الأخطبوط صدق في توقعاته بنتائج مباريات كأس العالم. رويترز

«فوربس»: «الأخطبوط» يتغلّب على محلّلي «وول ستريت»

صدق الأخطبوط العراف «بول» في توقعاته بنتائج مباريات كأس العالم، وبذلك يكون قد تفوق على أمهر محللي «وول ستريت»، بمن فيهم خبراء «غولدمان ساكس» و«جيه. بي مورغان» و«يو.بي.إس».

وقبل أن نحيل «بول» إلى التقاعد ونخزن أبواق «الفوفوزيلا» إلى حين موعد المنافسة المقبلة، علينا أن نستفيد من تجربة الأخطبوط في المجال المالي الذي بات معقداً للغاية، في الوقت الذي فشل فيه الخبراء والمحللون في تفادي العشوائية خلال استشرافهم للمستقبل، وتبين أن النماذج التي تعتمد على الماضي تفشل في النهاية.

كل ما فعله القائمون على أكواريوم «أوبرهاوزن»، المكان الذي يعيش فيه «بول»، هو وضع قطع من الطعام في صندوقين زجاجيين يحملان علم الدولتين المتنافستين كروياً، وبمجرد تناول «بول» من أي من الصندوقين، يعتبر منتخب تلك الدولة هو الفائز.

ويمثل اختيار «بول» احتمال صواب بنسبة 50٪، فيما يشكل احتمال الخطأ النسبة المبقية، إلا إذا كان لدى الأخطبوط موهبة خاصة؛ وفي المقابل أنشأ المحللون الماليون نماذج حسابية معقدة لتوقع أفضل الاحتمالات بالنسبة لاقتصاد الدول، إذ استعان هؤلاء بالمراجع ودراسة سجلات الفترات السابقة، وحولوها إلى عدد هائل من الجداول الرقمية، ثم وضعوا ما حصلوا عليه من بيانات في هذه النماذج، واختبروها.

وفي هذا السياق، اختبرت «غولدمان ساكس» إذا ما كان نتائجها حسب مقياس الدخل والنمو المستدام مرتبطة بترتيب الفرق في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ووجدت أنها ليست مرتبطة، أما «جيه. بي مورغان» فتوصلت إلى أن ترتيب الفرق والتكهنات وأداء الفرق في الآونة الأخيرة كلها عوامل تساعد على الاختيار المسبق للفائزين بكأس العالم، وكان منتخب البرازيل يبدو الأقوى حسب نموذج محلل «غولدمان»، الذي توقع أيضاً فوز انجلترا، إلا أن ما حدث كان عكس التوقعات والتحاليل، ولم يتحقق شيء مما أشارت إليه تحليلات «مورغان» و«يو.بي.اس» أيضاً، وإذا كانت البرازيل وانجلترا بعيدتين كل البعد، وأقصيت الأولى من طرف الهولنديين في الدور ربع النهائي، وودعت الثانية المونديال في الدور الثاني بخسارة ثقيلة.

وتبين أن الأداء الجيد في فترات سابقة لا يضمن نتائج جيدة مستقبلاً، فالكل يعلم ذلك جيداً، إلا أنهم يصرون على التنقيب في الماضي.

ويفترض أن تجري البنوك والشركات الاستثمارية دراسات مستقبلية وتوقعات مدروسة، إلا أن نماذج محلليها لا تحتوي إلا على بيانات من الأداء السابق، وتطورت هذه النماذج منذ هبوط أسعار المساكن والأزمة المالية، ومازال المحللون الماليون بطبيعتهم ينظرون إلى الوراء.

وإذا أراد شخص أن يعرف ما حدث في الماضي فعليه أن يستعين بخبراء المال، لكن إذا أراد أن يعرف ما الذي سيحدث في المستقبل، فمن الأفضل أن يسأل «بول».

ماثيو كرافت - كاتب في مجلة فوربس

الأكثر مشاركة