أعلنت واشنطن دعمها المشروط للوحدة الفلسطينية، واعتبرت أن المفاوضات للتوصل إلى مصالحة بين حركتي «فتح» والمقاومة الإسلامية «حماس» ستأتي بنتيجة فقط إذا وافقت الأخيرة على شروط اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط، الأمر الذي رفضته «حماس». فيما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال محادثات مع المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل استعداده للتعامل مع أية حكومة إسرائيلية تلتزم بقرارات الشرعية الدولية.
وتفصيلا، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لإذاعة «صوت أميركا» إن المصالحة بين «فتح »و«حماس» ستأتي بنتيجة فقط إذا وافقت «حماس» على الاعتراف بإسرائيل وشروط دولية أخرى.
وأدلت كلينتون بهذا التصريح قبيل جولة ستقوم بها في المنطقة غداً، وبعد أن اتفقت «فتح » و«حماس» الخميس على العمل لتشكيل حكومة وحدة وطنية، خلال مباحثات ترعاها مصر ، لإنهاء خلافاتهما.
وقالت «اعتبر أن الأمر مهم، إذا كانت هناك مصالحة وخطوة نحو قيام سلطة واحدة، من الواضح أن «حماس» تعرف الشروط التي فرضتها اللجنة الرباعية والقمة العربية».
وأكدت كلينتون شروط «الرباعية الدولية» بالقول «عليهم (حماس) نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل واحترام الالتزامات السابقة، وإلا لا أعتقد أننا سنتوصل إلى نتيجة إيجابية للشعب الفلسطيني، أو إلى تعزيز الجهود للتوصل إلى سلام يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية».
وقال مسؤول في الخارجية الأميركية إن كلينتون ونظيرها الإيطالي فرانكو فراتيني الذي يتولى حالياً رئاسة مجموعة الثماني، دعما هذه الشروط خلال اجتماع عقد أول من أمس.
وأضاف للصحافيين، طالباً عدم كشف اسمه، ان وزيري الخارجية اتفقا على ضرورة بعث رسالة موحدة إلى «حماس». وأوضح أن إدارة الرئيس باراك اوباما لن تتعامل مع أي حكومة وحدة وطنية «تشمل حركة حماس رافضة لهذه الشروط»، لكنه لم يستبعد التعامل مع عباس إذا تولى رئاسة حكومة وحدة وطنية مع «حماس».
وستزور كلينتون غداً منتجع شرم الشيخ للمشاركة في مؤتمر دولي لجمع أموال لإعادة إعمار غزة. وذكرت الولايات المتحدة إنها مستعدة للمساهمة بـ900 مليون دولار ، لكن كلينتون قالت إن الأمر رهن باحترام الفلسطينيين لشروط اللجنة الرباعية.
من ناحية أخرى، أكد عباس أول من أمس خلال محادثات مع ميتشل في رام الله استعداده للتعامل مع أية حكومة إسرائيلية تلتزم بقرارات الشرعية الدولية.
وقال رئيسدائرة شؤون الـمفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لإذاعة «صوت فلسطين» إن عباس أكد لميتشل أنه إذا ما كانت الحكومة الإسرائيلية شريكة لكم (الأميركيين) ولنا، فلابد من أن تعترف بمبدأ الدولتين والاتفاقات الموقعة ووقف الاستيطان ورفع الحصار.
كما أكد عباس إصراره على التوصل إلى مصالحة فلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني، والتأكيد على وحدة الضفة وغزة، مشدداً على أن برنامج حكومة الوحدة الوطنية سيكون الالتزام بالشرعية الدولية والعربية والفلسطينية.
ووصفت «حماس» تصريحات كلينتون التي رهنت فيها نجاح الحوار الفلسطيني بالاعتراف بالكيان الصهيوني بأنها «تدخل سافر في الشأن الفلسطيني لا يمكن القبول به». وأكد القيادي في الحركة إسماعيل رضوان في تصريحات رفض الحركة التدخل الأميركي في الشأن الفلسطيني الداخلي، مشددًا على أن الحركة على موقفها الرافض الاعتراف بالعدو الاسرائيلي وشروط الرباعية الدولية .
وشدد على أن الحوار شأن فلسطيني داخلي يسعى إلى تحقيق مصالحة وطنية، من المقرر أن تُفضي إلى إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بنائها لتمثل الكل الفلسطيني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بالثوابت الفلسطينية، ويرضى عنها الشعب الفلسطيني، وليس أميركا وغيرها من الأطراف الدولية.
وفي سياق منفصل، أكد رضوان أن «حماس »لا تمانع إجراء مفاوضات ماراثونية مع إسرائيل في القاهرة لإبرام صفقة تبادل للأسرى، تتضمن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت المحتجز في غزة. وشدد على رفض حركته ربط صفقة تبادل الأسرى باتفاق التهدئة.