سيارات كانت معدّة للتصدير في إحدى مدن شمال اليابان قبل أن تضربها موجة تسونامي. أ.ف.ب

زلزال اليابان يشل الحركة الاقتصـادية شمال البلاد

أغلقت مصانع السيارات والأجهزة الإلكترونية ومصافي النفط أبوابها في أنحاء كثيرة من اليابان، أمس، بعد أن هز زلزال قوي البلاد وأثار موجات مد عاتية (تسونامي)، ليسد الطرق ويقطع الطاقة الكهربائية عن ملايين المنازل والشركات. وأغلق العديد من المطارات، من بينها مطار ناريتا في طوكيو، وتوقفت خدمات السكك الحديدية، كما جرى إغلاق جميع موانئ البلاد.

وذكرت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء أن شركة «سوني»، عملاق صناعة الأجهزة الإلكترونية، وأحد أكبر المصدرين في البلاد، أغلقت ستة مصانع.

وتوجهت طائرات عسكرية صوب أكثر المناطق تضرراً على الساحل الشمالي الشرقي لتقييم حجم الخسائر التي خلفها الزلزال، الذي بلغت قوته 8.9 درجات، والذي يعد الأعنف في تاريخ اليابان منذ 140 عاماً.

الزلزال يدعم الذهب

إلى ذلك، تراجعت أسعار الذهب مع أسعار النفط، أمس، لكنها وجدت دعماً بسبب زلزال اليابان، ومخاوف المستثمرين بشأن الاضطرابات في الشرق الأوسط. ويتجه الذهب إلى تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ مطلع يناير الماضي، إذ إن سعره تراجع نحو 30 دولاراً منذ أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 1444.4 دولاراً للأونصة (31.1 غراماً تقريباً) الإثنين الماضي.

وبلغ سعر الذهب في السوق الفورية 1409 دولارات للأونصة، مقارنة مع 1412.59 دولاراً في إغلاق الخميس الماضي.

وتراجعت الفضة إلى 34.46 دولاراً للأونصة من 35.25 دولاراً، وكانت سجلت أعلى سعر لها في 31 عاماً فوق 36 دولاراً الإثنين الماضي.

وسجل البلاتين 1761.49 دولاراً للأونصة مقارنة مع 1760.24 دولاراً، أمس، بينما تراجع البلاديوم إلى 744.97 دولاراً للأوقية من 765.50 دولاراً.

وقال بنك اليابان (البنك المركزي) الذي يواجه صعوبات لتعزيز الاقتصاد المحاط بالمشكلات، إنه سيبذل ما في وسعه لضمان استقرار أسواق المال مع انخفاض الين والأسهم اليابانية.

وقال كبير الاقتصاديين لدى «معهد ميزوهو للأبحاث»، ياسو ياماموتو، إن «هناك مصانع للسيارات وأشباه الموصلات في شمال اليابان، لذا سيكون هناك تأثيرات اقتصادية بسبب الاضرار التي لحقت بهذه المصانع».

وذكرت شركة «تويوتا» لصناعة السيارات أنها أوقفت الإنتاج في مصنع لأجزاء السيارات ومصنعين للتجميع في المنطقة، وقالت وسائل إعلام إن شركة «نيسان»، ثاني أكبر شركة سيارات في البلاد، علقت العمل في أربعة مصانع.

وذكرت وكالة «جيجي» للأنباء أن شركة توليد الطاقة الكهربائية «جيه. باور» أوقفت عملياتها في محطة الطاقة الكهربائية الحرارية في مقاطعة يوكوهاما. وقال التلفزيون الياباني إن حريقاً كبيراً اندلع في مصفاة تشيبا، التابعة لشركة «كوزمو للنفط» في شرق طوكيو. وذكرت «جيجي» أن شركة «نيبون أويل»، أكبر شركة تكرير في اليابان، أوقفت عملياتها في ثلاث مصافي.

حريق في أوناجاوا

وقالت وكالة «كيودو» للأنباء إن حريقاً شب في محطة أوناجاوا النووية، التابعة لشركة «توهوكو» للطاقة الكهربائية بشمال شرق اليابان، بعد الزلزال العنيف الذي وقع، أمس. من جانب آخر، قالت شركة «هوكوريكو إليكرتيك»، أمس، إن جميع المفاعلات الثلاثة التابعة لها في محطة أوناجاوا للطاقة النووية، أغلقت بطريقة آلية بعد الزلزال، لكن لم ترد أنباء عن وقوع تسرب نووي.

الين يتعافى ويتقلب

وفي سياق متصل، تعافى الين بعدما دفعه الزلزال إلى أدنى مستوى له في أسبوعين أمام الدولار صباح أمس، لكنه قد يظل متقلباً بسبب مخاوف المستثمرين في الأجل القصير بشأن أثر الزلزال في الاقتصاد الياباني الذي يواجه صعوبات.

ودفعت مخاوف النمو المستثمرين إلى الحد من المخاطرة، وجعلت كثيراً منهم يبيعون العملات ذات العائد الأعلى ويشترون الين الذي يعتبر ملاذاً آمناً، وسط حديث عن احتمال تلقي تحويلات من الخارج لإصلاح الأضرار، وهو ما أمد العملة اليابانية أيضاً بالدعم.

وأشار المتعاملون إلى أوامر بيع لإيقاف الخسائر عند مستوى 82 يناً للدولار، بينما بات مستوى الدعم قصير الأجل للدولار عند أدنى مستوى سجله في السابع من مارس الجاري عند 81.95 يناً.

وتراجع الدولار 0.8٪ إلى 82.17 يناً مبتعداً عن أعلى مستوى له في أسبوعين البالغ 83.29 يناً، الذي سجله في التعاملات الآسيوية.

وبدد اليورو مكاسبه التي حققها في أوائل التعاملات أمام الين وانخفض 1٪ إلى 113.17 يناً.

وتراجعت العملة الأوروبية الموحدة أمام الدولار الأميركي، إذ خسرت 0.2٪ لتصل إلى 1.3764 دولار.

ولايزال اليورو عرضة لموجة بيع إذا لم تفلح قمة منطقة اليورو، التي تعقد اليوم، في تهدئة المخاوف بشأن الديون السيادية.

الأكثر مشاركة