تقنية تحدّد صاحب الهاتف من نمط مشيته وعاداته الخاصة في التعامل مع الجهاز
«سيلنت سينس».. تتحقق من المستخدمين عبر لمس الشاشة
ضمن الحديث عن مستقبل أساليب التحقق من هوية مستخدمي الأجهزة الإلكترونية، يرى البعض أن كلمات المرور النصية التي تتألف من حروف وأرقام، ستصبح خلال فترة قصيرة، جزءاً من الماضي، لتفسح المجال لطرق جديدة، أهمها الأساليب المعتمدة على الخصائص الحيوية لكل مستخدم، مثل بصمات الأصابع، والصوت، وقزحية العين، وتعبيرات الوجه، وحتى ضربات القلب.
وبدأت بالفعل تجارب لاستخدام هذه الأساليب في بعض أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، كان آخرها هاتف «آي فون 5 إس» الجديد، الذي كشفت عنه شركة «آبل» الأميركية، الأسبوع الماضي، وتضمن قارئاً للبصمة باسم «تاتش آي دي» يتعرف إلى بصمة المستخدم، وسيلة لفتح قفل الهاتف، والشراء من متجر التطبيقات.
وأنعش هاتف «آبل» الجديد آمال البعض في أن يُسهِم في دعم اهتمام الشركات المنافسة، وتشجيع المستخدمين على تقبل مثل هذه الأساليب، إلا أنه يبدو أن بصمات الأصابع لن تكون وحدها؛ إذ يعمل فريق من الباحثين على تطوير طريقة جديدة، للتحقق من هوية المستخدمين، لا تتطلب مستشعراً للبصمة، بل تعتمد على التحقق من الأسلوب المميز لكل مستخدم، بلمس شاشة الهاتف الذكي أو الكمبيوتر اللوحي.
وتحمل التقنية الجديدة اسم «سيلنت سينس»، وتوصف بأنها طريقة أكثر طبيعية، وأقل إزعاجاً وظهوراً للتعرف إلى المستخدمين. وتعتمد على قياس جانبين؛ أولهما الطريقة التي يتعامل بها المستخدم مع الجهاز، والثاني كيفية استجابة الجهاز، إذ إنه غالباً ما يكون للعديد من الأشخاص عادات خاصة عند استخدامهم الهاتف، وطريقة خاصة للضغط على الشاشة اللمسية، تميزهم عن سواهم.
وتعمل تقنية «سيلنت سينس» في الخلفية، لاستكشاف هذه العادات، وكيفية تفاعل المستخدم مع التطبيقات، كما تستفيد من أدوات الاستشعار المدمجة في الهواتف الذكية، لتسجيل أسلوب المستخدم في الضغط على الشاشة، ومدة كل لمسة، وحجم مقدمة الإصبع، وموضعها على شاشة الهاتف أو الكمبيوتر.
كما تقيس التقنية استجابة الهاتف لتعامل المستخدم، مثل تدوير الشاشة، ومقدار تحرك الهاتف حال دفعه، بالاعتماد على مقياس التسارع، و«جيرسكوب» يكشف اتجاه الهاتف. كما يمكن أن تسجل «سيلنت سينس» نمط المشية المميز للمستخدم، خلال استعماله الهاتف أثناء المشي.
وتستعين «سيلنت سينس» بخوارزميات، لتحويل هذه الخصائص إلى ما يشبه التوقيع الذي يُحدد هوية كل مستخدم، وبناءً عليه، فإنه يمكن أن يمنع أي شخص آخر من استخدام الهاتف.
ويُعد تأمين الهاتف، الفائدة الأبرز للتقنية الجديدة؛ فالهواتف حالياً تتداخل مع كثير من جوانب الحياة الشخصية المهمة، وتهتم أعداد متزايدة من المستخدمين بحماية الخصوصية، ليس فقط في مواجهة انتهاكات تطبيقات أو خدمات معينة، أو حال تعرض الهاتف للسرقة أو برمجيات خبيثة، بل أيضاً من استخدام المقربين مثل الأطفال، وزملاء العمل.
وبهدف توفير طاقة البطارية، يتوقف نظام «سيلنت سينس» عن العمل عند استخدام تطبيقات مثل الألعاب، بينما يعمل تلقائياً مع تشغيل بعض التطبيقات المهمة، مثل البريد الإلكتروني، والرسائل النصية القصيرة (إس إم إس)، ليمنع أي شخص سوى مالك الجهاز من استخدامها.
ويعمل على تطوير التقنية فريق من الباحثين يضم تشنغ بو، وشيانغ ــ يانغ لي، من قسم علوم الكمبيوتر في «معهد إلينوي للتقنية» في الولايات المتحدة، ولان تشانغ من جامعة «تسينغهوا» في الصين.
ويعتقد «بو» أن لكل مستخدم ــ استناداً إلى الاختلاف من حيث الجنس والعمر وعوامل أخرى ــ عادات مختلفة في التعامل مع الأجهزة.
وأظهرت اختبارات «سيلنت سينس» نتائج إيجابية، وشملت التجارب 100 متطوع، طُلب منهم استخدام الشاشات اللمسية في الهواتف الذكية، بأسلوب استخدامهم نفسه في الظروف العادية، وتمكنت التقنية من التعرف إلى صاحب الجهاز بدقة بلغت 99%، بعد ما لا يزيد على 10 لمسات، كما تمكنت من التعرف إلى مالك الجهاز بدقة بلغت 98%، بعد 2.3 لمسة على الشاشة.
وبحسب ما نشرت مجلة «نيو ساينتست» البريطانية، وصف باحث متخصص بالقياسات الحيوية في جامعة «نوتردام» الأميركية، كيفن بوير، البحث بأنه مثير للاهتمام وإبداعي، وقال إنه من الممكن أن يساعد في الحفاظ على الخصوصية، إذا تمكن الهاتف من التمييز بين مستخدم الهاتف والآخرين، ثم منعهم من استخدام بعض التطبيقات.
وتبقى بعض التساؤلات حول إمكانية استخدام تقنيات، مثل «سيلنت سينس» عملياً، وتأثيرها في استهلاك البطارية، ومدى إقبال المستخدمين عليها، مقارنة مع كلمات المرور، أو الأساليب الجديدة، مثل تعبيرات الوجه، وبصمات الأصابع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news