"كوفيد-19" يحقّق سن الرشد المالي لجيل الألفية



 أثّر "كوفيد-19" بشكل كبير على معدّل إنفاق ومدخرات الناس من جميع الأعمار، وبشكل خاص على جيل الألفية (الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عامًا)، بحسب استطلاع عالمي أجراه بنك "ستاندرد تشارترد". أما عالميا، فأكثر الفئات العمرية التي تعاني من كيفية تغطية النفقات اليومية، فهي جيل الألفية (41%)، الذي أفاد عن مستويات أعلى من الاقتراض (35%)  في الشهر الماضي. إلا ان الجائحة وضعت جيل الألفية في مواجهة هذه التحديات، وجعلتهم أكثر استعدادًا لمستقبلهم المالي، كما شجّعتهم على إجراء تغييرات في كيفية إدارة أموالهم.

أما الدراسة التي شملت 12 ألف راشد في 12 سوقًا (الإمارات العربية المتحدة وهونغ كونغ والهند وإندونيسيا وكينيا وبر الصين الرئيسي وماليزيا وباكستان وسنغافورة وتايوان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة)، فهي الثالثة ضمن سلسلة من ثلاثة أجزاء، تبحث في كيفية تغيير فيروس "كوفيد -19" لأسلوب حياة المستهلكين، وكذلك التغييرات التي قد تبقى ما بعد فترة جائحة "كوفيد-19". وفي حين ركّز الاستطلاع الأول على تأثير الجائحة على الأرباح، فإنّ الاستطلاع الثاني يركّز على تغيير عادات الإنفاق. ويوفّر الاستطلاع النهائي رؤى جديدة حول كيفية تغيير الأزمة الصحية العالمية للطريقة التي يدير بها الناس أموالهم على نحو يومي، سعيًا وراء أهدافهم المستقبلية على المدى الطويل.

وفي دولة الإمارات، وجد ثلاثة أرباع الأشخاص (74% مقارنة بـ 64% على مستوى العالم) صعوبة أكبر في إدارة أموالهم منذ بداية انتشار فيروس "كورونا". وبدا الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لجيل الألفية، حيث وجد 78% منهم صعوبة في إدارة أموالهم مقارنة بـ 61% ممن تزيد أعمارهم عن 45 عاما.

كما ان جيل الألفية في الإمارات هو أكثر قابلية بنسبة 123% عن أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا بألّا يتحكّم برصيده المصرفي. كما ان 25% منهم يواجهون صعوبة في ما يتعلّق بنفقاتهم اليومية، مثل الفواتير المنزلية. كما أفاد 34% من جيل الألفية في الإمارات أن معدّلات الاقتراض الخاصة بهم زادت في الشهر الماضي، مقابل 22% لمن تزيد أعمارهم عن 45 عامًا.

وقال سوني زولو، رئيس قسم الخدمات المصرفية للأفراد في بنك "ستاندرد تشارترد" الإمارات العربية المتحدة: "برز موضوع الحفاظ على سلامة الموارد المالية بشكل متكرّر خلال فترة الجائحة في العديد من البلدان على مستوى العالم. ووفقًا إلى نتائج الاستطلاع الذي أجريناه، لا يزال هذا الاتجاه سائدا. كما يُظهر الاستطلاع ان الجائحة تشجّع الناس في الإمارات على التفكير في حلول الادخار والاستثمار. ففي عالمنا اليوم، ثمة أدوات متعدّدة متاحة بسهولة لمساعدة الجيل الشاب على إدارة شؤونه المالية، ومع ذلك، نعتقد أن "كوفيد-19" سيضع مزيدًا من الضغط على قطاع إدارة الثروات كي يتم ابتكار المزيد من الحلول. أما التقنيات الرقمية التي تساعد الجيل الشاب على إدارة أمواله، وخيارات الاستثمار المستدامة وعروض القيمة الشخصية، فستكون محوَر التركيز الجديد للقطاع، ونتوقّع رؤية تطوّر هذا التحوّل لعقود."

ولتلبية هذه الطموحات، فإن جيل الألفية في الإمارات هم الجيل الأكثر رغبة في تتبع إنفاقهم وتخصيص ميزانية أفضل لهذا الغرض (47%). وفيما يودّ 51% تغيير إنفاقهم اليومي، فقد بدأ 28% من الأشخاص باستخدام تطبيق جديد لإدارة الأموال أو الميزانية منذ بداية الجائحة، علما ان 64% من أولئك الأشخاص لم يخططوا للقيام بذلك في السنوات الثلاث المقبلة.

كما ان جيل الألفية في دولة الإمارات هو أكثر قابلية لاستخدام التطبيقات التي تساعد على توفير الأموال أو الاستثمار بنسبة 63%، في حين بدأ 40% باستخدام التطبيقات الخاصة بإدارة الأموال أو الميزانية؛ ويُرجّح ان 56% من الأشخاص قد بدئوا باستخدام روبوت المحادثة/ المستشار الآلي عبر الإنترنت لأول مرة خلال فترة "كوفيد-19".

تويتر