خبير أميركي يستعـــرض أفضل الطرق لسداد الديون
يعاني معظمنا من وطأة ديون ثقيلة، لكن قلةً منا يرغبون في الحديث عنها، وهذا يعني كأننا سنلقي بأموالنا في الشارع عند سدادها، لأن الطريقة البدهية والمتبعة عادة لسداد الدين ليست المثلى.
ووفقاً لموقع «كرديت كارد دوت كوم»، بلغ متوسط الديون على كل عائلة أميركية نحو 15 ألفاً و799 دولاراً في يوليو الماضي. وعلى الرغم من أن المدينين يواجهون صعوبات في التعامل مع الدين، فإنهم يواجهون صعوبات في الحديث عنه.
وهناك احصاءات مثيرة للاهتمام، وغريبة من الموقع الإلكتروني السابق، مفادها أن الأميركيين يفضلون الحديث مع الغرباء عن رواتبهم الشهرية، وأوزانهم، وعن السياسة، أو الدين، لكنهم يجدون أن الموضوع الوحيد الذي ينافس موضوع الديون من حيث حرمته، وعدم الرغبة في الحديث عنه هو «تفاصيل الحياة العاطفية»، إذ إن 19٪ منهم فقط مستعدون للحديث عنه.
وليست المشكلة في عدم رغبة الأميركيين في الحديث عن الديون، وإنما في اتخاذ معظمهم أسلوباً خاطئاً، أو على الأقل أكثر كلفة لسدادها، كما أشارت دراسة حديثة، إذ يبدأون بسداد الديون الصغيرة أولاً.
ويشرح مؤسس برنامج «أخبار حديث المال»، تساسي جونسون، ما يكمن خلف الحالة النفسية لإدارة الديون، بما فيها السبب الذي يجعل الناس غالباً يستخدمون هذه الاستراتيجية.
وقال إن «الأمر الأكثر أهمية هو التحفيز لمواصلة سداد الديون»، مشيراً إلى طريقتين شائعتين لسداد الديون، الأولى تتمثل في منح الأولوية للديون ذات الفوائد الكبيرة، وتعتمد هذه الطريقة على دفع أقل مبلغ ممكن لكل الديون باستثناء الديون ذات الفوائد المرتفعة، التي تكلف الكثير من المال مع مرور الوقت.
وأضاف أنه «يمكن أن تدفع أكبر مبلغ تستطيع دفعه، حتى تتمكن من سداد الدين، وحالما تنتهي منه، فإن الميزانية المخصصة لسداد الديون تبقى كما هي، للانتقال إلى الدين الأقل فائدة من الدين السابق، وهكذا دواليك حتى نهاية الديون».
ووفقاً لجونسون، تكمن الفائدة الجلية في هذه الطريقة، في أنها توفر أكبر مبلغ ممكن على المدى البعيد، لكن السمة السلبية لهذه الطريقة فهي أن سداد الديون يمكن أن يبدو أكثر بطئاً مما عليه في الواقع.
أما الطريقة الثانية للسداد، فتكمن في منح الأولوية للديون الصغيرة، وفي هذه الحالة فإنه يتم التركيز على الديون الصغيرة، ما يؤدي إلى التخلص من الديون المتعددة على نحو أسرع.
وتكمن فائدة هذه الطريقة في أن المرء عندما يبقى لديه عدد قليل من الديون، فإن ذلك يشعره بارتياح أكثر. وتمكن مشاهدة هذه النتيجة بسهولة، إذ إن وصول الدين إلى نهايته، أي إلى الرقم صفر، يجعل الشخص أكثر راحة بالنسبة لبعض المدينين من مجرد مشاهدة أرقام الدين تتناقص، وهو أمر يدعو إلى التحفيز لمواصلة سداد الديون.
ولكن لسوء الطالع، فإن ذلك يعني أن المرء يحقق تطوراً بطيئاً في عملية سداد الديون برمتها، لأن الديون ذات الفائدة المرتفعة تتزايد بسرعة.
الأسلوب الأمثل
يتابع جونسون «في حقيقة الأمر، فإن نظرة الناس إلى الديون المتعددة تختلف من شخص إلى آخر. ولدينا جميعاً مواقف مختلفة مع عدد من الديون بأسعار فائدة متنوعة، إضافة إلى معدلات مختلة من الدخل، إلا ان هناك طريقة ملموسة أكثر لاستيعاب كيفية التعامل مع الديون، التي يمكن أن تلائم أي شخص، باستخدام آلة حاسبة، ورسم خط بياني لكيفية سداد الديون، إذ يمكن للمرء أن يحسب كمية المال التي يمكن ان يخسرها عند استعماله لإحدى الطريقتين.
وقدم جونسون مثالاً شخصياً نشره على الموقع الإلكتروني، ما يجعله من ضمن الـ19٪ الذين يكشفون عن ديونهم، فقال: «لدي ثلاثة قروض لدراسة طلاب في الجامعة، وهي: 7971 دولاراً، بنسبة فائدة تبلغ 6.85٪، والسداد بدفعات شهرية حدها الأدنى 95 دولاراً. والثاني بقيمة 1132 دولاراً بنسبة فائدة 6.8٪، والسداد بدفعات شهرية يصل حدها الأدنى إلى 50 دولاراً، والقرض الثالث بقيمة 6799 دولاراً، بنسبة فائدة 6.3٪ وبدفعات شهرية حدها الأدنى 80 دولاراً».
وتابع «أدفع حالياً نحو 300 دولار شهرياً لهذه الديون، وأتمنى زيادة هذا المبلغ في الوقت الذي تتحسن فيه أحوالي المالية. ولكن في هذا الوضع الحالي، واستناداً إلى أسلوب سداد الديون ذات الفوائد المرتفعة، فإنني سأتمكن من سداد ديوني في عام ،2016 وسأدفع نحو 2856 دولاراً زيادة على مبلغ القرض الذي استدنته، أما في أسلوب دفع الديون الصغيرة، فإني سأسدد ديوني في أكتوبر ،2016 فيما ستبلغ فوائد القرض نحو 2925 دولاراً، بفارق يبلغ 69 دولاراً عن الطريقة الأولى، ونظراً إلى أن الفرق صغير بالنسبة لي، وبالنظر إلى أن فوائد قروض الطلبة لا ندفع عليها ضرائب، فإنني لا أهتم للموضوع كثيراً، وبناء عليه فسأختار أسلوب سداد الديون الصغيرة كما يفعل معظم الناس، وسأسدد القرض الصغير بحلول مايو المقبل بدلاً من أغسطس 2013». ويختم جونسون حديثه قائلاً: «من الممكن أن يكون وضعك مختلفاً تماماً عن وضعي، ولذلك فإن من المهم أن تستخدم الحاسبة، وبناء عليه تقرر ما هو الأنسب بالنسبة إليك».
براندون بالانجر كاتب أميركي