أزمة أقساط البنوك والإيجارات ترمي بآلاف العوائل إلى الشوارع في بريطانيا
قال عاملون في مجال إيواء المشردين أن العديد من العوائل والأفراد يعانون ضغطا ماديا كبيرا وعلى شفا الإخفاق في دفع إيجارات بيوتهم أو أقساط الرهن الخاصة بها ما قد يؤدي إلى أن فقدانهم لمساكنهم والبقاء في الشوارع كمشردين، حسبما ذكرت صحيفة مانشستر إيفنينغ نيوز أمس.
وكشفت الصحيفة عن مؤشرات خطيرة بشان بوادر أزمة عقارية جديدة في بريطانيا، مشيرة إلى ان منطقتي مانشستر وسالفورد أصبحتا "عاصمتي إعادة الاستملاك في شمالي غربي المملكة المتحدة بعد ان بلغت نسبة المساكن التي تم الاستحواذ عليها 1/ 60.
ونقلت الصحيفة عن إدارة مأوى خيري للإسكان قوله أن ألفاً و 717 منزلاً جرى اعادة استملاكها في منطقة سالفورد وحدها لتكون بذلك ثالث اعلى منطقة خارج العاصمة لندن.
وحذر العاملون في المأوى من تعاظم المشكلة التي تبدو وكانها قنبلة موقوتة ستؤثر على حياة المئات من العوائل.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن إحصاءات وزارة العدل البريطانية أن في مانشستر فقدت ثلاثة ألاف و356 عائلة عقارها خلال العام الماضي، مشيرة إلى ان مجموع العقارات التي فقدها أصحابها، إما نتيجة لعدم القدرة على دفع الإيجار أو قسط الرهن البنكي في المنطقتين بلغ 13.441.
المشكلة لاتقتصر على مانشستر وسالفورد أو لندن، فبحسب إحصاءات وزارة العدل فإن عقاراً من بين كل 69 في منطقة أولدهام تمت إعادة استملاكه من قبل آخرين فيما تقل النسبة في تيمسايد وروشديل إلى 85 و 89.
وحثت إدارة المأوى كل من يعاني في توفير مبلغ الإيجار او القسط البنكي البحث عن طرق للمساعدة قبل ان يفقد عقاره. وكشفت مستشارة في إدارة المأوى متخصصة في تقديم النصح تدعى ليز كلير عن تفاقم المشكلة بالقول "نتلقى اتصالات من أعداد متزايدة من الأشخاص الذين أصبحوا في ازمة ويحاولون إيجاد الحلول بعد تلقيهم لإخطارات من المحكمة. وقالت كلير " من الطبيعي أن نامل زوال الفواتير المتراكمة لكن الحل الأفضل هو في اللجوء لخبير يمكنه تقديم النصيحة بهذا الشان".
وبحسب الصحيفة فإن العديد من العوائل دخلوا في الأزمة بعد التغييرات الأخيرة التي طرأت على الإعانات المادية لآلاف العوائل ما جعلها تنوء تحت ثقل الديون. ومن بين هذه التغييرات خفض الإعانة بنسبة 25 بالمائة لكل منزل فيه غرف غير مستخدمة والتي اطلق عليها منتقدوها عبارة "ضريبة غرفة النوم".