاً، وفي سبعينات القرن الماضي، تحلم أن تصبح رسامة كبيرة تُعرض لوحاتها في العالم أجمع، وتُلاحق حلمَها بإصرار عجيب وشجاعة كبيرة، فتسافر إلى العراق بلد فائق حسن وجواد سليم
تقول الحكاية إن شاعرة بولندية تدعى فيسوافا شيمبورسكا نالت جائزة نوبل سنة 1966، إلا أن انتشارها بقي محدوداً، فـ«الشعر لا يبيع» كما يذكّرنا الناشرون كل مرة. وحدث لمناسبة وفاتها أنّ إعلامياً إيطالياً يسمى روبرتو سافيانو، يقدم برنامجاً ثقافياً
يحدث أن نلتقي شخصاً في حياتنا يومياً ولكنه يبقى عابر سبيل لا يترك أثراً ولا يسترعي انتباهاً، كما يحدث أن تتقاطع طريقنا مع شخص آخر مرة واحدة فقط تكفي ليصبح وشماً في الذاكرة. خطرت هذه الفكرة ببالي وأنا أدير ندوة مع الروائية الجزائرية الظاهرة
زرت صعيد مصر مرتين، تفصل بينهما سنتان، وكان عميد الأدب طه حسين، هو الذي أخذ بيدي إلى الصعيد في الزيارتين، أولاهما كانت للتعرف إلى استراحته التي كتب فيها رائعته «دعاء الكروان» بين آثار تونة الجبل بالمنيا، وحيث محل تصوير الفيلم المستمد من
في 24 أكتوبر سنة 1973، انتهت حرب العاشر من رمضان أو حرب أكتوبر، وبعدها بأربعة أيام، أي في الـ28 من الشهر نفسه، توفي عميد الأدب العربي طه حسين. وقبل ثلاثة أيام مرت الذكرى الـ50 على وفاته متزامنة مع الحرب في غزة. وكما مر رحيله قبل نصف قرن
«مساء الفل يا ست الكلّ» التفتُّ لأرى مصدر هذا الصوت الناعم، فوجدت طفلاً لم يجاوز العاشرة من عمره، يحمل بين يديه عقوداً مصنوعة من الفلّ يعرضها عليَّ لأشتري منه. نظرت إلى عينيه المفعمتين بالبراءة وإلى يديه المثقلتين بما يحمل فآذاني منظر هذا
دخلت صرح الإعلام من بوابة الثقافة، فقد عرفني الجمهور الخليجي في البداية ثم الجمهور العربي لاحقاً من خلال البرامج الثقافية، إذ كانت الانطلاقة من تلفزيون البحرين وما تلاها بعد ذلك من نقلة كبيرة إلى تلفزيون دبي قبل عقدين من الزمن، أعددت
غارت لفظة «ترند» من معناها فأصبحتْ في الأيام الماضية هي بدورها «ترنداً» (هكذا منصوبة منوّنة لأنّها غدت كلمة عربية بعد أن أجازها مجمع اللغة العربية في القاهرة) تداول الخبرَ روّاد وسائل التواصل وتناقلوه، ولكن لم يدم ذلك طويلاً فقد تنازل هذا
«أجازت لجنة الألفاظ والأساليب بمجمع اللغة العربية في القاهرة استخدام لفظ (التِّرِنْد) وجمعها (ترندات)».. وبهذا الخبر أصبح المجمع نفسه «ترنداً» أو رائجاً أو متداولاً أو شائعاً، كما اقترح معارضو هذه الإجازة. ومجمع اللغة العربية الذي تأسس قبل
«3000 قتيل ولاتزال عمليات البحث والإنقاذ جارية هي حصيلة زلزال المغرب.. 11 ألف قتيل و20 ألف مفقود هي نتيجة فيضانات ليبيا».. كم هي باردة هذه الأرقام التي يقدّمها لنا بعض الإعلام بلغة محايدة وكأنه يعلن نتائج الدوري الإنجليزي. كتبتُ مرةً يوم
وأخيراً أعادته جاذبية الأرض إلى ثراها، بعد تفلّتٍ من قيودها نحو نصف سنة كاملة. عاد رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى كوكبنا المليء بالكوارث والمآسي وليس آخرها الزلزال الذي ضرب المغرب البلد الحبيب إلى قلبي، لطف الله به وبأهله. كانت
مؤلم أن يرحل شخص ارتبطتَ معه بصداقة بنيت على قواسم مشتركة كثيرة، ومؤلم أكثر أن تُحس أن خيط الإبداع انقطع من شاعر وهو في عز اكتماله. تعود بي الذاكرة إلى مقابلات تلفزيونية جميلة ولقاءات شخصية أجمل مع من أعده شريكي في العشق النزاري والسهل
هناك مدن تصنع تاريخاً ثقافياً موازياً للتاريخ الرسمي. تاريخاً تكتبه الأماكن وأسماء الشوارع وأصناف المآكل وتنوع اللباس. طافت بذهني هذه الفكرة بإلحاح وأنا أتناول قهوتي وأتذوق أطيب الحلويات النمساوية في «كافيه سنترال» بفيينا، مقهى في كل زاوية
اتّصل بي صديق إعلامي متابع جِدّي للرياضة وسألني مندهشاً: هل تعلمين أن اللاعب الفلاني يقبض في ساعة واحدة ما أقبضه في سنة كاملة، ويقبض في يومين فقط ما يعادل 30 سنة من عمري الوظيفي؛ أي من يوم بدأت العمل إلى يوم تقاعدي؟ وحتى لا أتركه يسترسل
نكتب كلمة «باربي» على محرك البحث «غوغل» فتتلون الشاشة أمام أعيننا باللون الوردي احتفاء بالفيلم الذي ملأ الدنيا وشغل الناس منذ صدوره، وتجاوزت إيراداته عتبة المليار دولار في أيام قليلة. لفت نظري إلى الفيلم إصرار ابنة أختي على ارتداء ثياب
في جو الصيف الخانق حرارةً ورطوبةً عندنا في الخليج، تلتفتُ إلى مصر فتقرأ عن انقطاعات الكهرباء، وتُدير رأسك إلى لبنان فيؤلم قلبك تقاتل الإخوة الفلسطينيين في مخيماتهم، وتستمعُ إلى الأخبار فتحدّثُك عن قتلى حرائق الغابات في الجزائر، وموجة الحرّ
يكفي أن تكتب في محرك البحث «غوغل» كلمات مثل «مأساة الفنانين المصريين» حتى تصدم بأخبار العشرات منهم قديماً وحديثاً انتهوا نهاية مأساوية، يتناهبهم الجوع والفقر والمرض، وبعضهم كانوا نجوماً من الصف الأول، ما كان ليخطر على بال أحد أنهم سيلاقون
سألت أحد أصدقائي وهو كاتب متخصّص في الفلسفة، وله قدرة كبيرة على تبسيط المفاهيم الصعبة: لماذا لا يستغل وسائل التواصل الاجتماعي لتقريب الفلسفة من الأجيال الجديدة؟ فروى لي هذه القصة، قال: «كنت في دراستي الثانوية مهتماً جداً بدراسة الفلسفة،
تخيّلوا أنّ إعلاميّاً يحصل على مقابلة صحافيّة مرئيّة أو مكتوبة - لا فرق - مع فيروز، تجيبه عن مئات علامات الاستفهام حول حياتها أو فنها، هي خبطة العمر للصحافي، لكن هو حلم الملايين من عاشقي فنّها. خطر لي هذا حين وصلني خبر وفاة الكاتب التشيكي/
قرأتُ وأنا أتصفّح «فيس بوك» خبراً يقول: سألتْ مي زيادة العقاد في رسالة: «لماذا تكتب لي (أنتي)، وليس (أنتِ) بكسر التاء؟» فأجابها: «يعزّ عليَّ كسرك حتّى في اللّغة». فتذكرتُ ما روي يوماً عن الجواهري - ووجدته للأسف مكتوباً في بعض المقالات - من
تخيّل أن في جوالك تطبيقاً تستطيع من خلاله اختيار أي أغنية تحبها - أو تكرهها لا فرق - بصوت مطربك المفضّل، فتسمع مثلاً أمّ كلثوم تغني «بوس الواوا» لهيفاء وهبي، أو صباح فخري يسلطن في أغنية «سكر محلّي» لحسن شاكوش. المسألة ليست نكتة ولا للتندر
قرأت قبل أيام خبراً عن صدور أول رواية عربية عن دار كتوبيا بعنوان «خيانة في المغرب» كتبها الروائي «chatgpt» كما ذُكر على غلافها، بمساعدة أحمد لطفي. وأعتقد أننا سنرى سيلاً من الروايات والكتب الإبداعية لهذا الروائي ذي القدرات الخارقة، بل ظهرت
حكت لي صديقة من لبنان أن بائع فلافل مشهوراً في بيروت توفي وكان له ولدان، فاختلفا من منهما يرث المحل واسمه التجاري، وحين لم يصلا إلى حل فصلا دكان أبيهما بحائط فأصبحا محلين متلاصقين: اسم أحدهما «الفلافل الذهبية الأصلية»، واسم الثاني «الفلافل
حين تحدثتُ عن «الكبسولة الأدبية» في مقال الأسبوع الماضي تواصل معي عدد من القراء بعد أن لفتت نظرهم الفكرة، مستفسرين عن التجربة ومن وراءها، ولاحظت من حواري مع بعضهم، خاصة ممن لا يعيشون في دولة الإمارات، عدم معرفتهم بالنوادي القرائية النسوية
شاركتُ منذ أيام - أثناء فعاليات معرض أبوظبي للكتاب - في جلسة حوارية بعنوان «الكبسولة الأدبية»، وهي مبادرة أدبية أطلقتها رئيسة ومؤسسة صالون الملتقى أسماء صدّيق المطوّع لأول مرة في 2016، وتقوم على اختيار المشارك كتاباً مهمّاً أثّر فيه،
كتبتُ في مقدمتي لكتاب «عاشق الكلمات»، وهي مختارات من شعر نزار قباني أصدرتها دار «هاشيت أنطوان نوفل» قبل أشهر: «عشقت شعره طالبة، ودرسته باحثة، وقدمت له التحية مراراً إعلامية، وحاولت جاهدة الفرار من قفصه الذهبي، والتحليق بعيداً في سماء
لستَ بحاجة إلى تكوين جيّد ولا إلى موهبة أصيلة ولا حتى إلى واسطة، يكفيك حساب على «تيك توك» وقليل من الجرأة وكثير من الهبل لتصبح مؤثراً ومشهوراً وصانع «لا محتوى». جمهورك من المراهقين بل من الأطفال الذين تحايلوا على شرط السنّ في التطبيق
كنت أحمل دائماً احتراماً كبيراً للفنان الكويتي عبدالكريم عبدالقادر الذي رحل عن دنيانا قبل أيام. مطربون كثر نُعجب بأصواتهم أمّا شخصياتهم فتشوبها عيوب الشهرة من غرور حيناً وتكبّر حيناً آخر، لكن صاحب «الصوت الجريح» بقي مجبولاً بطينة التواضع،
هناك مدن تعيش فينا ونشعر أننا نعرفها حتى قبل أن نلتقيها، كان هذا شعوري وأنا أزور بغداد قبل أيام، للمشاركة في فعاليات مهرجان بابل للثقافات والفنون. ما أن خرجت من مطار بغداد حتى استقبلني النخيل فاتحاً ذراعيه، فتبادر إلى ذهني بيت قاسم حداد: «
تحوّل سقوط الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب على المسرح، أثناء تقديمها حفلاً في دبي، إلى «ترند»، فلم تبق وسيلة إعلام مرئية أو مقروءة، ولا أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي إلا ونقل وعلّق وحلّل. والطريف أن شيرين توقّعت ما سيحصل، فقالت بعد
ليس هرباً من الواقع، ولا نوستالجيا حين أقول إنّني أفتقد بشدّة عادات رمضان القديمة وطقوسه، ولست من اللّواتي يجمّلن الماضي بمصاعبه ومتاعبه، على حساب الحاضر بما وصل إليه من تكنولوجيا سهّلت علينا الكثير من أمور الحياة، ولكن للواقع كلمته. أشعر
كنّا بحاجة إلى مسلسل مثل «الهرشة السابعة»، ليمسح خيبات أملنا في السنوات الأخيرة من المسلسلات الرمضانية التي أصبحت قائمة على رصيد نجوم الشباك، وعلى موضوعات لا تخرج على إطار الفتوّة والمخدرات والصراخ والمبالغة في الانفعالات. كنّا بحاجة إلى
الخطأ من طبيعة البشر، وتصيّد الأخطاء أصبح طبيعة بشرية ثانية. فمنذ أن بدأ إنتاج الأفلام والمسلسلات كان هناك مشاهدون يمتلكون عين الصقر وحسّاً نقدياً مرهفاً، فيلتقطون ما يكون قد أفلت من رقابة صنّاع الفيلم. ولعل ظهور المنصات مثل «شاهد» وغيرها
أعلم أن بضعة أيام من متابعة المسلسلات الخليجية الرمضانية لا تخوّلني أن أطلق أحكاماً نهائية، خصوصاً مع هذه الفورة الكبيرة في هذا الموسم الذي يعتبر الأكثر إنتاجاً منذ سنوات بنحو 30 مسلسلاً خليجياً. ولكن متابعتي اللصيقة للدراما الخليجية منذ
منذ عودتي من لبنان من مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة، الذي شاركت فيه بفيلم «الوهم الأخضر» الذي كتبتُه ومثّلتُ فيه، وصورة الشباب المتطوعين لا تفارق بالي، أتذكّرهم فيحضر في الذهن قول نزار قباني: «بيني وبينك أبحر وجبال»، ولا أقصد المسافة
تشبهنا المدن التي تسكننا كثيراً، بل هي نحن، تفرح مثلنا وتحزن، تكتئب أحياناً وتصل حدّ الانطواء على نفسها، وتتجلى فاتنة أحياناً أخرى تغوي العابرين بسكناها. وأصعب ما يمرّ بها حين تتغير ملامحها فلا يكاد يعرفها من ألفها، وتتحول إلى امرأة مجهولة
«مواقع التواصل نجحت في تحويل التافهين إلى رموز، صار يمكن لأية جميلة بلهاء أو وسيم فارغ، أن يفرضوا أنفسهم على المشاهدين» حتى هذه الخلاصة التي ذكرها آلان دونو في كتابه «نظام التفاهة» تكاد تصبح من الماضي. يكفي أن يهزّ شخص كرشه المترهلة، أو
تابعتُ بألم نتائج الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية، وكتبتُ عنه. وأثناء متابعتي لتداعياته ومآسيه، اكتشفت مجموعة كبيرة من خبراء الزلازل كانوا يعملون سابقاً تحت مسمّيات مختلفة، فمنهم من كان ممثّلاً، وأخرى قارئة فنجان لم يعرفها نزار قباني للأسف،
بقدر ما أسعدني أن يهبّ الفنانون والمشاهير العرب للتبرّع وجمع المساعدات لضحايا الزلزال الذي ضرب سورية الحبيبة، وهو واجب إنساني يستشعره كلّ من في قلبه رحمة وخصوصاً تجاه ذوي القربى، آلمني كثيراً ما طال بعضهم من تنمّر، وحتى على ألسنة فنانين
أكثر ما يوجعني في الكوارث الطبيعية أن تُختصر الحياة في أرقام باردة، تُصبح مادة للإحصاء والمقارنة لا أكثر. «قوة الزلزال 7,8 على مقياس رختر وعدد الضحايا يقارب الـ30 ألفاً إلى الآن»، هل تخبرنا هذه الجملة أن هؤلاء الـ30 ألفاً كانت لهم أحلام
أعترف بأنني لست مولعة بالقطط، وأجد الحديث عنها مضجراً، رغم أن لي صديقات لا حديث لهن سوى عن ذكاء قططهن، إلى حدّ أنها تشاركهن القراءة، وتناقشهن في المفاضلة بين المسلسلات الرمضانية. تروي لي إحدى صديقاتي الكاتبات عن علاقتها بقطتها، وكيف تتفهم
«هنا لندن.. سيّداتي سادتي، نحن نذيع اليوم من لندن باللغة العربية للمرة الأولى في التاريخ» كان ذلك قبل 85 عاماً، صدح بهذه الجملة المذيع المصري أحمد سرور فصيّرته نجماً في الأربعينات من القرن الماضي لينتهي به المطاف نزيل مستشفى الأمراض
لماذا يستعجل شابّ لم يبلغ الأربعين كتابة سيرته الذاتية أو مذكراته؟ استوقفني هذا السؤال وأنا أقرأ وأكتب في الأيام القليلة الماضية حول كتاب «الاحتياطي» للأمير هاري. وبغضّ النظر عن دوافع الأمير، فالحاجة إلى مشاركة الآخرين تجاربنا وذكرياتنا
تتقاطع قصّة الأمير هاري بعد صدور مذكراته «الاحتياطي» أو«البديل» مع شخصيّتين كلتيهما تحملان اسم هاري. فما حدث يوم صدور كتابه يشبه ما حدث مع روايات سميّه «هاري بوتر» إذ بلغت مبيعاته رقماً قياسياً في يومها الأول بمليون و400 ألف نسخة، ما يجعل
ضجّت شبكات الأخبار العالمية ومواقع التواصل بالحديث عن صفقة لاعب كرة القدم رونالدو مع فريقه الجديد «النصر» السعودي بقيمتها البالغة 200 مليون دولار سنوياً، وانشغلت أزرار الآلات الحاسبة بمعرفة كم يتقاضى في الدقيقة والثانية الواحدة. ففرح
«انتهينا منه، شيّعناهُ لم نأسف عليه وحمدنا ظلّه حين توارى دون رجعَهْ» هكذا ودّعت الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان عاماً واستقبلت آخر قبل عقود. وهذا شعور أكثر الناس: فرح بانقضاء عام في الغالب لا نرى إلا خيباته، وأملٌ بعام جديد نتمناه أفضل
كيف يمكن لجلد منفوخ تتقاذفه الأرجل أن يُدخل هذا الكم من السعادة على ملايين البشر، فينسون مآسيهم وآلامهم وركضهم لأجل معيشتهم من أجل شباب يركضون وراء الكرة.. هذا ما حدث في الأيام القليلة الماضية، إذ زرع «أسود الأطلس» الفرحة والبسمة على شفتي
أثناء حضوري مهرجان بيروت الدّولي لسينما المرأة قبل بضعة أشهر في لبنان، احتجت يوماً لمساعدة تقنيّة متعلّقة بحاسوبي، فأرسلت رسالة نصيّة لأحد الشباب المتخصصين أشرح فيها مشكلتي، فأجابني كتابة: «don’t worry ma7loule ce soir b5alesa». واستعنت
ما أمرّ الفقد! نتراخى في التواصل مع من نحب معتقدين أن أجلهم يقف مكتوف اليدين ينتظرنا، إلى أن نُصدم بخبر رحيلهم، فلا نجد عزاء سوى دمعة في العين وغصة في الحلق بطعم المرارة. رحل عنا إلى رحمة الله أحد كبار أساتذة النقد في العالم العربي؛ أستاذي
لكيلا أُتعب القارئ العزيز بالبحث في المعجم عن هذه الكلمة الغريبة، أوفّر عليه جهده فأهمس له ألا وجود لها، لكنّني اشتققتها من لفظة «Pedantry» الإنجليزية التي تعني «التحذلق»، فيكون المعنى «مثقفو علم التحذلق» والعنوان مقصود للإضاءة على فئة من
قال رجل لأبي تمّام مرّةً: لم لا تقول من الشّعر ما يُفهم؟ فأجابه: لم لا تفهم ما يقال؟ في العلاقة الكلاسيكية المفترضة: الكاتب مُرسِل والقارئ متلقٍّ، فهو المؤثّر عادةً وقرّاؤه المتأثّرون، فلا يكتب «ما يطلبه المستمعون»، غير أنّ اقتحام وسائل
حينما كنت أجمع مادة كتابي «شِعرُ المرأةِ في ألف عام»، الذي صدر هذه السنة عن مركز اللغة العربية بأبوظبي، مرّ بي قول تلك الأعرابية حين سئلت أي بنيها أحب إلى قلبها، فقالت: «هم كالحلقة المُفرَغَة لا يُدرى أين طرفاها»، تذكّرت هذا القول وأنا أرى
أثناء زيارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لمصر قبل أيام، أعاد روّاد مواقع التواصل الاجتماعي تداول صورة للشيخ محمد كان قد نشرها بنفسه قبل خمس سنوات في حسابه بـ«تويتر». صورة له تعود