اننا نعيش هذه الأيام مرحلة في غاية الأهمية، وسيذكر التاريخ أنها فترة غير مسبوقة، شهدت تغيرات دولية حاسمة ورسمت نهاية حقبة وبداية أخرى. وفي الوقت الذي تزايدت فيه مخاوف الناس من تداعيات الأزمة المالية التي يرون فيها تهديدا مباشرا لمدخراتهم، يتعين على القادة أن يعملوا جنبا إلى جنب لتفادي الأسوأ، ورغم أم الولايات المتحدة كانت أول المتأثرين بالأزمة إلا أنني على ثقة بقدرات القيادة والشعب الأميركيين على التعامل الإيجابي مع الركود الاقتصادي.
انني اعتقد أنه لا يوجد تحدٍ أو شيء لايمكن لأميركا وبريطانيا والعالم بجانبهما تجاوزه إذا ما عملا مع بعضهما بعضاً.
لهذا السبب سنقوم أنا والرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الجاري، بمناقشة الصفقة العالمية الجديدة التي سيمتد تأثيرها من القرى الافريقية إلى إصلاح المؤسسات المالية في نيويورك ولندن إضافة لتوفير الأمن لكل العائلات في العالم.
لا نشترك مع الأميركيين في التاريخ فحسب، بل تتقاطع مصالحنا في أكثر من مجال، كما أن القيم الحضارية تجمعنا في خندق واحد.
إن الظروف الحالية بمثابة مرحلة جديدة تعيشها أمم العالم بأسره، يتم فيها إرساء أسس مؤسسات وهيئات تعمل على إعادة الاستقرار الاقتصادي، كما ستساهم في دعم شراكة حقيقية بين شعوب العالم، حيث يتعين أن تلعب كل دولة الدور المنوط بها.
لقــد كنــت دائمــا «أطلسيا» ومــن أشد المعجبين بالروح الأميركيــة التي تتميز بالشراكة والتركيز على المصالح الوطنية.
وبعد زياراتي الكثيرة للولايات المتحدة اكتسبت كثيرا من الصداقات مع الأميركيين، أما الآن وأنا رئيس للوزراء، فسأسعى إلى تعزيز العلاقات والشراكة مع أميركا، لكي تصبح أقوى من أي وقت مضى.
وأذكر في هذا السياق، ما قاله رئيس الوزراء الأسبق وينستون تشرشل، عندما وصف الموروث المشترك بين الولايات المتحدة وبريطانيا، بأنه ليس مجرد تاريخ مشترك ولكنه إيمان مشترك بالمبادئ السامية للحرية وحقوق الإنسان.
وهو ما وصفه الرئيس باراك أوباما، بأنه القدرة الراسخة لمبادئنا، المتمثلة في الديمقراطية والحرية والأمل، صحيح ان آلاف الأميال تفصل بيننا، ولكن المبادئ المشتركة تربطنا بالأميركيين، ولا يمكن لهذه المبادئ أن تندثر.
وفي الوقت الذي ترتقب أميركا فيه فجر الأمل، أرغب في أن يتحقق ذلك الأمل من خلال جهودنا كلنا، وأن نعمل سوية لرسم معالم القرن الـ،21 ليكون أول قرن لـ«مجتمع عالمي حقيقي».
* غوردن براون رئيس وزراء بريطانيا