«ديل» تتجه للاستثمار فــي المنتجات التقنية القابلة للارتداء
في ظل التراجع المستمر في مبيعات الحواسيب الشخصية بأنواعها، جراء تنامي الإقبال على الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية، تطرق شركة «ديل» الأميركية، أحد أكبر مُنتجي الحواسيب في العالم، باب المنتجات التقنية القابلة للارتداء، مدفوعة بأمل لإيجاد مصدر جديد لتحقيق العائدات، مع الترويج المستمر لهذه المنتجات بوصفها العنصر الرابح في صناعة المنتجات التقنية في المستقبل القريب.
وأعلنت شركات عدة، أخيراً، عن توجهها لتقديم أشكال تدعم مفهوم الحوسبة القابلة للارتداء، ومنها «نظارة غوغل» التي يُتوقع أن تطرح في السواق العام الجاري، والساعات الذكية كساعة «آي وتش»، التي يُنتظر أن تطرحها «أبل» خلال فترة قريبة، إلى جانب ساعة «سوني» المرتبطة بهواتف «أندرويد»، وأخرى تنتجها «بيبلي» الناشئة، كما أشارت أنباء إلى نية آخرين مثل «غوغل» و«فوكسكون» و«مايكروسوفت» و«إل جي» و«سامسونغ» دخول مجال الساعات الذكية.
وقال نائب رئيس «ديل» العالمية للحوسبة الشخصية، لصحيفة «ذا غارديان» البريطانية، سام برد: «نحن نستكشف الأفكار في هذا الشأن»، إلا أنه لم يُحدد المنتج الذي تنوي الشركة التي تأسست قبل نحو 30 عاماً تقديمه.
وأضاف: «لن نعلن عن أي شيء، لكننا ندرس التقنيات في هذا المجال»، مشيراً إلى تحديات تتعلق بالكلفة وتقديم منتج جذاب.
ودافع عن توجه الشركة بالقول: «إذا ما استشرفنا المستقبل خلال السنوات الخمس المقبلة، نتوقع استمرار تغير الأجهزة والعوامل المؤثرة، وستبقى الحاجة إلى الحوسبة الثابتة على أسطح المكاتب، لكن سنشهد حاجة ماسة إلى الأجهزة المحمولة».
ولفت إلى زيادة عدد الأجهزة المرتبطة بالحاسب التي يستخدمها كل شخص، وقال: «نفكر في عالم يضم كثيراً من الأجهزة المتصلة ببعضها البعض».
وتحتاج «ديل» إلى البحث عن حلول عاجلة لمواجهة الانكماش المستمر في سوق الحواسب الشخصية، مقابل تنامي الإقبال على الحواسيب اللوحية منذ إطلاق «آي باد» قبل ثلاثة أعوام، وفشل حواسبها اللوحية العاملة بنظام «ويندوز» في تحقيق نجاح كبير، إلى جانب خروجها من سوق الهواتف الذكية.
وخلال الأشهر الثلاثة بين مارس ومايو من العام الجاري، تراجعت عائدات «ديل» من الحواسب الشخصية بنسبة 9٪ محققة 8.9 مليارات دولار، كما تأخرت إلى المرتبة الثالثة بين مُنتجي الحواسيب مسبوقة بشركة «إتش بي» ثم «لينوفو»؛ وعلى الرغم من ذلك، أكد برد اتجاه مجال الحواسب الشخصية إلى الأمام وأهميته للشركة، باعتباره المجال الذي بدأت فيه وتحظى فيه بحصة لا يُستهان بها عالمياً.
ولا تمثل «ديل»، التي تُسهم في فروع مختلفة من المنتجات التقنية كالطابعات والمخدمات والماسحات الضوئية، حالة فريدة في هذا الشأن؛ فبحسب تقرير لشركة «آي دي سي» المتخصصة في أبحاث السوق والخدمات الاستشارية، شهد الربع الأول من العام الجاري انخفاضاً في مبيعات الحواسب بنسبة 13.9٪، وهو الانخفاض الأكبر منذ عام 1994.
وتشير توقعات الشركة إلى هبوط المبيعات بنسبة 8٪ هذا العام، واستمرار الوضع نفسه في عام 2014.
وعلى العكس من ذلك، تحظى الحواسيب اللوحية والهجينة بإقبال المستخدمين، ومن المتوقع أن تتجاوز مبيعات الأجهزة اللوحية مثل «آي ياد» ومنتجات «سامسونغ»، الحواسب المحمولة العام الجاري، وأن تتعدى الحواسب الشخصية بنوعيها المكتبية والمحمولة بحلول نهاية عام 2015.
وعلى الرغم من تقديم «ديل» أكثر من نموذج، من بينها «إكس بي إس ـ 10» و«لاتيتيود 10» المعتمدان على «ويندوز آر تي» و«ويندوز 8» على الترتيب، اعترف نائب رئيس «ديل» للحوسبة الشخصية ببيع مئات الآلاف منهما فقط، مضيفاً أن نظام «(ويندوز 8) لم يُحقِّق نتائج إيجابية حتى الآن مع الشركات الكبيرة، التي تُمثِّل نسبة كبيرة من متعاملي «ديل»، بسبب عدم إقبالها على تبني نظام تشغيل جديد».
وأعرب برد عن أمله في تحسن الوضع مستقبلاً؛ وبحسب قوله، فإن «الحواسب اللوحية بحاجة إلى (ويندوز 8) لتتحسن مبيعاتها»، مبيناً أن «تحقيق النجاح سيستغرق بعض الوقت، وربما خلال سنوات قليلة تحصل الحواسب العاملة بنظام (ويندوز 8) على الثلث أو تصل إلى نسبة 40٪ من سوق الحواسب اللوحية».
وتُشير البيانات الحالية لشركة (آي دي سي) إلى الفارق الكبير بين الحواسب الشخصية و»آي باد».
وحاولت «ديل» من قبل مواكبة صعود الهواتف الذكية، وطرحت للمرة الأولى «الهاتف اللوحي» أو «فابلت» عام 2010 من خلال جهاز «ديل ستريك» بنظام «أندرويد»، وبشاشة قياس خمس بوصات، إلا أنه لم يلقَ نجاحاً يُذكر، وانسحبت تماماً من هذا المجال في نهاية العام الماضي، على الرغم من نجاح «سامسونغ» بعد ذلك في تقديم منتجات شبيهة من فئة «غالاكسي نوت». ويُشكِّل تراجع مبيعات الحواسيب الشخصية وعائداتها ضغطاً كبيراً على «ديل»، وتتجه حالياً إلى الخروج من سوق الأوراق المالية بعد 25 عاماً من طرح أسهمها، وينوي مؤسسها ورئيسها التنفيذي، مايكل ديل، وشركة «سيلفر ليك» الاستثمارية، الاستحواذ على أسهم بقيمة 24 مليار دولار، ويعتقد برد أن هذا التوجه سيُسرِّع من تنفيذ عملية التحول، ويضع «ديل» في المسار الصحيح، فيمكنها من اتخاذ قرارات صعبة من دون الخضوع لضغط النتائج المالية الفصلية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news