شهية أثرياء الصين تنفتح على الحليب البشري
يعتقد الكثير من الصينيين اعتقاداً جازماً بأن الحليب البشري يتميز بخصائص صحية جيدة، وأن تناوله يؤمّن لهم العديد من الفوائد الجسمانية، ولهذا السبب لجأ كثير من أثريائهم لاستئجار نساء شابات لينتجن لهم الكميات التي يطلبونها يومياً. وتقوم إحدى وكالات التوظيف في مدينة شنتشن بمحافظة غوانغدونغ الجنوبية بجلب النساء الشابات الراغبات في العمل في هذا المجال، لاسيما المنتميات إلى العائلات الفقيرة في هذه المنطقة. ونقلت صحيفة «سيثورن ميتروبوليس ديلي» عن مدير شركة إكسنيكسنيو للخدمات المنزلية، لين يونيو، قوله إن من بين زبائنه أزواجاً أثرياء من هونغ هونغ، ومديري شركات «مجهدون»، ويضيف قائلاً «يعتبر حليب الثدي أفضل منشط، لاسيما للمرضى الذين خضعوا للتو لعمليات جراحية كبرى».
ويتم استئجار الأمهات المرضعات من قبل العائلات الغنية لفترة تمتد من ستة إلى ثمانية أشهر، حيث يجنين ما يعادل 1700 جنيه إسترليني في الشهر، أي أكثر مما يحصلن عليه كعاملات في المصانع، ويمكن للمرضعات الجذابات واللاتي يتمتعن بصحة جيدة أن يحصلن على أجور أعلى.
ويعود استخدام المرضعات في الصين قروناً إلى الوراء، لاسيما خلال عهد الأباطرة والطبقات العليا، وحرم الرئيس الصيني الراحل، ماو تسي تونغ، هذه الممارسات على أنها عادات بالية. وارتفع الطلب على مرضعات الأطفال ارتفاعاً كبيراً في هذا البلد الآسيوي، لاسيما بعد أن تفجرت فضيحة حليب الأطفال الملوث بمادة الميلامين، والتي أدت إلى مقتل ستة أطفال.
ويوفر هذا التقليد الحديث للأمهات الريفيات العاملات كمرضعات للأطفال ولأفراد الأسر الغنية الفرصة لجني قدر كبير من المال في وقت قصير، إلا أن سياسة الطفل الواحد التي تتبناها الصين تحدّ من تلك الفرص.
إحدى الأمهات، التي تبلغ من العمر 25 عاماً، تقول إنها تفضل أن تعمل مرضعة للأسر الغنية بدلاً من إرضاع حليبها لطفلها الوحيد، لأنها تستطيع في ما بعد أن توفر له تعليماً جيداً، وتستطيع أيضاً مساعدة زوجها الذي يجني فقط ما يعادل 80 إسترلينياً في الشهر.
أستاذ الطب الصيني التقليدي بجامعة شانغهاي، لي هيفينغ، يؤكد أن الحليب البشري يعمل على إحياء وإنعاش الأعضاء الداخلية، ويمكن أن يتناوله العجزة الذين سقطت أسنانهم من أجل إطالة أعمارهم.
ويخالفه الرأي في ذلك أطباء الطب الحديث قائلين إنه قد يسبب اضطرابات المعدة للبالغين، كما أنه ينشر الأمراض. ويؤكد طبيب التغذية في مستشفى الصداقة الصينية ببكين، غو زونغي، أن الحليب البشري ليس خياراً جيداً للبالغين، لأنه يحتوي على مادة الغلوبلين التي تساعد على تقوية مناعة الأطفال، والتي لا يحتاجها الكبار. ويعاني أحد بنوك الحليب البشري في محافظة غوانغدونغ، الذي يوجه خدماته لمساعدة الأطفال المرضى، نقصاً في عدد الأمهات المتبرعات، بعد أن أحيت البلاد هذا التقليد القديم المتمثل في استخدام الأغنياء للحليب البشري.