18 دولاراً متوسط سعر 1000 حساب وهمي
عائدات الحسابات المزيفة عــلى «تويتر» 360 مليون دولار سنوياً
على الرغم من محاولة شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» الحد من الحسابات المزيفة على الموقع، عبر محاولة ملاحقتها وإغلاقها، فإن تجارة بيع المُتابعين الوهميين باتت عملاً يُدر الملايين من الدولارات، وقد تصل عائداته إلى نحو 360 مليون دولار سنوياً، وذلك بحسب دراسة أخيرة نشرت نتائجها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
وعلى الرغم من أن شركات عدة طورت أدوات على الويب تحاول اكتشاف النسبة المئوية للمتابعين المزيفين لأي مستخدم على «تويتر»، فإن مثل هذه الأدوات لم تمنع الأشخاص الراغبين في التعامل مع السوق السوداء القائمة على «تويتر» من شراء المُتابعين الوهميين، بحسب الدراسة التي أكدت تطور أساليب السوق، بحيث بات من شبه المستحيل تمييز المُتابعين الوهميين عن الحقيقيين.
وتفصيلاً، قضى الباحثان الأمنيان، آندريا ستروبا، وكارلو دي ميشيل، الأشهر الأخيرة للتحقيق في اقتصاد السوق السوداء لبيع وشراء متابعي «تويتر». وبالرغم من وجود أكثر من 25 خدمة من الخدمات الشهيرة والمتخصصة ببيع حسابات «تويتر» المزيفة، إلا أن الباحثَين ركزا على المواقع الأكثر شهرة في هذا المجال لعمل الدراسة.
ووفقًا للحسابات والإحصاءات التي أجراها الباحثان، تم تقدير وجود نحو 20 مليون حساب متابع وهمي، وذلك بحسب الدراسة التي نشرت نتائجها صحيفة «نيويورك تايمز». وعادةً يتم بيع المتابعين الوهميين على شكل مجموعات تراوح بين 1000 ومليون حساب.
ويبلغ متوسط سعر 1000 متابع وهمي 18 دولاراً، وبحسب الدراسة يربح بائعو الحسابات المزيفة ما يراوح بين دولارين و30 دولاراً لكل حساب مزيف، إذ إنهم يبيعون هذه الحسابات أكثر من مرة، وبعد إجراء بعض الحسابات توصل الباحثان إلى أن هذه التجارة تنطوي على سوق تراوح قيمتها بين 40 و360 مليون دولار. وتتبع الباحثان بعض أشهر بائعي المتابعين الوهميين في السوق، ووجدوا أنه يتم بيع المتابعين عادةً ضمن حزم يراوح سعرها بالمتوسط بين دولار واحد لكل 1000 متابع، و1000 دولار للمليون متابع. ويمكن بيع الحسابات المزيفة نفسها لمستخدمين متعددين. وفي الحقيقة يفضل المستخدم عادةً شراء حسابات تم بيعها مسبقاً، وذلك كي تبدو هذه الحسابات حقيقية، كونها تتابع مستخدمين عدة.
وتنظر أدوات الـ«ويب» التي تحاول تمييز المُتابعين الوهميين من الحقيقيين عادةً إلى مدى قلّة نشاط الحساب، أو نسبة الحسابات التي يُتابعها إلى نسبة الحسابات التي تقوم بمتابعته. وكلما كثُر عدد الأشخاص الذين يتابعهم الحساب، وكلما ازداد نشاط الحساب، كلما بدا أكثر واقعية.
وذكر الباحثان في تقريرهم، أنه باتت تتوافر حالياً برامج متخصصة بإنشاء الحسابات الوهمية، وتقوم هذه البرامج بتغطية التفاصيل كافة، إلى درجة أن بعض الحسابات الوهمية تبدو أفضل من تلك الحقيقية أحياناً، بحسب الدراسة. وكي تبدو الحسابات الوهمية أقرب إلى الحقيقية، تقوم عادة بالتغريد أو إعادة التغريد باستمرار، مع استخدام صورة للملف الشخصي وسيرة ذاتية كاملة، وأحياناً بعض الروابط لمواقع تدّعي أنها تابعة لها. إلا أن نظرة بسيطة إلى هذه الحسابات تكون كافية أحياناً لملاحظة أنها مخصصة لإعادة تغريد المواد التي تنشرها مواقع معينة.
وبحسب الدراسة، فإن بائعي الحسابات الوهمية لا يبيعون المُتابعين فحسب، بل بدأوا ببيع «إعادة التغريد»، إذ يمكن للشخص أن يدفع ما بين تسعة دولارات و150 دولاراً شهرياً، مقابل الحصول على ما يراوح بين خمس و125 «إعادة تغريد»، للتغريدات التي يكتبها. وتحدث الباحثان إلى أحد بائعي الحسابات الوهمية، والذي طور برنامجاً يستطيع إنشاء ما يصل إلى 100 ألف حساب جديد خلال خمسة أيام. وبحسب البائع فإن عمله يسير بشكل «رائع»، حتى إنه وظّف بعض المبرمجين لمساعدته في العمل. من جهتها، اتخذت ادارة «تويتر» بعض الإجراءات لمحاولة الحد من الحسابات المزيفة، إذ رفعت دعوى قضائية العام الماضي، ضد بعض المسؤولين عن تطوير البرمجيات الخمس الأكثر استخداماً لتوليد المستخدمين الوهميين، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في صعوبة التمييز بين الحساب الوهمي من الحقيقي، فبحسب آخر الإحصاءات، يقوم 40٪ فقط من مستخدمي «تويتر» بالإسهام إيجاباً بإرسال تغريدات، وبالتالي فإن ما يبدو حساباً وهمياً، قد يكون في الواقع حساباً حقيقياً لشخص يستخدم «تويتر» للمتابعة فقط.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news