دراسة أميركية أيدتها الجمعية البريطانية لعسر القراءة
أجهزة القراءة الإلكترونية فعّالة في علاج حالات عسر القراءة
ينظر البعض إلى أجهزة القراءة الإلكترونية باعتبارها بديلاً أكثر راحة وسهولة، مقارنة بالكتب الورقية، خصوصاً في ما يتعلق بإمكانية الانتقال بين أماكن مختلفة، لكن ربما لن يكون هذا ميزتها الوحيدة، إذ رأت دراسة أميركية حديثة، أنه يمكن للقارئات الإلكترونية أن تساعد بعض الأشخاص الذين يعانون عسر القراءة، على القراءة بسرعة، كما تزيد من قدرتهم على فهم واستيعاب معاني النصوص.
وأظهرت الدراسة، التي أجراها باحثون من مركز «هارفارد ـ سميثونيان» للفيزياء الفلكية، أن إتاحة أجهزة القراءة الإلكترونية عرض عدد قليل من الكلمات في كل سطر، يمكن أن يساعد بعضاً ممن يعانون عسر القراءة، من حيث تحسين سرعة القراءة، ورفع قدرتهم على فهم النصوص.
ويُعد عسر القراءة أو «دسلكسيا» من أكثر صعوبات التعلم شيوعاً، ويتسبب في صعوبة القراءة والهجاء من دون أن يتعلق ذلك بمشكلات جسدية أو بمعدل الذكاء، كما لا يرتبط بعرق معين، وإن كان البعض يربط اختلاف طريقة كتابة الكلمات ونطقها في بعض اللغات، والتسبب في عسر القراءة.
ويظهر عسر القراءة في صورٍ متعددة من بينها ما يُسمى «عجز الانتباه البصري» الذي يُشير إلى عدم القدرة على التركيز على الحروف التي تتألف منها الكلمات، أو على الكلمات التي تكون سطور أحد النصوص، وكذلك عجز بعض الأشخاص عن التعرف إلى الحروف، وتشتت بصرهم أثناء القراءة.
ورأت الدراسة أن تهيئة أجهزة قراءة إلكترونية لتعرض سطورا قصيرة، يمكن أن يُخفف من حدة هذه المشكلات، ويُقلل من التشتت البصري.
وشملت الدراسة 103 طلاب ممن يواجهون صعوبات في القراءة، ويدرسون في مدرسة «لاندمارك» الثانوية في ولاية بوسطن الأميركية، وقارنت بين قدرتهم على قراءة النصوص المطبوعة على الورق، والقراءة عبر أجهزة القراءة الإلكترونية، وجرى تهيئة الأجهزة ليتضمن كل سطر بين كلمتين وثلاث كلمات.
وأظهرت النتائج مساهمة أجهزة القراءة الإلكترونية في تحسين سرعة القراءة لدى الطلاب، وفي زيادة قدرتهم على فهم المعاني، خصوصاً من يعانون «عجز الانتباه البصري»، وكان من بين العوامل المساعدة عرض عدد قليل من الكلمات على الشاشة، ما ساعدهم على التركيز، بعكس القراءة من الصفحات الورقية التي تتزاحم فيها الكلمات.
وقال المؤلف الرئيس للبحث، ماثيو شنيبس، إن ما لا يقل عن ثلث الطلاب المشاركين في الدراسة يواجهون صعوبات مع الانتباه البصري، وساعدتهم أجهزة القراءة الإلكترونية على القراءة بصورة أفضل.
وأضاف أنه بالنسبة لمن لا يعانون مشكلات، فقد أظهرت الدراسة أن الطرق التقليدية في عرض النصوص أفضل.
وأشار شنيبس إلى أن العامل الرئيس الذي يُعزز فوائد القارئات الرقمية يتمثل في وجود بضعة كلمات في كل سطر.
وتابع: «نعتقد أن ذلك ينطبق على الورق والسبورة، أو على أي جهاز». ولفت إلى أن عسر القراءة يتخذ صوراً عدة، إلا أن إدخال تعديلات على الصورة التي يظهر بها النص، قد يساعد بعض الأشخاص في تخطي عقبة القراءة.
وكانت دراسة سابقة شارك فيها شنيبس، أظهرت أن عرض النصوص في هيئة سطور قصيرة يسهل القراءة لمن يعانون حالات عسر القراءة، بسبب تحسينه لكفاءة حركة العين.
وتعليقاً على نتائج الدراسة، أشارت «الجمعية البريطانية لعسر القراءة» إلى أن الكتب والقارئات الإلكترونية تجعل القراءة أيسر، نظراً لتوفيرها خيارات كثيرة في أشكال وأحجام وألوان الخطوط، وفي الفراغات بين الكلمات، إضافة إلى إمكانية عرضها لتعريفات ومعاني الكلمات بواسطة المعاجم المدمجة فيها، بحسب ما ذكر ممثل الجمعية.
وأضاف أنه يمكن لبرامج تحويل النصوص إلى أصوات أن تزيد من سهولة القراءة، وتخفف الشعور بـ «الإحراج» الذي عادةً ما يرتبط بأولئك الذين لا يستطيعون القراءة.
وتلفت هذه النتائج النظر إلى أن أجهزة القراءة الإلكترونية قد تتجاوز وظيفة الأدوات التقنية سهلة الاستخدام التي تيسر من حمل الكتب أثناء التنقل لتكون أدوات تعليمية مساعدة، وربما تُمثل حلاً لمن يعانون عسر القراءة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news