«بيتكوين» تهزّ عرش الدولار الأميركي
قال كبير الاستراتيجيين الدوليين في مؤسسة «مورغان ستانلي لإدارة الاستثمارات»، روشير شارما، إن عملات عدة تتنافس حالياً على خلافة الدولار في عرش الاحتياطات النقدية، مشيراً إلى أن «عرش الدولار يهتز بسبب العُملات المشفرة»، خصوصاً «بيتكوين».
وأضاف شارما، في مقالة نشرتها صحيفة «فاينينشال تايمز» البريطانية، أن الترويج لـ«بيتكوين» على أنها بدائل لامركزية للعُملات الرسمية، لاسيما خلال جائحة «كورونا»، دفعت الكثير من المستثمرين إلى الاستثمار في العُملة الرقمية خوفاً من تراجع قيمة العُملات الدولية.
دور الرئيس
وعندما ضربت جائحة «كوفيد-19» اقتصاد العالم، كان الدولار الأميركي أقوى من أي وقت مضى، حيث لعب الدور الرئيس وسيطاً للتجارة الدولية، كما اعتُبر العُملة الاحتياطية التي تدخرها معظم البنوك المركزية في العالم، وملاذ الدول لتقييم عُملاتها بناء عليه.
وتاريخياً، كانت خمس قوى فقط تتمتع بقدرتها على اختيار العُملة الاحتياطية، إذ إنه منذ منتصف القرن الـ15 امتلكت كل من البرتغال، وإسبانيا، وهولندا، وفرنسا، وبريطانيا ميزة استمرت لنحو 94 عاماً في تحديد عُملة الاحتياطي.
لكن مع بداية عام 2020، أكمل الدولار 100 عام من التداول كعُملة الاحتياطي النقدي الرسمية للبنوك المركزية في العالم، وهو ما دعا كبير الاستراتيجيين الدوليين في مؤسسة «مورغان ستانلي لإدارة الاستثمارات»، روشير شارما، إلى التساؤل حول إمكانية استمرار الدولار كعُملة رئيسة في العالم، مشيراً في مقال له بصحيفة «فاينينشال تايمز» البريطانية إلى أن «الدولار ليس له وريث في الوقت الراهن».
تنافس
وقال شارما، مؤلف كتاب القواعد الـ10 للأمم الناجحة، إن «عُملات عدة تتنافس حالياً على خلافة الدولار في عرش الاحتياطات النقدية»، لافتاً إلى أن أوروبا كانت تعلق آمالاً كبيرة على اليورو، لكنه فشل في كسب ثقة العالم، بسبب الشكوك حول فاعلية حكومة منطقة اليورو متعددة الدول.
وأضاف أن «تطلعات الصين إلى تفوق عملتها (اليوان) أحبطت أيضاً».
استثمار
من جهة أخرى، أشار شارما إلى أن الإدارة الأميركية، لم تبد أي مخاوف من تأثير طباعة الدولار على عجز الميزانية، حيث اعتبر إجراءً يحدّ من تداعيات تفشي جائحة «كوفيد-19» على الاقتصاد.
ووفقاً لشارما، فإن عرش الدولار يهتزّ بسبب العُملات المشفرة، التي يمكن تداولها بسهولة، والترويج لها مثل عُملة «بيتكوين» من قبل صناعها ومتداوليها على أنها بدائل لامركزية للعُملات الرسمية، خصوصاً أن جائحة «كورونا» دفعت إلى الاستثمار في «بيتكوين» خوفاً من تراجع قيمة العُملات الدولية، ولذلك اتجه العديد من المستثمرين إلى شراء «بيتكوين»، ما ضاعف من سعر العملة الرقمية أكثر من أربعة أضعاف قيمتها منذ مارس الماضي، ليصبح شراء «بيتكوين» أحد أهم الاستثمارات خلال عام 2020.
«ذهب رقمي»
وأضاف شارما أنه منذ إطلاقها في عام 2009، سعى بناة «بيتكوين» إلى ترسيخها والترويج لها على أنها «ذهب رقمي»، وأن موثوقيتها تجعلها ملاذاً آمناً في الأوقات العصيبة، لكنه لفت إلى أن المشككين في العُملات الرقمية يجدون صعوبة في الشعور بالأمان في الاستثمار في أحد الأصول التي اعتبروها شديدة التقلب، حيث يعتبرون «بيتكوين» فقاعة يتذبذب سعرها اليومي بنسبة أكبر من أربع مرات من الذهب.
تراجع الثقة
أفاد كبير الاستراتيجيين الدوليين في مؤسسة «مورغان ستانلي لإدارة الاستثمارات»، روشير شارما، بأن الولايات المتحدة والحكومات الكبرى الأخرى تظهر القليل من الحماس لكبح العجز المتزايد، وبالتالي فإنه بغض النظر عن مدى موثوقية العُملات المشفرة، فإن «بيتكوين» تستفيد من تراجع الثقة المتزايد في البدائل التقليدية.
وأضاف: «قد يثبت الزمن أن (بيتكوين) فقاعة، لكن حتى لو انفجرت، فإن الرغبة في اقتنائها هو جرس إنذار للحكومات التي تطبع النقود دون حساب»، مشيراً إلى أنه لا يجب الافتراض أن العُملات التقليدية هي الملجأ الوحيد للقيمة، أو وسيلة التبادل التي سيثق بها الناس على الإطلاق.