الصين تسمح لووهان باستئناف العمل مع تقلص حالات الإصابة الجديدة بكورونا
تلقت بعض الصناعات الرئيسية في مدينة ووهان، بؤرة تفشي فيروس كورونا، إشعارا من السلطات يسمح لها باستئناف أنشطتها اليوم الأربعاء.
جاء ذلك بعد يوم من أول زيارة يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ للمدينة منذ ظهور الوباء.
وكانت المدينة، التي يقطنها 11 مليون نسمة، مغلقة منذ أواخر يناير غير أن زيارة شي أوحت بأن الأمور تسير في اتجاه موات للحكومة التي تجاهد لاحتواء المرض الذي أصاب حتى أمس الثلاثاء 80 ألفا و778 شخصا وتسبب في وفاة 3158 آخرين في الصين.
وخفضت السلطات في أماكن أخرى بالبلاد مستويات الاستجابة الطارئة المتعلقة بالوباء كما خففت القيود المفروضة على حركة السفر.
وبعد شعورها بثقة من زيارة الرئيس شي وهبوط عدد الإصابات الجديدة بالمرض قالت حكومة إقليم هوبي الصيني إن العاملين بالنقل العام في مدينة ووهان والعاملين في مجال إنتاج الإمدادات الطبية والسلع الضرورية للحياة اليومية سيُسمح لهم بالعودة لممارسة أعمالهم.
أضافت الحكومة في إشعار أن صناعات أخرى لها تأثير على سلاسل الإمدادات المحلية أو العالمية يمكنها أيضا العودة إلى العمل بتصريح من السلطات المعنية.
ونحو 10 في المئة من المركبات التي تُصنع في الصين تُنتج في ووهان، كما أنها مقر لمئات من موردي قطع الغيار.
وتعود الصناعات ببطء إلى طبيعتها في أنحاء الصين الأخرى.
وتوقعت فرانسواز هوانغ الاقتصادية البارزة في أويلر هيرميس في إشعار للعملاء عودة النشاط الاقتصادي لكامل قوته بنهاية أبريل على الرغم من أنه ما زال يعمل بأقل بنحو 25 في المئة من معدلاته المعتادة.
وقالت شركة نيسان موتور اليابانية للسيارات اليوم الأربعاء إنها تعتزم استئناف إنتاجها جزئيا في مصانعها بالصين، وأحد هذه المصانع في إقليم هوبي.
وقالت شركة هوندا، وهي منافسة لنيسان، إن بعض العاملين عادوا للعمل بمصنعها في ووهان وإنها ستستأنف الإنتاج تدريجيا اعتبارا من اليوم.
وفي بادرة من شأنها تعزيز ثقة المستثمرين، قالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح اليوم الأربعاء إنها ستساعد بنشاط الشركات الاستثمارية الأجنبية على استئناف العمل وتوسيع القطاعات التي تشجع الاستثمار الأجنبي فيها.
وبينما خففت بعض القيود على الحركة قالت حكومة هوبي إن القيود المفروضة على ووهان ستبقى كما هي وستظل المدارس في الإقليم مغلقة حتى إشعار آخر.
وخالفت مدينة تشيانجيانغ، في إقليم هوبى أيضا، اتجاها أوسع نحو التخفيف حيث قالت السلطات إنها ستحتفظ بحظر النقل الصارم.
وأظهرت أحدث إحصاءات لجنة الصحة الوطنية بالصين رصد 24 حالة إصابة جديدة بالمرض في أنحاء البلاد ووفاة 22 شخصا منذ أمس الثلاثاء. ووقعت جميع الوفيات الأحدث في ووهان.
لكن حالات الإصابة الجديدة في هوبي بدأت تستقر مع تراجعها لليوم السادس. وسُجلت جميع حالات الإصابة الجديدة وعددها 13 في ووهان.
تشير البيانات إلى اتجاه مشجع يتمثل في انخفاض معدل انتقال المرض داخل المجتمعات بالصين،إذ أن عشر من حالات الإصابة الجديدة البالغ عددها 24 حالة أمس الثلاثاء كانت لأشخاص قادمين من الخارج.
لكن إدارة الجمارك الصينية قالت إن الضغوط على التجارة الخارجية للصين والاقتصاد العالمي تتزايد مع انتشار الوباء بسرعة في الخارج.
أضافت الجمارك في بيان "استقرار النمو التجاري سيكون أكثر صعوبة. المخاطر ذات الصلة بحالات قادمة من الخارج تزيد فجأة والتعامل مع المخاطر المتعلقة بالفيروس في موانئ الصين سيشكل تحديا كبيرا".
وبينما لم تأت سوى 79 حالة فقط من حالات الإصابة بالمرض في الصين من الخارج، فقد دفع العدد المتزايد من هذه الحالات السلطات لتحويل تركيزها على احتواء خطرها.
وشهدت العاصمة بكين أمس الثلاثاء ظهور ست حالات، بينها أفراد قدموا من إيطاليا والولايات المتحدة. ورُصدت في شنغهاي حالتان قادمتان من الخارج وحالة في إقليم شاندونغ وأخرى في إقليم قانسو.
ورُصدت ثلاث حالات في إقليم قوانغدونغ في جنوب البلاد لمسافرين أحدهم قادم من فرنسا واثنان من إسبانيا.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن إقليم هونان وبلدية تشونغتشينغ خففا مستوى الاستجابة الطارئة بينما استأنفت مدن في أنحاء إقليم شاندونغ حركة الانتقالات داخل المدن وضواحيها.
وخفضت حتى الآن نحو ثلاثة أرباع بلديات ومناطق ومقاطعات الصين مستوى الاستجابة الطارئة من أعلى مستوى.